الأموال المخصصة لمفوضية الإنتخابات في ميزانية 2014 ،تساوي 6.8 مليون جنيه (جديد) ،منها 4.3 مليون مرتبات و2.5 مليون تسيير . والتسيير دا يعني بنزين العربات والتلفونات والذي منه وربما شمل الحوافز والوجبات المحمولة براً وغيرها من امتيازات كبار الموظفين . ولمجرد المقارنة فالمخصص للطوارئ والحوادث بمستشفي امدرمان يساوي 1.7 مليون ولمستشفي الخرطوم 2.1 مليون ولمستشفي بحري 2 مليون ،بمعني أن ميزانية المفوضية العجيبة أكبر من كل ميزانيات الحوادث بالثلاث مستشفيات . ومعني ذلك أن الإنتخابات أهم للحكومة من (العيانين)،التعبانين الذين يحتاجون للإسعاف السريع بأقسام الحوادث . والمفوضية أهم للحكومة الاتحادات الرياضية والشبابية التي لا تنال الا (تلت) مليون كل سنة . ولا تسأل عزيزي القارئ عن عدد موظفي المفوضية وهيكل أجورهم كيما يطمئن قلبك علي ال4.3 مليون جنيه المخصصة لمرتباتهم . ولا تحشر أنفك فيما لا يعنيك لتسأل عن تفاصيل أموال التسيير أين تذهب . ولا تقل لنفسك،ولماذا ظلت المفوضية منذ الإنتخابات الأخيرة في 2010 موجودة ،وتصرف من المال العام،دون أن نري أي انتخابات خلال الأربعة أعوام المنصرفة . ولا تسأل عما إذا المراجع العام قد راجع حسابات الإنتخابات الأخيرة بما فيها ميزانية المفوضية،فقد قال الشاعر (في الليل الهاجع غرد يا ساجع) ولم يقل يا مراجع . ولا تظنن أن أمور الانتخابات تقتصر فقط علي ميزانية المفوضية،فالحكومة التي تشكو من عجز الميزانية ولا تصرف علي مراكز غسيل الكلي ولا علي المدارس (جنبت) 50 مليون جنيه لصالح الانتخابات والاستفتاء في ميزانيتها لهذا العام وطالما لا يوجد أي استفتاء علي أي حاجة فإن هذه القروش مخصصة للإنتخابات . وطالما لا توجد انتخابات في عام 2014 فإن هذه الأموال يفترض ان تظهر في نهاية السنة كمرتجعات مالية او فائض في ميزانية الدولة . ولم تكن هنالك انتخابات في عام 2013 ، والقروش المخصصة لنفس البند مارجعت ولا ظهرت في أي حتة ،وكذا الحال في أعوام 2012 و2011 . والموازنة التي تخصص للإنتخابات مسؤولية المفوضية لأنها الوحيدة المسؤولة عن أي انتخابات ، ولكننا لم نشاهد أي جرد حساب ولا في (عش الغراب). ولأن المؤتمر الوطني نافس (نفسو) في الانتخابات المضروبة اللي فاتت، وسينافس (نفسو) في الانتخابات الجاية،ولأن الجنيه مزنوق أمام الدولار،فمافي داعي للانتخابات والبوبار. لو خصصت أموال المفوضية والانتخابات للعطالة لوفرت 1000 وظيفة جديدة ،لخدمة الاقتصاد السوداني. ولازدادت المعاشات بنسبة مية في المية،وأصبح بمقدور كل معاشي أن ياكل فول وطعمية . ولكن في الانتخابات مصالح وفوائد،ياحسن عند الشدائد ،ويا غصن الرياض المايد،يا الناحلني هجرك وانت ناضر وزايد،ياسيدي ليك أنا رايد.. الميدان