دعا المعارض المصري محمد البرادعي السبت الرئيس المصري حسني مبارك إلى الرحيل، فيما ترددت أنباء حول وجود مفاوضات بين الجيش والرئيس لإقناع الأخير بالاستقالة وتسليم السلطة لحكومة انتقالية. واعتبر البرادعي في مقابلة مع محطة "فرانس 24" أن الخطاب الذي وجهه مبارك للشعب مساء الجمعة "مخيب تماما" للآمال. وقال المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية "سأنزل اليوم لاشارك مع زملائي في تحقيق طفرة" نحو الإصلاح "ولنؤكد للرئيس مبارك أنه يجب أن يرحل". ورأى البرادعي أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس المصري مساء الجمعة يظهر أنه "لم يفهم رسالة الشعب المصري" مؤكدا أن "الاحتجاجات ستستمر بزخم شديد حتى سقوط نظام مبارك". وكان البرادعي الذي عاد مساء الخميس إلى مصر، قد نزل إلى الشارع أمس تلبية لدعوة الحركات الشبابية وأدى صلاة الجمعة في ساحة أمام مسجد الاستقامة بميدان الجيزةجنوب العاصمة قبل أن تقوم قوات الأمن بتفريق المتظاهرين ويتم وضعه قيد الاعتقال في منزله. وقال البرادعي إنه "عندما يصل نظام إلى هذا التدني ويعامل شخصا حائزا على جائزة نوبل للسلام باطلاق خراطيم المياه عليه لأنه يطالب بحق شعبه بالتظاهر السلمي فإن ذلك يدل على أن هذا النظام في بداية النهاية وأنه قد حان الوقت كي يرحل قبل أن تسوء الأمور ونرى ما لا يحمد عقباه". وعلق البرادعي على الموقف الأميركي من التظاهرات في مصر قائلا إن "الحكومة الأميركية ما زالت متمسكة بالرئيس مبارك ويجب أن يدركوا أن مصداقيتهم تتضاءل في الشارع المصري والعالم العربي". خلافات مع الجيش ومن ناحيتها قالت قناة "الحرة" إن ثمة أنباء عن وجود خلافات بين الرئيس مبارك والجيش حول الطريقة التي ينبغي التعامل بها مع المتظاهرين. وبينما تواصلت الاحتجاجات وسط القاهرة وفي عدد من المحافظات، ذكر شهود عيان تحدثوا لقناة "الحرة" في القاهرة أن المتظاهرين لن يتنازلوا عن مطلب رحيل مبارك وإقالة وزير الدفاع وحل مجلسي الشعب والشورى. وأضافوا أن أعمال السلب والنهب نفذها "مجرمون مسجلون" أطلقتهم وزارة الداخلية إلى الشوارع لإشاعة الفوضى. وأكدوا أنهم "لن يتنازلوا عن رحيل مبارك وجميع من معه ولن يتركوا الشارع لحين تنفيذ هذه المطالب" وكانت الأنباء الواردة من مختلف مناطق مصر قد أفادت بوقوع اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في عدد من المدن بينما تحدث شهود عيان عن محاولة اقتحام لمقر وزارة الداخلية وسط القاهرة وإطلاق نار في محيط عدد من السجون.