*وعنواننا أعلاه استلهمناه من مقولة (سيد شباب أهل الجنة) .. *وشتان مابين صاحب المقولة هذه بالطبع - من حيث الزهد في الدنيا - وبين الذي نعنيه ب(الكنكشة) هنا .. *ف(المكنكش) هو الذي (لا يصدق!!) أنه جلس على كرسي من كراسي المسؤولية ليقبض عليه - من ثم - بكلتي يديه ولسان حاله يقول : (الراجل يشيلني من هنا) .. *والتشبث المُبالغ فيه بالكراسي هذا - للعلم - هو (ماركة) إنقاذية مسجلة لدى (المُسجِل السياسي!!) لتأريخ عموم الأنظمة في السودان .. *وربما تكون دوافع التشبث المقيت هذا مستمدة من الآية التي يستشهد بها كثيراً - من زاوية سياسية - الكاروري القائلة (الذين إن مكناهم في الأرض....) .. *أي إنه تشبث (ديني) يسميه الإنقاذيون (التمكين!!) .. *وبما أن الدواعي الدينية للتمكين هذا - إذا سلمنا بصحة الاستشهاد المشار إليه - انتفت مع استشراء الفساد وحب الدنيا إلا إن (إخوان) الكاروري ما زالوا (يكنكشون) .. *من لدن المنشور (السري) ذاك للولاة - في بدايات الإنقاذ - بضرورة تمكين (الإخوان) وإلى يومنا هذا هم يتشبثون .. *تمكينهم - الإخوان هؤلاء - سياسياً ووظيفياً و (تجارياً !!) حسب نص التوجيه الكتابي المذكور ... *وما دام الولاة هم الذين أُوكلت إليهم مَهَمَة التمكين فمن الطبيعي- إذاً - أن (يتمكن!!) في قلوبهم حب (التمكين) هذا .. *أنظروا إلى تشبث كثيرٍ من ولاة الولايات بكراسيهم - هذه الأيام - مع نذر تحرك رياح (التغيير) صوبهم من تلقاء (المركز) .. *فوالي الجزيرة - مثلاً - استمات تشبثاً بمنصبه غير عابئٍ بمنافاة حب عرض الدنيا هذا مع لقب (مجاهد!!) الذي يحمله .. *(كنكش) في كرسيه - الزبير- رغم إحاطة الإخفاقات به من كل جانب فضلاً عما يُقال عن فسادٍ تضج به ألسنة الناس في ولايته .. *ووالي الخرطوم لا يُفكر مجرد تفكير في ممارسة فضيلة الإستقالة رغم المليارات التي قيل أن بعض المحسوبين عليه - من أفراد مكتبه - تسببوا في (اختفائها!!).. *وبدلاً من من إبداء (قدرٍ) من الزهد الذي كان يتحدث عنه الخضر كثيراً تجاه المناصب فوجئ الناس ب(قدر!!) من الكتابات الصحفية - ولا نقول مدفوعة الثمن - المدافعة عنه .. *أما شيخ الولاة ذاك فهو لا (يتحرج!!) من المجاهرة ب(الكنكشة) رغم سخرية الزميل حسين خوجلي اللاذعة بأنه لم يبق له ما يسيطر عليه - من أرض ولايته - سوى محيط عاصمتها .. *وعبارة (الراجل يشيلني) تلك خرجت أشباهٌ لها من فمه - الوالي هذا - تحججاً بأنه (منتخبٌ) من قبل جماهير ولايته .. *فهو (مصدق) - مثل غيره من (إخوانه) الولاء - حكاية (الإنتخاب الشرعي) هذه متناسين حقيقة أنهم ما كانوا ليفوزوا لولا (مباركة!!) المركز .. *ولما تأبى والي الجزيرة على التنحي - تذرعاً بالإنتخابات التي أتت به والياً - استدعاه المركز ليُذكره ب(المباركة) المذكورة ويُخيره بين أن يستقيل (طوعاً) أو (كرهاً) .. *وتخييرٌ مماثل قد يكون في انتظار والي شمال دارفور - (كبر) - الذي سميناه شيخ الولاة لإعتبارات تتعلق بال(كبر) من ناحية ، وبأسبقية المجاهرة ب(الكنكشة) من ناحية أخرى .. *فهو - بلا منازع - (سيد شيوخ أهل الكنكشة !!!!!) . الصيحة