لا يدري أحد ماذا كان يمكن أن تكون عليه مواقف بعض الفنانين الذين جاهروا بالعداء للثورة ثم عادوا يسكبون دموع الندم ويؤكدون أنهم كانوا مجبرين على ما قالوا ولكن دون أن يشعروا أنهم بذلك قد كشفوا تعاونا ما مع النظام السابق. وهذ ما يمكن أن تكشفه التصريحات الغريبة التي جاءت على لسان كثير من الفنانين بعد رحيل النظام. وكأنهم كانوا ينتظرون كلمة "الرحيل" ليعبروا عن آرائهم السياسية بصدق ويكشفوا عن حالة القيد الجبرية على أعمالهم وتصرفاتهم الشخصية التى فرضها عليهم النظام خلال السنوات السابقة. فلم يمر على خبر تنحى الرئيس مبارك سوى أيام حتى داهمتنا تصريحات خطيرة لكبار النجوم الذين سقطوا في أنظار الكثيرين، كان على رأسهم الفنان محمد فؤاد الذى فاجأ الجميع بكشفه لحقيقة ماحدث في مباراة مصر والجزائر في "أم درمان" بالسودان، حيث أكد أن النظام السياسي هو الذى أجبره على أن يظهر على جميع القنوات الفضائية ويدعى أن الجزائريين قاموا بضربه، وأن كل ما جرى في السودان كان مخططا له وأنه كان واحدا من فاسدين كثيرين اتفقوا مع شلة مبارك وولديه "جمال وعلاء" على سيناريو محكم يظهر الجزائريين انهم أشخاص همجيون رغم أن دموع فؤاد كانت تملأ شاشات القنوات الفضائيات على مرمى ومسمع من الجميع خلال هذه الفترة وكانت جملته الشهيرة في ذلك الوقت "ربنا ينتقم منهم ،أنا ابنى مش عارف ينام من اللى عملوه فينا". يأتى في المرتبة الثانية المطرب تامر حسنى والذى كان يدافع عن النظام السياسي حتى أنه بعد خطاب الرئيس مبارك والذى أعلن فيه عن عدم نيته في الترشح للرئاسة لفترة جديدة، أكد خلال اتصال هاتفي معه بالقناة الأولى للتليفزيون المصري احترامه وتقديره لشخص الرئيس حتى أن أحد المذيع عندما سأله عن إمكانية نزوله الى المتظاهرين في ميدان التحرير لفض المعتصمين من أماكنهم، أكد له نيته القيام بذلك وهو اليوم الشهير المعروف "بموقعة الجمال والخيول" ولم تمض أيام على على هذا الخطاب والذي كان حافزاً لاستمرار اعتصام الملايين في قلب ميدان التحرير والذين وقف بجانبهم الآلاف من الفنانين حتى نزل تامر حسنى هناك وسط حراسته الشخصية الأمر الذى دفع المتظاهرين لضربه والاعتداء عليه ليجلس تامر باكياً ويؤكد أن النظام السياسي هو الذى أجبره على اخفاء صوت الحق ومهاجمة المتظاهرين ووصفهم بالقلة المندسة. وجاءت تصريحات المغربية ليلي غفران أخيرا والتى أكدت فيها نيتها لفتح ملف قضية مقتل ابنتها "هبة" من جديد بعد أن جاءتها معلومات تؤكد ان هناك احد المسئولين الكبار الذين رحلوا من النظام كان وراء مقتل ابنتها.