جاء قرار السودان إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية مفاجئا اتخذ السودان قرارا بإغلاق جميع المراكز الثقافية الإيرانية الموجودة على أراضيه وأمهل الملحق الثقافي الإيراني ودبلوماسيين آخرين 72 ساعة لمغادرة البلاد. وذكرت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها يوم الثلاثاء 2 سبتمبر / أيلول أن "السودان ظل يتابع نشاط المركز الثقافي الإيراني وفروعه في ولايات السودان وتأكد له مؤخرا أن المركز وفروعه قد تجاوزوا التفويض الممنوح لهم والاختصاصات التي تحدد الأنشطة التي يخول القيام بها وبذلك أصبح يشكل تهديدا للأمن الفكري والأمن الاجتماعي." من جانبه قال مصدر حكومي سوداني - طلب عدم ذكر اسمه - لوكالة الأنباء الفرنسية إن قرار الحكومة جاء بسبب "تزايد نشاط هذه المراكز في التبشير بالمذهب الشيعي". في المقابل قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبداللهيان لوكالة أنباء فارس تعقيبا على قرار السودان ان بعض التيارات السودانية تحاول التأثير على العلاقات الطيبة بين طهرانوالخرطوم. وأضاف المسؤول الإيراني أن سفارتي البلدين والمراكز الثقافية والاقتصادية تواصل نشاطاتها العادية في كلا البلدين وأن "القيادة السودانية لا تسمح بتشويه العلاقات التاريخية بين البلدين." ويرى مراقبون أن القرار قد يكون نتيجة ضغوط خليجية ، خاصة من السعودية، التي يقلقها التقارب السوداني الإيراني، ولديها مخاوف من انتشار المذهب الشيعي على الساحل الغربي للبحر الأحمر. وتحتل السعودية المرتبة الأولى في حجم الاستثمارات العربية بالسودان في حين تعد ثاني أكبر شريك تجاري للخرطوم بعد الصين. بينما يرى آخرون أن الحكومة تتعرض لضغوط من تيارات سلفية في الداخل تزايد نفوذها ، وأصبحت تتحدث علنا عن خطر شيعي. وكان أول مركز ثقافي إيراني في السودان افتتح عام 1988 في عهد حكومة رئيس الوزراء الصادق المهدي. وبعد وصول الرئيس عمر البشير إلى السلطة من خلال انقلاب عسكري عام 1989 تزايد نشاط المراكز وأعدادها. وقدر تقرير - أصدره المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة مطلع العام الجاري - أعداد الحسينيات الشيعية في السودان بخمس عشرة حسينية، موزعة بين العاصمة الخرطوم، وولايات كردفان، والنيل الأبيض، ونهر النيل. ويحتفظ البلدان بعلاقات عسكرية ، حيث اعتادت السفن الحربية الإيرانية زيارة الموانئ السودانية، وكان آخرها في يونيو/ حزيران الماضي عندما زارت مدمرة وسفينة إمداد إيرانيتين ميناء بورسودان على البحر الأحمر. وتتهم إسرائيل السودان بأنه يشكل قاعدة لعبور الأسلحة الإيرانية إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، وهو ما ينفيه السودان. برأيكم لماذا اتخذت السلطات السودانية هذا القرار؟ ولماذا الآن؟ هل يمكن ان يكون القرار مقدمة لتغييرات اخرى في سياسة السودان الداخلية؟ كيف سيوازن السودان بين علاقاته مع إيران ومع الدول الخليجية؟ وهل سينجح في ذلك؟