أديس أبابا- فشل الطرفان المتنازعان في جنوب السودان في التوصل إلى تقريب وجهات النظر من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية مع انتهاء المهلة المحددة لذلك، أمس الأحد. يأتي ذلك بعد أسابيع من الاتفاق بين كل من فريقي الرئيس سيلفا كير ونائبه السابق رياك مشار زعيم المتمردين الذي أبرم في التاسع من مايو الماضي بضغط من المجموعة الدولية اتفاقا نص على تقاسم السلطات في الأيام الستين المقبلة، أي مع حلول العاشر من أغسطس الجاري. ووفق مراقبين فإن هذه الانتكاسة الجديدة في جنوب السودان تشكل تقويضا لجهود السلام بين الطرفين القاضية بوقف أعمال العنف بينهما رغم تهديد الأممالمتحدة بفرض عقوبات ومخاطر حصول مجاعة. وكانت المفاوضات قد أطلقت بين الطرفين في يناير الماضي لكنها توقفت عدة مرات دون تحقيق أية نتائج ملموسة في ساحة المعارك إذ شهدت مدن في البلاد أحداثا متفرقة بين الفينة والأخرى راح ضحيتها مدنيون أبرياء، ناهيك عن مئات الآلاف من النازحين إلى دول الجوار فرار من سعير الحرب المشتعلة منذ منتصف ديسمبر العام الماضي. وتعليقا على ما آلت إليه المحادثات، قال طارق ريبل مدير منظمة أوكسفام غير الحكومية في جنوب السودان في بيان نشر، أمس، "اليوم (الأحد) كان شعب جنوب السودان ينتظر تسوية سياسية تؤدي إلى حكومة انتقالية من أجل الخروج من النزاع". وعاب ريبل على قادة البلاد المتناحرين عدم التوصل إلى تسوية سلمية قائلا "بدلا من ذلك، لم يتمكن قادة جنوب السودان من تجاوز خلافاتهم والمعارك لا تزال مستمرة في البلاد فيما يخيم خطر المجاعة". وكان مجلس الأمن هدد، الجمعة الماضي، بفرض "عقوبات محددة الهدف" على أطراف النزاع في جنوب السودان الذين يحجمون عن احترام الاتفاقات التي وقعوها. وطالبت، حينها، الدول ال15 الأعضاء في المجلس الرئيس سلفا كير وزعيم المتمردين مشار وجميع الأطراف المتداخلة على الإسراع في تطبيق اتفاق التسوية الموقع في مايو الماضي. يذكر أن النزاع بين قوات كير ومشار أسفر عن آلاف القتلى وأجبر مليونا ونصف مليون مدني على النزوح.