رفض جيش دولة جنوب السودان التقارير التي تتحدث عن وجود عناصر من قواته حول منطقة أبيي المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا، ووصف تلك التقارير بأنها مجافية للحقائق على الأرض، وحذرت منظمة أميركية من تفجر الأوضاع في أبيي في أعقاب رصد قوات حفظ السلام الأممية في المنطقة والمعروفة باسم «يونسفا» وجود أكثر من 660 من عناصر الجيش الشعبي في المنطقة. وقال المتحدث الرسمي باسم جيش جنوب السودان فيليب اقوير ل«الشرق الأوسط» إن «التقارير التي تحدثت عنها منظمة (كفاية) الأميركية بوجود عناصر من قواته في أبيي غير حقيقية، ومجافية للحقائق على الأرض»، مشددا على التزام جيش بلاده بالاتفاقيات حول أبيي. وأكد أقوير قائلا: «إذا وصلتنا هذه التقارير بصورة رسمية سنتعامل معها، ونؤكد أن قواتنا غير موجودة إطلاقا في أبيي أو حولها». وكانت المنظمة الأميركية حذرت، في تقرير حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، من تفجر الأوضاع في أبيي، وأشارت إلى أنها رصدت عناصر من جيش جنوب السودان في المنطقة، يصل عددهم إلى نحو 660 فرد، بحسب إحصاء رسمي أعدته قوة حفظ السلام الأفريقية (الإثيوبية) المنتشرة في المنطقة. وأعربت المنظمة عن مخاوفها من وجود عناصر الجيش الشعبي في المنطقة، والتي قد تعرقل مسارات الرحلة الموسمية لقبيلة «المسيرية» السودانية، وقالت إن «هذا الوجود قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية محتملة». وناشدت المنظمة الطرفين السوداني والجنوب سوداني، إلى سحب قواتهما خارج حدود منطقة «أبيي»، داعية القوات الإثيوبية، التي تعمل تحت قبعة الأممالمتحدة، إلى المساهمة في نزع السلاح. كما حثت المنظمة الاتحاد الأفريقي على المساعدة في إجراء عملية مصالحة شاملة بين قبيلتي «الدينكا نقوك» و«المسيرية»، لكنها طالبت في ذات الوقت بإنهاء ونشر التحقيق الذي تقوم به لجنة تابعة للاتحاد الأفريقي كلفت بالتحقيق في مقتل زعيم قبيلة «الدينكا نقوك» كوال دينق. وشكلت منطقة «أبيي» توترا في العلاقة بين الخرطوم وجوبا منذ انفصال الأخيرة، ولكن تحسنت العلاقات في أعقاب تغيير رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت حكومته في يوليو (تموز) الماضي، وهو ما رحبت به حكومة الرئيس السوداني عمر البشير، لكون حكومة كير الجديدة جاءت خالية من العناصر التي تصفها الخرطوم بالمتشددة أو التي تقف وراء توتير العلاقات بين البلدين. من جهة أخرى، أقر أقوير بتأخر استرداد مدينة ملكال، عاصمة ولاية أعالي النيل، من المتمردين التابعين للنائب السابق للرئيس رياك مشار، مؤكدا أن قواته صدت هجوما للمتمردين أمس خارج المدينة. وأوضح أن قوات التمرد هاجمت معسكرا للجيش الشعبي على بعد ثلاثة كيلومترات من المدينة، قائلا: «جرى صد الهجوم وعادت قوات التمرد إلى داخل ملكال. نحن نتعامل مع قوات مشار من خارج مدينة ملكال، ولم نبدأ حتى الآن عملية استردادها». الشرق الاوسط