شهدت الندوة التي نظّمها أمس المركز القومي للإنتاج الإعلامي تحت عنوان (ما بين الحوار الوطني وإعلان باريس) أجراس إنذار عدة قرعها المتحدثون فيها ورسموا صورة قاتمة، لمقبل الأيام في البلاد. حكومة غير مهتمة ومعارضة تبحث عن وزارة الدكتور بشير آدم رحمة كان أول المتحدثين في الندوة، قال: إن أهم الأشياء التي تؤثر في الراهن السياسي هي صحة الرئيس عليه أن ينشر تقريرا مفصلا عن حالته الصحية لقفل الباب أمام أية تأويلات، الأمر الآخر والأهم من الحوار الحالة المعيشية المتردية والحصار الاقتصادي الذي أثر على المواطن والاقتصاد السوداني بصورة كلية، فالحكومة غير مهتمة بهذا الموضوع، والمعارضة تفكر في الحوار عسى ولعل أن تنال وزارة. وقال بشير آدم رحمة: إن توقيع المهدي على اتفاق باريس أرسل رسالة مفادها (أنا تخطيتكم ومشيت إلى الجبهة الثورية)، ووصف المهدي بأنه ذهب في الوقت الخطأ، موضحاً أن الحكومة إذا تباطأت في الحوار فستفقد ثقة الشعب، وحذر رحمة من مجازر ومذابح كالتي حدثت في أفريقيا، وطالب د. بشير الحكومة بحوار جاد وبأجندة الشعب السوداني. نظام يفرّق وبلد تغرق أما الدكتور حسن مكي فقد وصف الوضع السياسي الراهن بأنه مزعج و(الآن النظام يفرق والبلد تغرق)، والنخب لا تجد حلا إلا أن تقفز إلى الخارج، والشباب يبحث عن فرصة خارج البلد. ويضيف مكي أن الأوضاع أخرجت كثيرين من الطوع، وجعلتهم يفكرون في الخلاص الشخصي، البلاد تغرق بالأمطار لافتقادها للقيادة السياسية، وفقدان البوصلة، والصحافة تكبل عن الحديث في قضايا الفساد، ويمضي مكي في رسم الصورة القاتمة فيقول المخدرات تدمر آلاف الشباب، جامعة الخرطوم الآن مغلقة لا طلاب لا أساتذة يتحدثون كأنهم يتصالحون مع هذا الواقع. خروج مشروع الجزيرة والخطوط الجوية السودانية، والبحرية، والأسعار تبتلع الرواتب، صفيحة الزيت تجاوزت ال500 جنيه تعادل مرتب كامل، 43% من القوى الشرائية خارج دائرة بنك السودان، أما مال مجنب أو غسيل أموال أو مخدرات، وأصبح هذا النوع من الاقتصاد معترف به من الدولة؛ لأنها تتصالح معه، وقال: إن للجهة الشرعية العذر أن خرجت عن الطوع، مشيراً إلى أن المخرج من هذا الوضع المأزوم في ورقة الحوار الوطني لكن فجأة ظهر مصطلح جديد الحوار المجتمعي، ولكن لا الحوار وصل محطاته ولا الحوار المجتمعي سيخرج منه شيء، والبلد تحترق لكن هناك رجال داخل القوات المسلحة والشرطة والأمن لا بد أن تكتمل الدائرة في هذه المؤسسات وما عجز عنه المؤتمر الوطني في 25 سنة لا يستطيع إنجازه في دورة جديدة، وقال: إن الخلاص يكمن في حوار شجاع وإجراءات لوضع انتقالي وفق الروشتة المعروفة. الأستاذ عبد السخي عباس عبد السخي الأمين السياسي للمؤتمر الوطني ولاية الخرطوم انتقد في بداية حديثه ما قاله حسن مكي، ووصفه بالصورة القاتمة، وقال: إن الحوار هو السبيل الأنجح للإصلاح الوطني من الدرجة الأولى وليس تعبيرا عن فلسفة المؤتمر الوطني وأوضح أن ما أقدم عليه الصادق المهدي ليس بجديد فقد فوجئنا باتفاقه مع متمردي الحركات المسلحة، وأن الإعلان فيه الكثير من المتناقضات والتوقيت سيء، وآخر ما توصل إليه اتصل بغندور، وقال له: إنه يريد أن يكون طرفا ثالثا في الحوار، وهو الذي يردد على الدوام ثنائية وإقصائية. ووصف السخي الوسيط الفرنسي بأنه غير مؤتمن وأن باريس ليست هي المكان المناسب، فالحزب الاشتراكي الفرنسي يقتل المسلمين فهو يريد أن يفرض نفسه في أجواء الاعتقال لكي يكون لذلك ردة فعل، فالجبهة الثورية تحتاج إلى فرض واقع سياسي جديد بعد أن خسرت رهان الحرب والكفة العسكرية، وهي تحتاج (إلى همبول لهش الطير) ووجدته في السيد الصادق، فكل المتمردين حضروا هل حباً في الصادق المهدي؟. أبو عيسى لا أثق في الصادق المهدي إلا أن رئيس التجمع المعارض فاروق أبو عيسى قال: إنه لا يثق في عمل طرفه الصادق المهدي وسيتم اجتماع اليوم (أمس) لاتخاذ موقف سياسي بخصوص السيد الصادق المهدي، مبيناً أن الحكومة تعوِّل على الحوار كثيراً، فأية محاولة إلى إتباع سبل أخرى فالحوار حتماً سيؤسس لواقع جديد لما سيتم الاتفاق عليه. التيار