أكد كمال حسن على وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية ، والذى أنهى عمله كسفير لبلاده بالقاهرة، أن السودان لن يقف موقفا يضر مصر ، وأن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من التعاون والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات ، مؤكدا أن بلاده تقف الآن على أعتاب مرحلة جديدة ، تحل فيها مشكلاتها الداخلية عبر الحوار مع المعارضة. وقال المسئول السودانى فى تصريحات ل" الأهرام " قبيل مغادرته القاهرة لتولى مهام منصبه الجديد أن التواصل والتنسيق السياسى بين البلدين يسير الآن بقوة ، مشيرا إلى الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع السودانى عبد الرحيم حسين للقاهرة ، وماتمخض عنها من رؤى لدعم العلاقات وتوطيدها ، وإلى الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السودانى على كرتى للقاهرة مطلع الشهر المقبل لمناقشة كل قضايا وملفات العلاقة بين البلدين ، وتحديد موعد لانعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين . وأضاف، أن العلاقات بين بلاده ومصر ستنطلق إلى آفاق أرحب وأوسع ، وأن المدخل لذلك هو التعاون الإقتصادى ، الذى قال إنه سيشهد قفزة فى الفترة المقبلة ، بافتتاح الطرق البرية وبالزيادة الملحوظة فى التبادل التجارى والإستثمارات بين البلدين ، من حيث حجمها وتنوعها، وهو ما سيرسى أسسا قوية لعلاقات متينة بين البلدين . وناشد المسئول السودانى الجميع فى البلدين ألا يعرضوا العلاقة المشتركة التى وصفها بالإستراتيجية والقدرية للمخاطر عبر الاتهامات المتبادلة، داعيا للحفاظ عليها وتطويرها لتصل إلى تحقيق طموح الشعبين المصرى والسودانى . وقال، إنه لمس رغبة قوية لدى القطاع الخاص ورجال الأعمال فى البلدين لمزيد من التعاون، والجميع يستعدون ويترقبون افتتاح الطرق البرية لنقل مزيد من البضائع . وأوضح أنه تم الاتفاق خلال زيارة وزير الدفاع السودانى لمصر على التعاون بين الجيشين فى مجال التدريب وفى الجوانب الفنية وضبط الانفلات فى الحدود ، وعلى إنشاء قوة ودوريات مشتركة لهذا الغرض ، لمنع كل الأعمال غير القانونية ، سواء كانت تهريب سلاح أو بضائع أو بشر . وأكد أن السودان يعتقد أن أمن مصر جزء من أمنه ، وبالتالى حريص على أن يسود مصر الأمن والاستقرار ، الذى فيه استقرار للمنطقة كلها ، مؤكدا أن مصر لن تؤتى من قبل السودان . وحول ماشاب العلاقات من فتور خلال الفترة الماضية قال: حرصنا خلال الفترة الماضية على الحفاظ على العلاقات بين البلدين، دون الخوض فى تفاصيل المشهد المصري، ونحن نعتقد أن مايحدث فى مصر هو شأن مصرى ، وعلاقاتنا هى مع الدولة المصرية بغض النظر عمن يحكم. وحول موقف بلاده من قضية مياه النيل وقال إن التنسيق بشأنها سيتعزز فى الفترة المقبلة.وأوضح: السودان لن يقف موقفا يضر بمصر ، لكن لدينا رؤانا، ونعتقد أن الطريق الوحيد للوصول إلى حل فى قضية المياه هو التعاون ، فنهر النيل هو قدرنا المشترك من منبعه إلى مصبه ، ولابد من التعاون بين دوله، وفى إطار ذلك تبرز الخلافات هنا وهناك، ولن تحل هذه الخلافات إلا بمزيد من الحوار والنقاش. وحول الأوضاع فى السودان قال، إن السودان يقف الآن على أعتاب مرحلة جديدة، دشنها الرئيس عمر البشير فى خطابه الأخير، وذلك عبر حوار سياسى عميق مع القوى السياسية لصياغة رؤى حول المستقبل ، تتمحور حول 4 محاور أساسية هى السلام والحرية والاقتصاد والهوية، والآن بدأ حوار ثنائى مع القوى السياسية، سيكتمل بحوار جماعى بالاتفاق على أجندة محددة وآليات تنفيذها، بحيث تؤسس الانتخابات البرلمانية والرئاسية عام 2015لواقع جديد فى السودان ، يوجد فيه الجميع. وردا على سؤال حول ما إذا كان الرئيس البشير سيغادر المشهد السياسى قال، الرئيس المنتخب سيكمل مدته ، وحزب المؤتمر الوطنى (الحاكم) سيختار من يرشحه فى الانتخابات المقبلة، وقد يكون الرئيس نفسه . وحول وماإذا كانت الولاياتالمتحدة تدعم هذه التحولات فى السودان قال، قضيتنا مع الولاياتالمتحدة هى العلاقات الثنائية والعقوبات التى تفرضها علينا بصورة جائرة. وحول العلاقة مع جنوب السودان وتطورات النزاع به قال، إن الخرطوم حريصة على استقرار الوضع فى الجنوب ، وعلى التداول السلمى للسلطة به وليس بقوة السلاح، ونعمل من خلال منظمة الإيجاد بين الفرقاء بالجنوب لإنهاء النزاع، من أجل الشعب الجنوبي. اهرام