للأسبوع الثاني على التوالي يشهد شارع المتنبي وسط بغداد مظاهرة يشارك فيها المئات من المثقفين والأدباء العراقيين، وانضم إليهم أعداد من الطلبة والعمال، وردد المتظاهرون هتافات تندد بسوء الخدمات وتردي الأمن بالعراق. ويقول الأديب محمود النير للجزيرة نت إنه تقرر تنظيم مظاهرات كل يوم جمعة في شارع المتنبي احتجاجا على مصادرة الحريات الشخصية، والنقص الحاد بالخدمات من كهرباء وماء والتي تعتبر عصب الحياة في أي بلد. وأضاف أن المظاهرات ستستمر حتى تستجيب الحكومة للمطالب التي تحددت باحترام الحريات الشخصية ومحاربة الفساد الإداري والمالي، وتوفير فرص العمل للشباب وخريجي الكليات العاطلين وكذلك توفير الأمن الآخذ بالتدهور. النهب المنظم وتناولت هتافات المتظاهرين النهب المنظم الذي يستنزف الخزينة من جراء الرواتب الهائلة التي يتقاضاها السياسيون، فضلاً عن الأخطاء الكبيرة التي تعاني منها عدة مشاريع تنموية وخدمية، الأمر الذي ترك أثره السيئ على حياة المواطنين وكرس ظاهرة الفقر والعوز وانتشار البطالة وفق المنظمين من جهته يدين الشاعر والأديب محمد علي الخفاجي الحالة السياسية في العراق بما تمتاز به من صراعات طائفية وعرقية وانتقاص لحقوق الأقليات. ويقول للجزيرة نت إن حقيقة هذا الصراع ليس بين أبناء الشعب بل بين الكيانات السياسية التي لا تمثل واقع المجتمع، لافتا إلى أن تأثير تلك الكيانات "لا يتعدى أبواب مقراتها". ويضيف "هناك العديد من الظواهر التي برزت في المجتمع العراقي، قمنا بإدانتها في شعاراتنا خلال المظاهرة، منها السياسات القمعية التي تعيشها المرأة العراقية، وعدم وجود برامج حقيقية لمواجهة المعضلات التي يعاني منها المجتمع في ميادين تربية الطفل وانتشار ظاهرة الأطفال المشردين والمتسولين في عموم محافظات العراق". وطالب القاص والأديب طه الشبيب منظمات المجتمع المدني أن تتظاهر وتعتصم في ساحات وميادين بغداد والمحافظات، وأن توحد مواقفها لكي تكون هذه المظاهرات بمنهج سياسي واحد. أولى بالثورة وأضاف الشبيب أن الأوضاع بالعراق أسوأ بكثير مما تعيشه الدول العربية الأخرى، ومع هذا فقد استطاع الشباب التونسي والمصري إسقاط الأنظمة الدكتاتورية "ونحن أولى بأن ننتفض ضد الفساد وانعدام الخدمات والأمن". ويؤكد أن المتظاهرين طالبوا بضرورة تسليط الأضواء على الواقع الثقافي والأدبي الذي شهد تراجعاً كبيراً خلال السنوات الماضية، على صعيد نشر النتاجات الأدبية والفكرية سواء في المجلات المتخصصة أو ضمن منشورات دار الشؤون الثقافية التابعة لوزارة الثقافة. وشهد شارع المتنبي الجمعة الماضية مظاهرة شارك فيها المئات من المثقفين والناشطين والشباب، مطالبين الحكومة بإطلاق الحريات العامة وعدم تكميم الأفواه وتحسين الخدمات وتنفيذ الوعود الانتخابية التي أطلقتها الكيانات السياسية خلال الانتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في السابع من مارس/ آذار 2010. يُذكر أن بغداد ومحافظات أخرى شهدت على مدى الأيام القليلة الماضية مظاهرات واسعة طالبت بتحسين الخدمات وتوفير الأمن وفرص العمل للعاطلين، والقضاء على الفساد المالي والإداري، وكانت مظاهرة مدينة الديوانية قد شهدت سقوط قتيل وثلاثة جرحى جراء إطلاق قوات الحكومة النار تجاه المتظاهرين.