كان أتلتيكو مدريد يمني النفس بتعويض إخفاقه في نهائي دوري أبطال أوروبا قبل 40 عاما، لكنه وجد نفسه يغرق في "ديجافو" درامي أمام ريال مدريد مما أضاع الحلم في الوقت القاتل في ليلة مرة قضاها أمس بملعب النور في لشبونة. سيبقى الأتلتي فخورا بإنجاز الوصول لنهائي التشامبيونز 2014 على أرض لشبونة، لكن ستبقى مرارة الخسارة بعد أن لامست أنامله الكأس ذات الأذنين، حيث حافظ على تقدمه حتى الدقيقة 93 ، لكن سرخيو راموس منح قبلة الحياة لريال مدريد، ومن ثم خارت قوى الروخيبلانكوس في الوقتين الإضافيين، ليخطف الميرينجي الانتصار بأربعة أهداف ويقلب الطاولة على جاره. واستعاد "لوس كولتشونيروس" بعد النهاية المحزنة الليلة الماضية بالعاصمة البرتغالية سيناريو مشابه تقريبا أضاع منهم اللقب في نسخة 1973-1974 امام بايرن ميونخ الألماني، لتضاف الى سجله صدمة ثانية في النهائي. جمع نهائي التشامبيونز قبل 40 عاما أتلتيكو ببايرن في بروكسل البلجيكية، وحينها كانت نتيجة التعادل وفقا للقوانين تفرض على الفريقين مباراة إعادة دون الاحتكام لركلات ترجيح. انتهى اللقاء بالتعادل السلبي، وبعد اللجوء لشوطين إضافيين نجح أسطورة أتلتيكو الراحل لويس أراجونيس في تسجيل هدف التقدم في الدقيقة 115 من ضربة ثابتة متقنة، لتعم الأفراح بين المدريديين بعد اقتراب اللقب الأول، لكن هانز شوارزينبيك لعب دور "المنقذ راموس" وأدرك التعادل في الدقيقة 120 من تصويبة صاروخية. اضطر الفريقان لخوض مباراة إعادة بعد يومين، لكن معنويات أتلتيكو انهارت بسبب التعادل القاتل في المباراة الأولى، وهو ما استغله الفريق البافاري وفاز ب"رباعية" نظيفة، بواقع هدفين لكل من لجيرد مولر وأولي هونيس. ويحسب لأتلتيكو أنه رغم ضعف ميزانيته وقلة العناصر المتاحة من اللاعبين لعدم وجود دكة احتياط قوية، فضلا عن قوة تحمله البدنية في الليجا التي ظفر بلقبها في الجولة الاخيرة امام برشلونة، فإنه واصل المنافسة على دوري الأبطال حتى النهاية، ولم يعبأ بالإصابات التي ضربت نجومه البارزين، حيث أن فرقا عملاقة تنهار بدنيا اثناء المنافسة على بطولتين، وتضطر للتضحية بواحدة من أجل الأخرى. أتلتيكو لم يذق طعم الهزيمة في التشامبيونز الا في نهائي الأمس، وأطاح بفرق كبرى تفوقه في الخبرة والقوة المادية بدءا من زينيت الروسي وبورتو البرتغالي مرورا بميلان الإيطالي ومواطنه برشلونة وتشيلسي الإنجليزي، وجاء ذلك بالتزامن مع كسره احتكار الريال والبرسا للقب الليجا المحلي طيلة عقد من الزمن. تسعة أشهر من العمل المتواصل والقتال في جميع البطولات طوال الموسم، استلهم فيها الفريق الروح القتالية التي بثها المدرب الأرجنتيني الفذ دييجو سيميوني من خارج الخطوط، والإصرار على تكريم سيرة أراجونيس، الذي يصفه اللاعبون بزميلهم رقم 12 في الملعب. لم يخسر الفريق المدريدي طيلة الموسم سوى امام الريال ثلاثة مرات (اثنان في كأس الملك وأخرى في نهائي التشامبيونز) كلفته لقبين، بجانب أربعة هزائم في الليجا امام إسبانيول وألميريا وأوساسونا وليفانتي كانت تحصيل حاصل ولم تحرمه من التتويج. وبقدر ما كانت الصدمة قاسية، فإن الحافز زاد لدى نجوم أتلتيكو، واتفق سيميوني ورجاله على "العودة" من جديد لنهائي البطولة العريقة، و"عدم ذرف دمعة واحدة"، والقتال لحمل أذنيها في مرة مقبلة وكسر عقدة الثوان الاخيرة، كما ظهر في تصريحات الجميع بعد النهائي "الحزين". .