الأمم المتحدة (رويترز) - وسط تحذيرات ومخاوف من أن يتحول العنف العرقي في جنوب السودان إلى ابادة جماعية قالت مصادر دبلوماسية أمريكية وأخرى يوم الاثنين إنه من المتوقع أن تفرض الولاياتالمتحدة عقوبات على أفراد في طرفي الصراع في الأيام القادمة. * وقالت المصادر التي طلبت عدم نشر اسمائها إن العقوبات سوف تتضمن حظرا على السفر إلى الولاياتالمتحدة وتجميد أي أموال تخضع للاختصاص القضائي الأمريكي. وأضافت المصادر قولها دون ذكر أسماء ان أفرادا من جانبي المتمردين والحكومة سوف تشملهم العقوبات.** وقال مسؤول أمريكي عن التوقيت المتوقع لهذه الخطوة "في الأيام القادمة." وأكدت مصادر أخرى إن الولاياتالمتحدة اتخذت بالفعل قرارا بمعاقبة عدة أفراد والسؤال الآن متى يكون ذلك. جاءت انباء هذا التحرك الأمريكي الوشيك في حين هدد وزير الخارجية جون كيري بفرض عقوبات على زعيم المتمردين في جنوب السودان ريك مشار إذا رفض مفاوضات السلام بينما تقاتل القوات الحكومية من أجل السيطرة على مدينة بنتيو النفطية الشمالية. واصبح جنوب السودان أحدث دولة في العالم عندما أعلن استقلاله عن السودان عام 2011 الا ان قتالا اندلع في منتصف ديسمبر كانون الأول الماضي بين القوات الموالية للرئيس سيلفا كير وجنود موالين لمشار نائب كير الذي أقاله من منصبه. ونزح أكثر من مليون شخص عن ديارهم واعلنت مزاعم من الجانبين عن حدوث انتهاكات. وتقوم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بحماية عشرات الآلاف من المدنيين الذين يحتمون بقواعد الأممالمتحدة منذ شهور. ويوم الجمعة قال مستشار الأممالمتحدة الخاص بمنع الإبادة آداما دينج إن الحرب في جنوب السودان تحولت بسرعة إلى أعمال عنف عرقية وقد يتحول العنف إلى إبادة. ويدرس أعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أيضا فرض عقوبات للأمم المتحدة بالإضافة إلى أي خطوات أحادية تتخذها واشنطن. وبموجب اتفاق هدنة تم توقيعه في اديس أبابا كان من المقرر ان يدرس طرفا الصراع هدنة يوم الاثنين لتمكين المدنيين من الانتقال إلى أماكن آمنة وزراعة المحاصيل. وجدد الاتفاق التزاما من جانب الطرفين المتحاربين بفتح ممرات انسانية وسط تحذيرات من الأممالمتحدة من مجاعة محتملة. وجاء الاتفاق بعد زيارة قام بها وزير الخارجية الأمريكي كيري الأسبوع الماضي إلى جوبا. ورحبت منظمة أوكسفام الإنسانية بانباء اعتزام الولاياتالمتحدة فرض عقوبات على أناس مرتبطين بالقتال في جنوب السودان. وقال نواه جوتشالك كبير مستشاري السياسة الإنسانية في أوكسفام أمريكا "بعد طول تأخير تأتي هذه الخطوة المهمة لتظهر التزام الولاياتالمتحدة بإنهاء العنف الذي أودى بحياة الآلاف وخلف خمسة ملايين شخص أو نصف سكان جنوب السودان في حاجة إلى مساعدات إنسانية." واستدرك بقوله إن تدخل حكومة الرئيس باراك أوباما ينبغي ألا يبدأ ونتهي بهذه العقوبات. واضاف انه يجب على الولاياتالمتحدة أن "تتخذ بسرعة خطوات أخرى تتفق مع خطورة الصراع." ورفضت المصادر أن تفصح عن هوية من سيفرض عليهم عقوبات خشية أن يسارعوا إلى تحويل اموالهم بعيدا عن متناول السلطات الأمريكية