أفادت السلطات اليوم، عن إستمرار الإشتباكات بين قوات تابعة للحكومة، و"متمردين" موالين لريك مشار، النائب السابق للرئيس سلفاكير مياريت، داخل مدينة "ملكال" عاصمة ولاية أعالي النيل. وقال وزير الإعلام في ولاية أعالي النيل فيليب جبين لوكالة الأناضول، أن "هناك معارك متقطعة دارت اليوم، بين قوات حكومية ومتمردين في مناطق "دنقر شوفو" في القطاع الجنوبي لمدينة ملكال". في غضون ذلك، ذكر جبين أن عدداً من الطائرات التابعة لبرنامج الغذاء العالمي محملة بالإغاثة والمساعدات الإنسانية وصلت لإنقاذ أوضاع المواطنين الموجودين داخل مقر بعثة الأممالمتحدة وبعض الكنائس في ملكال، مشيراً إلى أن "الأممالمتحدة بدأت في نقل المرضى الموجودين في مستشفى مدينة ملكال إلي داخل مقرها الذي يبعد مسافة كيلومترين شمال شرقي المدينة، خشية تجدد المواجهات بين الطرفين"، لافتاً إلى وجود أكثر من 1500 مواطن داخل مقر الكنيسة الكاثوليكية والمستشفى الرئيسي. وبخلاف ما يشهده القطاع الجنوبي للولاية، فإن المقاطعات الشمالية فيها، وخاصة مناطق "الرنك" ، و"ملوط"، و"فالوج" تشهد أوضاعاً مستقرة، بحسب وزير الإعلام الذي قائلاً "حاولت مجموعة من المتمردين مهاجمة منطقة قيلقوك شرقي الولاية، لكن قواتنا تصدت لهم وقتلت منهم ما يزيد عن 150 فرداً". ووقّع طرفا الأزمة في جنوب السودان إتفاقاً في 23 كانون الثاني (يناير) الماضي، يقضي بوقف العدائيات بين الجانبين وإطلاق سراح المعتقلين. وجاء الإتفاق بعد مواجهات دموية بدأت منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لمشار، الذي يتهمه سلفاكير ميارديت بمحاولة الانقلاب عليه عسكرياً، وهو الأمر الذي ينفيه مشار. وكانت الوساطة الأفريقية برعاية الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا "الإيغاد" قد أرسلت فريقًا لمراقبة تنفيذ الإتفاق في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية والمجموعة التابعة لريك مشار، لكن هذه الجهود هي الأخرى تواجه العديد من العقبات التي جعلتها عرضة للاتهام بالقصور. وفي السياق عينه، أعلنت البعثة التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان (يوناميس) أنها عثرت على أكثر من 100 جثة متناثرة على طول الطريق في "ملكال" عاصمة ولاية أعالي النيل الغنية بالنفط. وفي بيان نشرته على موقعها الإلكتروني مساء أمس، قالت "يوناميس" إن مدينة "ملكال" أصبحت "مدينة مهجورة إثر تعرضها للنهب والحرق"، مشيرة إلى أن "قوات حفظ السلام التابعة لها عثرت على أكثر من 100 جثة متناثرة على طول الطريق". وأفادت أنها أرسلت عدة دوريات خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى المدينة المضطربة التي شهدت معارك ضارية الأسبوع الماضي، موضحة أنها زارت عدة مواقع مدنية في المدينة، من بينها الكنائس ومستشفى ملكال التعليمي، حيث لاحظت نحو 100 مريض، معظمهم من الجرحى أو المرضى. ولفتت إلى أن أفراد البعثة نقلوا 13 مريضا "تستلزم حالاتهم عناية طبية عاجلة" إلى المستشفى في قاعدة الأممالمتحدةبملكال، حيث يحتمي ما يصل إلى 22 ألف نازح من المدنيين من بين إجمالي أكثر من 50 ألف آخرين لجأوا إلى قواعدها في جميع أنحاء البلاد إثر اندلاع العنف منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وكالات