الخرطوم توعد الجيش السوداني "بحرق" مخيمات لاجئي النزاع في دارفور متحديا قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة، على ما افادت مصادر في المنظمة الدولية الخميس. وتأتي هذه التهديدات في حين دعت الولاياتالمتحدة الاربعاء قوات الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي الى ان تكون اكثر "حزماً" في حماية المدنيين السودانيين، حتى لو انطوى ذلك على مخاطر على الجنود الدوليين. وطوق نحو 200 جندي مخيم القوات الدولية في شنقلي طوباي شمال دارفور الاربعاء والمخيم المجاور الذي يؤوي آلاف المشردين الذين هربوا من المعارك في كانون الاول/ديسمبر بحسب قوات الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي. وصرح مصدر داخل قوات حفظ السلام ان "قائد الجنود قال انه سيحرق كل مخيمات اللاجئين في المنطقة اذا لم تتوقف قوات حفظ السلام عن التدخل في الشؤون الداخلية للحكومة". وكانت قوات حفظ السلام عادت لتوها الى شنجيل توباي من تابيت شمال دارفور حيث اندلعت خلال الاسبوع المنصرم مواجهات كبيرة بين القوات الحكومية والمتمردين. ولم تتمكن قوة حفظ السلام من التحقق مما حصل في تابيت. وروى المصدر في الاممالمتحدة ان "قوات حفظ السلام صمدت طويلاً وانتهى الامر بالجيش الى الانسحاب من المكان"، مضيفاً ان الجيش حاول تفتيش المخيم بحثاً عن متمردين. واجرت الولاياتالمتحدة ومجلس الامن الاربعاء مشاورات حول السودان على وقع تنامي القلق حيال مواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين في دارفور. وقالت السفيرة الاميركية في الاممالمتحدة سوزان رايس "ننتظر من قوة الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي للسلام، احدى اكبر عمليات الاممالمتحدة واكثرها تكلفة، ان تكون انشط، وعند الضرورة اكثر حزماً في تأدية مهمتها لحماية المدنيين". وفر اكثر من 43 الف شخص من منازلهم منذ كانون الاول/ديسمبر، بحسب تقديرات لقوات الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي، وذلك بسبب تجدد المعارك في هذه المنطقة الواقعة غرب السودان التي تشهد حرباً اهلية معقدة منذ العام 2003. أ.ف.ب.