العطية يعتبر ان سياسة بلاده الخارجية 'المستقلة' غير قابلة للتفاوض في حين تتزايد عزلة قطر داخل محيطها الخليجي. الدوحة - رفضت قطر الإثنين مجددا مطالب من ثلاث دول خليجية بأن تغير سياستها الخارجية قائلة إن استقلال سياستها الخارجية "غير قابل للتفاوض" وذلك في مؤشر آخر على أنها ستستمر في تقديم الدعم للجماعات الإسلامية كالإخوان المسلمين في مصر. وفي خطوة لم يسبق لها مثيل بين أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية سحبت السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة سفراءها من الدوحة في الخامس من مارس/آذار متهمة الدوحة بخرق اتفاق يقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للأعضاء الآخرين في المجلس. والدول الثلاث غاضبة بشكل خاص من دعم قطر للإخوان المسلمين. ونسبت وكالة الأنباء القطرية إلى وزير الخارجية خالد العطية قوله "يحق لنا نحن أيضا أن يكون لنا رأينا الخاص بنا ووجهة نظرنا الخاصة بنا وقراراتنا الخاصة بنا". وأضاف "أن استقلال السياسة الخارجية لدولة قطر هو ببساطة غير قابل للتفاوض وعليه فأنا أؤمن إيمانا قويا بأن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها إخواننا من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدةوالبحرين لا علاقة لها بالأمن الداخلي لدول مجلس التعاون الخليجي.. وإنما هي نابعة قبل كل شيء من تباين واضح في الآراء بشأن المسائل الدولية." وترى السعودية والإمارات أن قطر على خلاف معهما في قضايا تمس الخليج. وبذل هذان البلدان بالاضافة الى البحرين "جهودا كبيرة" مع قطر "للاتفاق على الالتزام بمبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواء عن طريق العمل الامني المباشر او عن طريق محاولة التأثير السياسي وعدم دعم الاعلام المعادي"، حسبما اعلنت هذه الدول في بيان سحب السفراء. واكد البيان التوصل الى اتفاق حول هذه النقاط خلال قمة خليجية مصغرة في الرياض في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي لكن قطر لم تتخذ اتفاق "الإجراءات اللازمة لوضعه موضع التنفيذ". كما ترفض ابوظبيوالرياض استضافة الدوحة رجل الدين يوسف القرضاوي الذي يتهجم ويحرض على السلطات السعودية والإماراتية وإتاحتها له مساحة على بث قناة الجزيرة والتلفزيون الحكومي القطري. وقال العطية إن واحدا من مبادئ السياسة الخارجية القطرية دعم التطلعات الشعبية بتحقيق العدالة والحرية في العالم العربي. وبرز الإسلاميون في انتفاضات الربيع العربي منذ 2011. وأبدت الحكومة القطرية أسفها ودهشتها في الأسبوع الماضي جراء سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين ولكنها قالت إن الدوحة لن ترد بالمثل وإنها ما زالت ملتزمة بأمن مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وتشكل مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عام 1981 ويضم بالإضافة إلى هذه الدول الأربع الكويت وعمان. وتمكن المجلس من التوحد في أوقات التهديد بدءا من الثورة الإيرانية على الجانب الآخر من الخليج وحتى الغزو العراقي. ويسود التوتر العلاقات بين قطر والسعودية منذ الاطاحة بالرئيس الاسلامي في مصر محمد مرسي مع اعلان السلطات السعودية تاييدها القوي للسلطات الجديدة وتقديمها مع الاماراتوالكويت دعما ماليا مهما لها.