أخبار في غاية الاسف نطالعها كل يوم علي الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي عن غزو كميات كبيره من لحوم القطط والكلاب والحمير الي اسواق العاصمة الخرطوم وهو امرا اصبح مفروض على الشعب المغلوب على امره التي اضحت بين مطرقة االحروب والجهل وسندان ضنك العيش بسبب طيش هذا النظام ومع اني ومعي شرفاء السودان غاضب من هذا الوضع لانه يمس الشعب السودانى وكرامته في الصميم فاني اشد غضبا من المواطنين الذين فتحوا افواههم كالحيتان دون ان يعرفوا ويتاكدوا من مصدر اللحوم والتي يتبين انها للكلاب تارة وللقطط تارات وللحمير غالب الاحيان, واضعين ثقتهم في نظام هذه الدولة التي باعتهم قطع مستعملة لكل من هب ودب في هذا الكون ,وانا اشد غضبا من قطاع التنظيمات الطلابية والشبابية والجهات الدينية والتي انصرفت عن رسالتها , ووجهته في خدمة الدعاء للحكم الميمون, وكان من المفروض بهذه الهيئات الشرعية والتي شاهدت العطب والفساد يقطع اوصال الشعب السودانى ان تكون منظمات للمراقبة والارشاد والتوعية والثورة بعيدا عن السياسة الموجهة باساليب الترقيب والترهيب فمن يتخلى عن حريته خوفا على أمنه، لا يستحق حرية ولا يستحق أمناً، ولا يستحق وطناً ,وان تكون هذه المنظومات المجتمعية مشتركة مع الشعب السوانى قاطبة , لان المصيبة عامة والمرض والعدوى واحدة , وكلنا يعلم ان هؤلاء الفسدة نزعوا عن الشعب الابى هيبتة , لينته السوان وشعبه من شعب للعزة والكرامة الى شعب يلتهم اطايب لحم الخمير وشحومه خوفا من زبانية هذا النظام الذى اذل السودان وشعبه , فقد عرفت اجهزة الدولة ان لحم الحمير يورث في النفس المهانة وقلة الحياء والاستجداء والخنوع ولهذا فان النظام وراء هذه المآسي ومعهم شيوخ العار الذين يرون الخنا والفسق فيتلذذون به . وماجعلنى ان اكتب حقا هو ما قرأته على احدى المواقع الاسفيرية وهى حالما كشفت شمس صباح اليوم السبت غطاء الليل , انتشر الناس يقصدون مواقع عملهم وخرجت النسوة من الاحياء المجاورة سوبا الاراضي وسوبا اللعوتة وسوبا المحطة وسوبا الحلة كغيرهن يقصدن الاسواق ليتزودن بالمنتوجات الزرعية والحيوانية المتراصة في المحلات التجارية وبرغم تفشي ظاهرة البيع الكيري يحسب الناس ان تلك المحلات بخاصة المختصة ببيع اللحوم محمكة الرقابة من السلطات المحلية التي تكتفي بما يسمي بالكارت الصحي مدفوع القيمة ..اتصل به نفر من الناس فادرك الموقع الذي يقع غرب قسم شرطة سوباغرب .. جمهور من الناس يتجاذبون اطراف الحديث يستنكرون المشهد المؤلم والسماء تسقط من فوق الرؤوس قطرات لخريف لم ينته بعد تشعرنا بغضب رباني لسلوك شاذ مشين .. مشهد مؤلم بقايا حمير (دحوش) ذبحت بليل وزعت عند الفجر ربما علي اسواق ومطاعم المدينة ان القضية ليست في ابطال الجريمة وحدهم ولكنها قضية السلطة المحلية والولائية معا فقد اصبحت ظاهرة البيع الكيري تنتظم الاحياء السكنية والاسواق في وضح النهار بلا لرقيب وبلا حسيب فالمواطنين يأكلون علي ذمة تلك السلطات لان المحلات ابوابها مشرعة وفي دائرة اختصاصها ...قذف المجرمين بالبقايا جلود وارجل وما تحتويه الامعاء في خور يحازي طريق عام بلا خوف وبكل طمأنينة يستفزون الاخرين بجريمتهم النكراء اتصلت بشرطة النجدة التي سجلت حضورها في المكان وتداول الناس الحضور حكاوي وقصص لتزيل الم علي مشهد تكرر في ذات المكان نهايته دوما عقوبة ضعيفة سنها قانون يحتاج لتعديل ليكون رادعا واكثر ايلاما حماية لصحة الناس .. ضحك الحضور لطرفة حكاها احدهم حينما قال: (انا لي كم شهر كده ولدي بطلع من البيت شايلو حمار النوم) ضحك الناس يفضفضون فهل تضحك السلطات حينما تطلع علي هذا الخبر؟ وهل سيطلع ايضا صاحب الحمير لينهي البحث عن حميره التي اطلقها مطمئنا لترعي مروج خريف نبتت طرف الحي يقول الشاعر التونسى ابو القاسم الشابى :إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر فاصفوا ايها الناس لتغيير الكابوس [email protected]