أعلن المهندس عبدالله النجار الرئيس التنفيذي للمشروع القطري- السوداني للآثار (منظمة تنمية آثار النوبة) عن بدء عمل البعثة القطرية لأهرامات السودان؛ بهدف ترميم وتأهيل 53 هرما في منطقة البجراوية، والتحقق من وجود مقابر مكتشفة في المواقع الأربعة المجاورة ومكافحة زحف الرمال وعوامل التعرية في شهر مارس المقبل. جاء ذلك خلال جولة قام بها المهندس عبدالله النجار مؤخرا إلى الولاية الشمالية بالسودان، بهدف متابعة سير العمل بالمشروع والذي يشارف موسمه الأثري الأول على الانتهاء في مارس المقبل، والمشروع يقام بمبادرة قطرية تلبية لرغبة قيادة البلدين الشقيقين في دعم تراث السودان الأثري. وأعلن النجار أن العمل في معسكر جبل البركل سيكتمل في نهاية يونيو القادم، والخاص بإيواء البعثات العاملة بالمشروع. كاشفا أن الموسم الأثري القادم الذي سيبدأ في شهر سبتمبر المقبل سيشهد زيادة عدد البعثات العاملة تحت مظلة المشروع من 28 إلى 40 بعثة، ومن بينها البعثة القطرية، في المواقع المختلفة في ولايتي نهر النيل والشمالية. وأكد اهتمام القيادة القطرية بالمشروع، ووصفه بأنه شراكة استراتيجية لتطوير العمل الأثري في السودان، مؤكداً أن دولة قطر ملتزمة بتمويل المشروع بالكامل، منوها بأن المشروع سيكتمل خلال 5 سنوات، وسوف تعقد اللجنة العليا للمشروع اجتماعها القادم خلال أبريل المقبل. وأضاف النجار «أن البعثة القطرية للآثار هي أول بعثة على مستوى الوطن العربي تعمل خارج قطر للقيام بعمل ميداني لترميم أهرامات البجرواية، وذلك بالتعاون مع المعهد الألماني للآثار، وبعض الجامعات والمؤسسات الدولية الأخرى للاستفادة من خبراتها والتقنيات اللازمة في ترميم الأهرامات، ثم تنتقل لاحقا إلى المواقع الأخرى التي توجد بها أهرامات».. لافتا إلى أن المشروع القطري السوداني للآثار سيشكل قاعدة أساسية يمكن أن تكون انطلاقة لمشروع أكبر، وهو دعم السياحة بشكل عام والسياحة الأثرية بشكل خاص. وأوضح «أن زيارة المواقع الأثرية والبعثات والتي شملت (10) مواقع أثرية هدفت إلى الاطلاع على الأعمال المنجزة في معسكر جبل البركل وزيارة الأثريين العاملين في مواقعهم خلال هذه الموسم».. منوها بأن الزيارة تزامنت مع زيارة والي الولاية الشمالية الدكتور إبراهيم الخضر، وسعادة المهندس محمد عبدالكريم الهد وزير السياحة والآثار والحياة البرية في السودان والتي أعطت دفعة قوية للأثريين للعمل بهمة ونشاط، لافتا إلى الاهتمام الذي تبديه حكومة الولاية الشمالية لإنجاح المشروع. ومن جانبه، عبر المهندس محمد عبدالكريم الهد، وزير السياحة والآثار والحياة البرية في السودان، عن تقدير السودان لدولة قطر حكومة وشعبا تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، لدوره الداعم للسودان، كما عبر عن شكره لسعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر لدورها الكبير في دعم وتأهيل الآثار في السودان، مشيراً إلى أن إنفاذ المشروع سيحدث نقلة كبرى في قطاع الآثار بما يتوافق مع جهود الوزارة الرامية إلى ترقية القطاع السياحي بالسودان. ومن جانبه قال الدكتور صلاح الدين محمد أحمد المنسق العام للمشروع القطري السوداني للآثار: «نشكر قطر على هذا الدعم الكبير والمتمثل في تمويل 28 بعثة أثرية تعمل في مواقع أثرية بولايتي الشمالية ونهر النيل».. مشيراً إلى أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من الاستكشافات بجانب الاستمرار في بناء المعسكرات في البركل والبجرواية، ومع انتهاء الموسم الآثاري الأول ستقوم البعثات الأثرية الممولة من المشروع القطري السوداني للآثار في نهاية شهر مارس بكتابة تقاريرها وتصفية ميزانيتها للعام الأول، وتقييم الأداء ورفع خطة العمل للعام القادم، لانطلاقة الموسم الآثاري في موعده. وأضاف «أن المشروع القطري السوداني للآثار هو فكرة الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني نائب رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر للعمل في مواقع الأهرامات الهامة بالسودان في مناطق البجراوية، باعتباره أكبر مجمع للأهرامات في العالم كله، ويتضمن المشروع مسحا سطحيا جيوفيزيائيا لاستكشاف مقابر جديدة لم تكشف عنها الحفريات التي تمت قبل مئة عام. كما سيتم ترميم الأهرامات للمحافظة عليها ولتظهر بشكل جيد للسياح والزوار. وأشار إلى أنه تم الاتفاق على القيام بعمل توثيقي بالليزر للأهرامات بمنطقة البجرواية (التوثيق الخارجي للأهرامات) وستقوم بتنفيذه جامعة كيب تاون بجنوب إفريقيا، كما تم الاتفاق مع متخصصين في التصوير ثلاثي الأبعاد لكل النقوش والرسومات والكتابات الهيروغليفية والمروية داخل الغرف الجنائزية في منطقة مروى والقيام بعمل مسوحات جيوفيزيائية لاكتشاف مقابر جديدة. يذكر أن البعثة القطرية لأهرامات السودان كانت قد نظمت بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار والحياة البرية في السودان ورشة علمية في يناير الماضي بعنوان «نحو سياحة مستدامة في مروى بهدف وضع خطة عمل لتطوير السياحة بهذه المنطقة».