تهرول عقارب الساعة وتلتهم الأيام بسرعة رهيبة حيث بات مدرب المنتخب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري بعيدا عن ما يزيد من شهر ليعلن عن القائمة التي سيتعين عليه اصطحابها من اللاعبين المختارين لتمثيل بلاد السامبا في نهائيات كاس العالم التي تسضيفها البلاد مطلع الصيف المقبل. في الثاني من حزيران / يونيو المقبل سيكون سكولاري مجبرا على تقديم قائمة من 23 لاعبا فقط، حيث تكمن صعوبة الاختيار في أن كل رجل وإمراة وطفل في البرازيل له كلمته ورأيه، حيث يقول تم جوبيم: "يجب ان تكون رجلا جريئا لتقود منتخب السامبا، فهناك 150 مليون مدرب في البرازيل". لحسن الحظ فإن منتخب السيليساو يملك مدربا لا يعاني من قلة الجرأة نهائيا، ومشهود له بعدم الاصغاء إلى أحد ما يذكرنا برفضه توصيات رئيس البرازيل العام 2002 عندما امتنع عن دعوة المعشوق الأول للجماهير البرازيلية وقتها روماريو ورفض ضمه إلى البعثة المغادرة إلى كوريا الجنوبية واليابان فعاد باللقب الخامس في تاريخ البلاد. سكولاري كان محظوظا أيضا لأنه لم يلقى نفس مصير سلفه زاغالو الذي رفض ضم روماريو في مونديال فرنسا 1998 فخسر المباراة النهائية أمام الديوك وزين الدين زيدان وخرج بهزيمة تاريخية ربما لن تتكرر في تاريخ البلاد. كما يتلقى سكولاري العون من المدير الفني كارلوس ألبرتو باريرا ومساعد موثوق به هو مورتوسو، وقد استقر منذ فترة طويلة على بناء صيغة من التفاهم بينهم، وتشعر الجماهير البرازيلية بالأمان لأن رجلين من الرجال الثلاثة فازا بالفعل بلقب كأس العالم. وتعاني البرازيل من تأخير حقيقي في الملاعب والبنية التحتية، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم متأكد من أن كل شيء سيكون على ما يرام قبل حلول الصيف، ورغم المظاهرات الشعبية الرافضة لتنظيم المونديال بسبب الأزمة المالية التي تعصف بالبلاد، إلا أن الكثير من مواطني بلاد السامبا يقولون أن البرازيل أصبحت البرازيل مرة أخرى. وعودة إلى تشكيلة السامبا المنتظرة، فقد ظهر واضحا من تصريحات أخيرة لسكولاري أنه سيتم الحفاظ على الغالبية العظمى من لاعبي الفريق الذي فاز بكأس القارات على اسبانيا بطلة العالم في النهائي العام الماضي في ستاد ماراكانا المحدث الشهير. جوليو سيزار ودانييل ألفيس وتياغو سيلفا وديفيد لويز ومارسيلو، وهذا الأخير يرافق سكولاري بحرص شديد اصابته الأخيرة مع ريال مدريد، وبعد ذلك لا أحد يستطيع الاختلاف على وجود نيمار واوسكار وهالك في خط الهجوم، مع حظوظ قليلة نسبيا لفريد. أما في خط الوسط فهناك لويس غوستافو الذي يمكن ان يكون لاعب وسط بواجبات دفاعية، على أن يتقدم راميريز أكثر مع فرناندينيو، مع التذكير بأسماء باقية مثل ويليام ومايكون وماكسويل و دانتي وجو. إلى جانب ذلك قضى سكولاري الاسبوعين الاخيرين في أوروبا يلقي النظرات على كل من ساندرو ولوكاس ليفا وفيليب كوتينهو ولوكاس مورا وهيرنانيس وكاكا، دون إغفال اللاعبين الموجودين في البرازيل مثل الكسندر باتو ولياندرو دامياو و باولو هنريكي جانسو. يبقى أمل كل عاشق لكرة القدم العالمية أن يكون هناك معقد فارغ في التشكيلة البرازيلية بانتظار ساحر المستطيل الأخضر رونالدينيو.. فهل يتحقق ذلك؟. ضياء أبو حفيظة