نهاية شهر يونيو العام الماضي،الرجل الإنقاذي الحاج آدم،نائب الرئيس –وقتها- لم يجد من إنجازات لثورته الإنقاذ أمامه ليعددها بعد مرور 24 عام إلا خزانة ملابس تعج بأنواع القمصان بدلاً عن قميصين كان يرتديهما الفرد بالتناوب قبل مجيء الإنقاذ"حيث قال الحاج آدم مقولته التي خلدها التاريخ ووثقها بعد 24 عاما من قيام ثورة الإنقاذ "قبل الإنقاذ الواحد كان عنده قميص أو اتنين،والآن الحمدلله الدواليب ملانة"،كما لم يجد وزير المالية وقتها علي محمود إنجازاً يعدده سوى أن البيتزا باتت في متناول الجميع،ثم يكفي أن القائد قال إن الإنقاذ علمت الشعب كيف يتعرف على "الهوت دوغ" وبتحدي..لا ضير،فهذه شهاداتهم في ثورتهم،أما شهادات الواقع الآن بعد ربع قرن ودون "مؤامرات" فهي لا تحتاج إلى المزيد من التأكيد على الفشل الذي أصبح سمة بارزة في كل شيء فطيلة الربع قرن،السودان تذيّل قوائم العالم في كل شيء،ولم يتقدم السودان في قائمة إلا وكانت تتعلق بالفشل،جوعاً وفقراً ومرضاً،ثم حرباً..بعد مرور ربع قرن،السودانيون لا يستطيعون أن يأكلون مما يزرعون،ولم يستطيعوا أن يشيدوا بلادهم لأنهم تشردوا،ولم يستطيعوا أن يسودوا العالم أجمع،لأنهم فشلوا في السيادة على أنفسهم،أليست هذه شعارات الإنقاذ التي حققت عكسها تماماً وبجدارة..وبعد ربع قرن السودان فشل في أن يديم سلامه الذي في الأصل كان ينعم به قبل ال 25 سنة هذه،الحروب تحيطه من كل جنباته،وشبح التقسيم الذي رسمته الإنقاذ يهدد ما تبقى من وطن،والسودان بعد ربع قرن ليس لديه علاقات مع دولة واحدة يُمكن أن يُشار إليها،بل ليس لديه علاقات جوار آمنة،لا مصر ولا حتى جنوب السودان الذي هو كان جزء منه،بل ليس لديه علاقات مع نفسه،ربع قرن من العزلة الدولية،دخلت بعدها حيز العزلة الداخلية،الإنقاذ بعد أن عزلت السودان عن محيطه،عزلت ذاتها عن الشعب بأكمله إلا من نطق شهادة الإنقاذ،كيف لا وهي قد لفظت أبيها..الأرواح التي تنتقل إلى بارئها على رأس كل يوم،الملايين الذين تشردوا من ديارهم بغير حق،الآلاف الذي هجروا الوطن بعد أن أُوصدت كل الأبواب أمامهم،والملايين الذين يهمون بالخروج من الوطن بلا عودة،يا للحقيقة القاتلة،هؤلاء لا يبحثون عن أوضاع معيشية أو وظيفية فقط،هؤلا يبحثون عن وطن بديل يشعرون فيه بأقل درجات الانتماء المفقودة..المواجهة ينبغي أن تكون مع هذه الحقائق الواقعة والتي هي من صنع الإنقاذ دون تدخل مؤامراتي..لقد ساقت الإنقاذ السودان و أوصلته محطةً من البؤس لا يقدر على الوصول إليها بشر،والآن المصير مجهول بعد كل الذي حدث،إلى أين السودان منساق،لا أحد يملك إجابة بل لا أحد يجرؤ عليها،والعرض مستمر = التيار [email protected]