أثار قرار مجلس النواب الأردني تخفيض عقوبة السجن في قضايا الزنا وفقا لنظام العقوبات الذي إقترحته الحكومة موجة عاصفة من النقد والإعتراض في المجتمع من قبل شخصيات إسلامية وأخرى تقليدية رأت بأن النواب وفي تصويتهم المثير على تعديلات قانون العقوبات امس الأول خدموا "الفاحشة والرذيلة" كما قال الشيخ زكي بني إرشيد المسئول السياسي لأكبر أحزاب المعارضة. التوجهات العصرية لقانون العقوبات وتعديلاته كانت قد تقدمت بها الحكومة بعد مشاورات مع القطاعات الحقوقية النسائية التي ترى في عقوبات جنحة الزنا عموما مبالغة تنتهي بظلم وعسف يصيب الكثيرين. وفي غفلة من الأغلبية الكلاسيكية في البرلمان تم إقرار التصويت الجديد حيث خفضت عقوبة السجن للزاني والزانية في حالة العزوبية إلى ستة أشهر في الحد الأدنى بدلا من عام كامل وسنتين في الحد الأعلى بدلا من ثلاث سنوات. وبالموجب خفضت عقوبة الزاني والزانية للأزواج من عامين إلى عام واحد في الحد الأدنى كما خفضت عقوبة الزاني والزانية المتزوجان من ثلاث سنوات إلى سنتين في حالة ثبوت جريمة الزنا في بيت الزوجية لأحدهما. وإتخذ مجلس النواب هذه التوصيات بدون دراسة حقيقية وبموجب تنسيب لجنته المختصة لكن الأمر أثار عاصفة جدل على المنابر والمنتديات فقد أرسلت للحكومة والبرلمان عدة مذكرات إعتراضية ويتوقع ان يركز بعض خطباء المساجد على الموضوع في فترة لاحقة للتنديد بموقف البرلمان العصري عموما حيث سبق لمنظمات حقوقية ان إعترضت على العقوبات المغلظة مدنيا بالنسبة لجريمة الزنا. ويسود الإنطباع اليوم بأن لجنة العلماء في حزب جبهة العمل الإسلامي وهي اللجنة المعنية بإصدار فتاوى في القضايا الجدلية ستجتمع لاحقا لتقرير موقفها من حزمة التخفيف في العقوبات على القانون المؤقت الجديد في قضايا الزنا. وسارع الإسلاميون قبل غيرهم لإنتقاد موقف مجلس النواب حيث قال الشيخ إرشيد وفقا لما نشرته صحيفة خبرني الإلكترونية فأن مجلس النواب في موقفه يروج للفاحشة وقال إرشيد: في الوقت الذي ينتظر فيه الشعب موقفا للمجلس الذي لا اعترف بشرعيته في ظل الاوضاع الصعبة التي يعيشها المواطن نجد انه يقدم هدية من نوع مختلف وهي تسهيل الفاحشة باقراه قرارا بتخفيض عقوبة الزنا بالرضا". وعمليا لم يحدد مجلس النواب مبرراته لتخفيض العقوبات في بند الزنا وأغلب التقدير ان المسألة التي ستثير المزيد من الضجة في صفوف الإسلاميين لم تخضع لدراسة تشريعية وافية لكن القضايا الإجتماعية عموما تثير الكثير من الجدل في الأوساط الإجتماعية والدينية الأردنية. القدس العربي