لقاهرة (رويترز) - أعلن المجلس الاعلى للقوات المسلحة في بيان أذاعه التلفزيون المصري يوم الاحد تعليق العمل بأحكام الدستور وحل مجلسي الشعب والشورى. وتابع البيان انه سيشكل لجنة لتعديل الدستور مع اجراء استفتاء على التعديلات الدستورية التي يتم الاتفاق عليها. وسيبقى المجلس في السلطة لمدة ستة شهور أو حتى إجراء انتخابات الجيش المصري يطوق المحتجين لتسيير حركة المرور بميدان التحرير القاهرة (رويترز) - أزاح مئات من الجنود المصريين محتجين مناصرين للديمقراطية لفتح طريق لحركة المرور كي تبدأ في التدفق بميدان التحرير بوسط القاهرة يوم الاحد للمرة الاولى منذ اكثر من اسبوعين. وهتف المحتجون "سلمية سلمية" بينما تحرك الجنود وأفراد الشرطة العسكرية لتفريقهم. واندلعت اشتباكات وضرب بعض الجنود محتجين بالعصي. وطلب قائد الشرطة العسكرية من المحتجين ازالة الخيام من الميدان وعدم تعطيل المرور. وقال محمد ابراهيم مصطفى علي قائد الشرطة العسكرية للمحتجين والصحفيين انه لم يعد مرغوبا في وجود المحتجين في الميدان بعد الان. وفي الوقت ذاته أزال الجنود الخيام من الميدان. ويقول الجيش انه يحترم مطالب المتظاهرين الذين اطاحت احتجاجاتهم الحاشدة بالرئيس حسني مبارك. لكنه يدعوهم الى العودة الى منازلهم حتى تعود الحياة الى طبيعتها. واندلعت الاحتجاجات في 25 يناير كانون الثاني وتوقفت حركة المرور في ميدان التحرير بعد يوم 28 يناير. واصبح الميدان مركزا للمظاهرات التي اجتاحت البلاد وخيم الكثير من المحتجين داخله. وقال محمد صلاح (27 عاما) وهو أحد المحتجين والذي رفض ازالة خيمته من الميدان "لن أترك الميدان. على جثتي. أنا أثق في الجيش لكنني لا أثق في من يسيطرون على الجيش وراء الكواليس." وقالت فاتن حسن وهي من المحتجين ان الوقت قد حان لترك الجيش يؤدي عمله. وأضافت "اذا لم يحققوا مطالبنا فاننا نعرف طريق العودة الى الميدان. المصريون يعرفون الطريق الى اي ثورة يريدون القيام بها مجددا." ولم تستمر الاحتكاكات التي وقعت في الصباح الباكر طويلا لكن تحرك الجيش الذي دعمه العشرات من افراد الشرطة العسكرية فرق المحتجين الذين كانوا يسيطرون على الميدان الى مجموعات صغيرة. وبقي نحو الفي متظاهر في الميدان ولا تزال بعض الخيام منصوبة في حديقة بوسطه. وعلى الرغم من استقالة مبارك التي كانت المطلب الرئيسي للمحتجين الا ان الكثير منهم قالوا انهم يعتزمون البقاء في الميدان لضمان أن يمهد المجلس الاعلى للقوات المسلحة - الذي تسلم قيادة البلاد بعد تنحي مبارك - الطريق لارساء الحكم المدني والديمقراطية كما وعد. ومن بين مطالب المحتجين الغاء قانون الطواريء الذي كان يستخدم لخنق المعارضة والافراج عن جميع السجناء السياسيين واجراء انتخابات حرة ونزيهة. وقال أحد المحتجين من خلال مكبر للصوت ان الجيش هو العمود الفقري لمصر وان الحل ليس في اجلاء المحتجين من الميدان وان عليه الاستجابة لمطالبهم. وقال عطية محمد (32 عاما) وهو محام ان تصرف الجيش غير مقبول. وأضاف "نرى الجيش يستخدم نفس الاساليب التي كانت الشرطة تستخدمها مع المحتجين. نرفض هذا ونطالب بالافراج عن أصدقائنا." وقال محتجون ان الجنود يحتجزون نحو 50 شخصا منذ ليل السبت. ولم يعقب الجيش على الفور. وتلقى الجيش اوامر بالنزول الى الشوارع يوم 28 يناير بعدما خاضت الشرطة معارك في الشوارع لمحاولة احتواء الاحتجاجات لكنها فقدت السيطرة. ولعب الجيش دورا محايدا الى حد بعيد لكنه احتجز بعض المحتجين والصحفيين وان كان لفترات وجيزة. وقال محتج اخر أيضا عبر مكبرات الصوت انه ليست هناك عداوة بين الشعب والقوات المسلحة مضيفا "نطلب عدم مهاجمة أولادنا. هذه ليست تصرفات القوات المسلحة. انه احتجاج سلمي." وأضاف "نطالب القوات المسلحة بالافراج عن أولادنا الذين اعتقلوا بميدان التحرير." وشعر بعض المارة بأن وقت الاحتجاجات قد انتهى. وتساءل احد المارة "ألم يحققوا ما يريدون.. هل يمكن لاحد ان يشرح لي ما الذي تبقى من مطالبهم.." لكن محاسبا يدعى جهاد لبان قال انه لا يزال هناك الكثير من الجهد لضمان الا تهدر الثورة مكاسبها. واضاف "لقد وقفنا بجانب الجيش في ثورته" في اشارة الى ثورة 1952 التي اطاحت بالملك فاروق المدعوم من بريطانيا. وتابع "عليه ان يقف بجانبنا في ثورتنا." ومضي يقول "الهدف لم يكن مطلقا مجرد التخلص من مبارك. النظام كله فاسد ونحن لن نرحل الى ان نرى بعض الاصلاحات الحقيقية. انا سأدفن في ميدان التحرير..انا هنا من اجل اطفالي. مصر ايضا غالية علينا لدرجة لا تسمح بأن نغادر الان." وقال عامل يبلغ من العمر 38 عاما اكتفى بذكر المقطع الاول من اسمه محمد انه غير رأيه بشأن العودة الى المنزل. وقال "كنت سأغادر اليوم لكن بعدما فعله الجيش ستعود الملايين مرة اخرى. النظام الفاسد لا يزال موجودا. لقد عاد لاستخدام الاسلوب الوحيد الذي يفهمه...القوة. اذا انصرفنا فلن يستجيبوا لمطالبنا."