سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
\"وصال المهدي\" زوجة الترابي وهي تبكي : \"انه عمل اجرامي..كيف تعتقل رجلا في الثامنة والسبعين من عمره.!..حزب الترابي : 9 مسؤولين في حزبنا اعتقلوا في ساعة مبكرة من الصباح.
الخرطوم (رويترز) - ألقت قوات الامن السودانية القبض على الزعيم المعارض حسن الترابي وثمانية اخرين من المسؤولين في حزبه المؤتمر الشعبي بعد ان دعوا الى "ثورة شعبية" اذا لم تتراجع الخرطوم عن زيادات في الاسعار. ويأتي اعتقال الترابي في وقت حساس سياسيا لحكومة الرئيس عمر حسن البشير الذي يوشك أن يفقد السيطرة على جنوب البلاد المنتج للنفط الذي اقترع في الاسبوع الماضي في استفتاء على الانفصال عن الشمال. كما يجيء مع تبعات الاطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي فر من بلاده يوم الجمعة بعد ثلاثة اسابيع من احتجاجات عنيفة نتيجة مظالم اجتماعية. وهددت المعارضة السودانية يوم الاحد بالخروج الى الشوارع اذا لم تعزل الحكومة وزير المالية وتحل البرلمان بسبب قرار رفع أسعار عدد كبير من السلع الغذائية. وقالت وصال المهدي زوجة الترابي وهي تبكي لرويترز "انه عمل اجرامي .. كيف تعتقل رجلا في الثامنة والسبعين من عمره وتزج به في السجن. نخاف عليه." وترددت اصداء الاطاحة ببن علي في العالم العربي واثارت مخاوف بشأن استقرار دول اخرى في المنطقة تعاني من نفس المزيج من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وأدى رفع الاسعار في السودان لاحتجاجات طلابية في الخرطوم والمنطقة الشمالية الزراعية. ويعاني السودان من عجز في ميزان المعاملات الجارية وانخفاض قيمة العملة مما يؤدي الى زيادة التضخم. وخفضت الخرطوم هذا الشهر الدعم للمنتجات البترولية والسكر مما اثار احتجاجات على مدى الاسبوع المنصرم اخمدتها الشرطة باستخدام الهراوات والغاز المسيل للدموع. وأودع الترابي السجن عدة مرات منذ قطيعته مع الحزب الحاكم بزعامة البشير في 1999-2000 . وقال شاهدان ان قوات الامن أغلقت الطريق المؤدي الي منزل الترابي وان خمس سيارات للشرطة مملوءة بجنود مدججين بالسلاح اقتادوه من منزله بينما كان افراد اسرته يبكون ويرددون "الله أكبر". وقال مسؤولان بحزب المؤتمر الشعبي المعارض لرويترز ان تسعة مسؤولين في الحزب سواء من الزعماء او الاقل مكانة اعتقلوا من منازلهم في حملات في ساعة مبكرة من الصباح. وتخشى الخرطوم منذ وقت طويل نفوذ الترابي مع اعتقادها بان كثيرين من انصاره ما زالوا باقين في مناصب رئيسية بالجيش وقوات الامن. وكان قد اطلق سراح الترابي بعد توقيع اتفاق السلام بين الشمال والجنوب عام 2005 والذي نص على اطلاق سراح جميع السجناء السياسيين. لكنه يعتقل منذ ذلك الحين اثناء الاوقات الصعبة التي تمر بها الحكومة وكان ابرزها بعد ان شن متمردون من دارفور هجوما لم يسبق له مثيل على العاصمة السودانية في 2008 . ولم توجه اليه اتهامات. واغلقت صحيفة حزبه العام الماضي وحكم على ثلاثة من العاملين بها بالسجن في محاكمة أدانتها جماعات حقوقية ووصفتها بانها غير عادلة