يستعد الفنان محمود عبد العزيز ومريدوه للاحتفال بيوبيله الفضي.. ويستعدون للاحتفال بخمسة وعشرين عاماً من الغناء.. والنجاحات في لمسة تتجاوز كل الإخفاقات والمرارات.. ولعل محمود عبد العزيز ومنذ أن بدأ ظهر كحالة خاصة استدعت ضرورة النظر إليها عن قرب.. بوصفه الفنان الوحيد الذي يمكنه إقامة حفل جماهيري خلال العام دون أي من المواسم المعروفة، ودون أن يحسب له على أنه مجازفة.. حيث أن جمهوره رهن قراءة الإعلان أومن خلال إشعار مما يقوده للتدافع لإنجاح أي حفل لمحمود عبد العزيز. ولد محمود في أكتوبر 1967 ونشأ في المزاد، أحب التمثيل وشارك في برامج الأطفال بالتلفزيون وبدأ الغناء منذ أن كان في السابعة من عمره وشارك به في عدد من الاحتفالات وفي العام 1975 شارك في حفل الكشافة البحرية، ثم التحق بقصر الشباب والأطفال قسم الدراما وكان دفعة الراحل مجدي النور، ثم التحق بمركز شباب بحري ثم مركز شباب الخرطوم.. ويعتبر العام 1988 هو بداية طريقه الى احتراف الغناء.. وقد وجد مساندة كبيرة من الفنانين الذين اقتنعوا بموهبته ودعموا تجربته، بل وأفردوا له مساحات للظهور معهم، وفي مقدمة هؤلاء الفنانين الفنان صلاح بن البادية والذي قال محمود عنه (لكل حوار شيخ وشيخي ابن البادية أخذت منه أول الطريق).. ثم جاءت بداية التسعينيات والتي ظهر من خلالها محمود يتغنى في الحفلات العامة.. وفي ذلك قصص وحكايات. ولعل الحفلات العامة هي التي ضاعفت جماهيرية محمود وخلقت منه (الحوت) الذي ابتلع كافة حفلات الفنانين آنذاك. فقد كانت حفلاته ناجحة في كل الأزمان وكل الأوقات ويعتبره الكثيرون امتداداً لعمالقة الفن السوداني الأصيل.. فهو من جعل لأغنيات الكبار والحقيبة طعماً ولوناً عند الشباب، كما أنه لا يغني الركيك وهابط الغناء.. وبجانب كونه صاحب أكبر قاعدة جماهيرية وسط الشباب فهو صاحب أكبر عدد من الأغنيات الخاصة من بين الفنانين وكذلك أشرطة الكاسيت. وما بين شركات حصاد والبدوي والسناري للإنتاج الفني أنتج محمود قرابة الثلاثين البوماً غنائياً، ضمن (125) أغنية خاصة و(74) أغنية مسموعة.. ويعتبر البوم (خلي بالك) أول البوم لمحمود ثم (يا عمر) و(سكت الرباب) الذي تم إنتاجه بروسيا.. و (سيب عنادك) والذي وجد رواجاً كبيراً آنذاك حتى ظهر بالأسواق قميص كاروهات يحمل اسم الالبوم.. ثم (سبب الريد) و(يا مفرحني) و(في بالي) و(لهيب الشوق) الذي أثار أيضاً ضجة بنجاحه، وسميت إحدى موديلات البوكس بلهيب الشوق. شارك محمود في ثنائيات فنية فقد ضمه البوم مع الفنان جمال فرفور والبوم آخر مع الفنانة حنان بلوبلو.. وفازت له أغنية (الأهيف) في مهرجان الأغنية السودانية كأفضل أغنية. وتوالت البومات محمود.. (ما تشيلي هم)، و(على النجيلة)، و(نور العيون)، و(برتاح ليك)، و(قائد الأسطول)، و(اكتبي لي)، و(عامل كيف)، و(شايل جراح)، و(عدت سنة)، و(القطار المرّ)، و(خوف الوجع)، و(مرت الأيام)، و(ساب البلد)، و(إتفضلي)، و(الحنين)، و(أقمار الضواحي). شهادات المهندس الموزع الموسيقى الروسي ميخائيل..