الجزائر، نواكشوط - أ ف ب، رويترز - حاول جزائري إشعال النيران في نفسه امس أثناء احتجاج في الجزائر العاصمة، على أمل إطلاق شرارة ثورة ضد النظام على غرار ما جرى في تونس، وفي الوقت نفسه إعطاء زخم للتجمع الاحتجاجي الذي تمسكت المعارضة بتنظيمه في العاصمة في 12 الجاري. على خط مواز، كشفت قوات الأمن الجزائرية مخططاً لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» يهدف إلى تنفيذ تفجيرات في أوروبا، سمح باعتقال احد قياديي التنظيم الملقب «أبو انس الشنقيطي». ووصف مصور وكالة «رويترز» ما جرى أثناء احتجاج أمام مبنى وزارة العمل في العاصمة شارك فيه نحو 30 شخصاً طالبوا بتوفير المزيد من الوظائف، فقال إن رجلاً سكب البنزين على جسده ثم حاول إشعال النيران في نفسه مستخدماً قداحة، إلا أن صحافياً كان يقف بالجوار تمكن من إسقاط الرجل على الأرض قبل أن يشعل النيران في نفسه، وما لبثت الشرطة أن أدخلت الرجل إلى مبنى الوزارة. ووفقاً للأرقام الرسمية، فإن معدل البطالة في الجزائر بلغ نحو عشرة في المئة، في حين أن نسبة العاطلين من الشبان أكثر من ضعف هذه النسبة. ويبلغ احتياطي الصرف الأجنبي في الجزائر نحو 150 بليون دولار وليست لديها ديون خارجية، وتتوقع أن تبلغ نسبة النمو الاقتصادي أربعة في المئة عام 2011، إلا أن الاقتصاد الذي يهيمن عليه قطاع النفط والغاز لا يوفر إلا القليل من الوظائف. وتعهد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي يسعى إلى الحيلولة دون كسب دعوات المعارضة لتنظيم احتجاجات زخماً الأسبوع الماضي، بمزيد من الحريات والديموقراطية، وأمر الحكومة باتخاذ خطوات لتوفير وظائف جديدة. في غضون ذلك، قالت صحيفتا «الخبر» و«الوطن» نقلاً عن مصادر أمنية إن قوات الأمن اعتقلت قبل شهرين في باتنة (450 كيلومتراً جنوب شرقي الجزائر) القاضي الشرعي لإمارة الصحراء التابعة لتنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي، موضحة انه يحمل الجنسية الموريتانية ويدعى إبراهيم ولد محمد ولدنا، ويلقب «أبو انس الشنقيطي»، كما أوقفت معه 14 عنصراً من التنظيم، من بينهم موريتانيان آخران. وكشف التحقيق مع المعتقلين أن احدهم يدعى دبشي مصطفى ويكنى «أبو محمد العثماني»، وكان بصدد السفر إلى أوروبا على متن باخرة انطلاقاً من «ميناء شرق الجزائر لمباشرة تنفيذ تفجيرات يرجح أن فرنسا كانت أحدى المستهدفين فيها»، وأنه تم اختياره لأنه متخصص في الصناعات الإلكترونية ويتمتع بمهارات لغوية عالية. وأوضحت انه يتقن جيداً اللغتين الفرنسية والإنكليزية. وأفادت الصحيفتان أن المعلومات التي قدمها «أبو انس الشنقيطي» لأجهزة الأمن مكنتها من التعرف على «التحالفات بين الجماعات المسلحة في الجزائر وموريتانيا ونيجيريا والصومال». وفي المجموع، حصلت أجهزة الأمن الجزائرية على الأسماء الكاملة ل 211 أجنبياً ينشطون في تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» في الجزائر، وهؤلاء يحملون جنسيات مالي وليبيا والنيجر وموريتانيا وتونس والسودان والمغرب وفلسطين ونيجيريا وغينيا وبوركينا فاسو. وقالت مصادر أمنية إن «أبو انس الشنقيطي» له «رابط مباشر» بمحيط زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، وكان ظهر مرتين على الأقل في شريطين مصورين على شبكة الإنترنت، وحرض في احدهما على «وقف المسار الديموقراطي في موريتانيا بعد الانقلاب العسكري عام 2008». وبحسب صحيفة «الخبر»، فإن الشنقيطي انتقل إلى الجزائر في مهمة «تحريك النشاط الإرهابي». أما جريدة «الوطن»، فقالت انه «درب عناصر من التنظيم في الشرق الجزائري»، وتحديداً في تبسة (600 كيلومتر شرق الجزائر) وباتنة (450 كيلومتراً شرق الجزائر) حيث اعتقل قبل شهرين.