احتفظت الذاكرة الشعبية بطرفة تقول ان رجلا احكم سيطرته على القرية..الرجل المسيطر كان له قسما شهيرا في الملمات..كلما اشتجر صاحبنا مع مواطن توعده قائلا "سأفعل بك ما فعله ابي بحاج ادم"..تحت تأثير الموسيقي الانفعالية يتردد الطرف الأضعاف من الدخول في مواجهة مع الرجل الغاضب..ذات مرة دخل بطل قصتنا في مشكلة مع *واحد مما يعدهم المجتمع من المجانين..ما ان بادر الرجل في إرسال العبارات التحذيرية حتى انبرى المجنون متسائلا عن الذي فعله الوالد بحاج ادم..إزاء الحصار والطلب الصريح اعترف صاحبنا ان والده حينما اشتبك مع حاج ادم لم يفعل شيئا سوى ان طلب الصلح. تذكرت الطرفة التي رددها على مسامعنا الزميل الصحفي عبدالعظيم صالح في ذات رفقة بين طيات السحاب..المهندس الصديق الصادق المهدي في حوار مع الزميلة المجهر توعد الحزب الحاكم باللجوء الى الشارع وتحريك المظاهرات الشعبية ..لم يكن في التحذير الأممي جديد سوى انه صدر هذه المرة من نجل الامام الصادق المهدي . ما كان لنا ان نقف عند التصريح لو لا انه احتوى معلومة في غاية الأهمية ..المهندس الصديق يقول ان حزبه مازال دائنا للخزينة العامة بمبلغ خمسة مليون دولار.. الامام سودن المبلغ في حوار صحفي واصلا به الى تسعة واربعين مليار جنيه ..تفاصيل الامر ان حزب الامة كلما نضبت موارده المالية تذكر حكاية التعويضات عن الممتلكات التي صادرتها حكومة الإنقاذ في اول ايام الانقلاب..ما دام المهندس الصديق الصادق فتح الباب فدعونا نلج الى الصالون الذي شهد تسليم حزب الامة مليارات الجنيهات قبيل انتخابات 2010..لم تكن تلك المرة الاولى في الدفعيات الليلية..كلما نريده كشف حساب عن تلك الاموال التي تحركت سرا وعلانية بين الخرطوم وأم درمان..أموال الاحزاب أموال عامة عليه من حق المواطن محمد احمد ان يعرف تفاصيل الحساب وأين استقرت تلك الدفعيات. تهديد حزب الامة باللجوء الى الشارع يحتاج الى تفسير..ربما للحزب شارع اخر مثل شارع الجمهورية الذي يؤدي للقصر الجمهوري..في أكثر من موقف كانت جماهير الأنصار في حاجة الى إشارة من الامام لممارسة الجهاد المدني..ولكن الامام لم يكن في حالة استعداد لدفع الثمن..ذات مرة كسرت يد الدكتورة مريم المهدي امام دار حزب الامة ولم تكن *وجهة المنصورة الى الشارع بل الى مسجد مجاور في عصبة من الأنصار لأداء صلاة الجمعة ..صمت الامام عن تلك الحادثة وتم تضميد جراح الطبيبة مريم. في ذات مساء نادى الامام جموع الأنصار من الأمصار وتنادى الجمع الى ميدان الخليفة..فئة من الشباب بلغ بها الحماس مرحلة الزحف الى الشوارع المجاورة..في تلك الليلة زجر الامام الصادق اصحاب الحماس واصفا إياهم بأصحاب الأجندة الخاصة ثم قال فيهم قولته التي ثار بها الاعلام (الباب يفوت جمل)..ويوم تجمع الشباب في مسجد السيد عبدالرحمن ينتظرون دعم ومؤازرة الامام لم يجدوا شيئا غير عبارة المساجد لله. اما تذكرة التحرير التي اطلقها حزب الامة واعدا الناس بانها سترسل الإنقاذ الى صفحات التاريخ فقد انتهت الى لا شيء ..التوقيعات حسب حزب الامة كانت قد وصلت المليون توقيع بعيد ايام من تدشين الحملة الشعبية..فقدت التذكرة قيمتها حتى قبل ان يصل البص الذي يقوده الامام المهدي ..أوقف الامام الحساب لان المرحلة المقبلة كانت النزول الى الميادين . بصراحة حزب الامة لن يستطيع احداث تغيير حقيقي في البلد الا اذا حدث انقلاب بداخله نقل السلطة الى جيل جديد ليس في فمه ماء يمنع الجهر بالنصيحة. الصيحة [email protected]