الذي يوزع لأكبر الفنانين في روسيا سجل شهادة بحق محمود عندما استمع لأغنية (خلي العيش حرام)، بحسب د. الفاتح حسين، حيث قال (أول مرة أسمع صوتاً موزوناً كما الآلة الموسيقية) وتمنى أن لا يسكت.. ود. الفاتح شارك في مسيرة محمود من خلال البوم (سكت الرباب) الذي تم تسجيله بروسيا من ألحانه وتوزيعه والأغنية التي حملت اسم الالبوم كلمات د. وجدي كامل وقال الفاتح إن محمود يتميز بهبة من هبات الله وهي الصوت حيث له شكل أداء ممتاز ومتفرد وقال إنه من خلال تجربته معه إنه أدهش الروس وكان كبير دهشتهم لأنه لم يدرس الموسيقى. موسيقار -فضل حجب اسمه- قال إن فترة الفجوة الثقافية التي تفرق فيها كبار الفنانين والأدباء ما بين الهجرة والاعتكاف والاعتزال وجد محمود طريقه خالياً، إضافة الى أن جيل الشباب الذي يستمع إليه لم يجد ما يتكئ عليه لذلك ظن أن محمود وجيله هم الفنانون مشيراً الى أنهم جيل تائه لا يعرف العاقب محمد حسن ولا ابراهيم عوض ولا عثمان حسين في فترة تغيُّب الفنانين، وجد الشباب ضالتهم في محمود وأصبح يعبر عنهم.. وبخلاف هذا الرأي يذهب الموسيقار يوسف القديل صاحب التجربة الطويلة مع محمود وصاحب معظم أغنيات أغلفة إلبوماته، الذي قال علمياً يعتبر محمود ما يعرف بي (تي نور) أو ما يعرف بالصداح موضحاً أن صوته به عمق ومسحة حزن، وما جعل محمود يمتاز بالجماهيرية عنه أنه يختار نصوصاً وألحاناً تتناسب مع صوته مشيراً الى أن صوته أشبه بصوت مغني البوب العالمي بوب مارلي وهذا يتضح لمن يستمعون للفنان الإنجليزي.. وعلاقة محمود والقديل التي بدأت باكراً في الأبيض.. وأنتجت قرابة الستة وعشرين عملاً وباعتراف محمود إنها تمثل عصب ما تغنى به.. وأضاف القديل أن سبب نجاح تجربة محمود أيضاً، يرجع لشكل التطريب في الأداء الذي لفت أنظار الناس لشئ جديد قادم.. وخلال بداية تجربة محمود لحن له الموسيقار الراحل حسن صالح.. وذكر أن بداية تجربته كانت مع فرقة صلاح بن البادية الذي دعمه في تجربته ثم التقى بالكردفاني وشكل معه توأمة في عدد من الأغنيات. هوس ومسيرة محمود حافلة بأسماء كبار وشباب الشعراء والملحنين والفنانين.. عبد الله الكردفاني، ويوسف الموصلي، والتجاني حاج موسى، واسحق الحلنقي، وعبد القادرسالم، وسيد قاسم، وهيثم عباس، وناصر عبد العزير، والهادي الجبل، وتماضر نصر الدين، وعمر الشاعر، والهادي الجبل، والقائمة تطول. وكذلك مسيرة محمود كانت حافلة له بالألقاب ابتداء من الحوت، وقائد الأسطول، وأخيراً الأسطورة، إضافة لهوس وحالات الإعجاب التي بلغت درجة أن شاباً في متنزه مدني قام بإشعال النار في جسده خلال الحفل.. وكذلك الشاب الذي صعد أعلى الأعمدة في حفل نادي التنس، إضافة الى تكسير الأبواب والكثير من الممارسات إضافة لتلك ثمة ممارسات إيجابية تتمثل في إهداءه الورد والسبح والمصحف.. وأخيراً.. كل تلك المسيرة الحافلة ستتوج باحتفالية غير مسبوقة كما قال محمود حيث يخطط لأن يكون اليوبيل في شكل ليال فنية وثقافية تستمر لمدة عشرة أيام يكرم من خلالها كل من وقف مسانداً لتجربته الفنية وذلك بالتضامن مع مجموعة محمود في القلب. ماجدة