ماذا قال دكتور جبريل إبراهيم عن مشاركته في مؤتمر مجموعة بنك التنمية الإسلامي بالرياض؟    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    الصليب الأحمر الدولي يعلن مقتل اثنين من سائقيه وإصابة ثلاثة من موظفيه في السودان    انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    شاهد بالفيديو.. في مشهد خطف القلوب.. سيارة المواصلات الشهيرة في أم درمان (مريم الشجاعة) تباشر عملها وسط زفة كبيرة واحتفالات من المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وداعا لمرحلة القصور مرحبا بالكُمْباوندات ، كرتي كسر حاجز الصوت ببناء 120 فيلا فاخرة !
نشر في الراكوبة يوم 23 - 09 - 2014


[email protected]
أيها الافضلون ...أيها الشهداء :
سلام الله عليكم في إسبوع رحيلكم عنا.....عام بحساب دنيانا ، وغَيرهُ مِمَّا تَعُدُّونَ...
شعبكم يذكركم ...يجلّكم ..يشكركم . ولم تزل سيرة الفداء خضراء نضرة في الذاكرة .
تقدمتمونا أيها الابطال : شُفعُ ، صبيةُ ، شباب ، شابات ..رجالا ونساء..
جاءت فيضانات 2013 فأبتلت الارض ، وجرت سيولا ودمارا ، فخرجت علينا "نفير " . ونفير فينا كانت ذات حضور ومعانٍ، كانت ( كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ) ، وورد في التفسير عن يونس، عن ابن وهب ، قال: قال ابن زيد، في تفسيرقوله تعالي ( كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ) أي أولاده، ثم كثرت أولاده.
وحقا كثرت أولاد نفير .......وكنتم الملحمة التي بدأت الاثنين 23 سبتمبر وإستمرت ...
نفخت (نفير) الحياة في قيمنا السودانية المتوارثة – فقد كرِهوها وعملوا علي مصادرتها منا ! أول إنجازات (نفير) كانت سقوطا هائلا وكبيرا لكل مقررات الانقاذ العنصرية منذ 1989 والي 2013 ! فقد هبط أطباء نفير شبابا وشابات ومعاونوهم من المتطوعين ، علي أهل الحاجة في أحزمة البؤس والفقر الطرفيةبالخيام والطعام والحقن والادوية . كانوا كما الملائكة يشعون نورا ولايبصرون فروقا بين سوداني وآخر أو محتاج ومحتاج . فعند شباب "نفير " تساوي الاحياء من الناس بأحياء المباني ، وتوحدت السنح والأشكال والألوان ومالهجت به الألسن .لم يوفروا فردا إلا وأعانوه ، ذهبوا اليه أينما أقعدته محنته ، خائضين أو سابحين ، فالمهم الوصول الي الناس .
الدرس المستفاد هو أن نفير ، وبسرعة البرق ، عصفت بمقرر الانقاذي الجهنمي في إبتداع التصنيفات ، شطبت علي القبيلة والجهة ، وأرجعت لنا كيمائيتنا السودانية السمحة . ففي أيام قليلات هبّ كل أهل السودان في الداخل وحول العالم لإبطال مفعول الجهد الإبليسي الذي إحتشد له شيخهم علي عثمان طه عندما إبتدعوا له وزارة أسموها التخطيط الاجتماعي ، ويشهد الله أنها لم تُعني بالتخطيط ولا بالإجتماع . كانت ، وبإمتياز ، تقطيعا لآصرة الاحياء عندما حشوها بلجان شعبية هدفها التجسس والتحسس والبصبصة علي الجيران . فزرعوا عند كل ناصية أكشاك بسط الأمن الشامل وحقنوا جسد الأحياء بفيروسات اللجان الشعبية سيئة الذكر قبيحة المرامي فأصبحت عيونا للعسعس تتلصص علي كل شئ يتحرك ، ليلا أو نهارا ! هدف الوزارة كان تنفيذ شعارهم-الرمز (إعادة صياغة الانسان السوداني) وإستنساخه كوزا أمنيا مجبولا علي الشر والعدوانية وبدأ التنفيذ حثيثا . إنتفخت بالونة الفتنة بإحيائهم للقبيلة والجهوية فتسممت النفوس وتوالد وَهَم (أنا الأحسن ) . ماتركوا من شئ إلا وحقنوه بالفيروس اللعين ، حتي شبكات (الفايبرأوبتك ) حقنوا أثيرها بنكات السخف التي ضجت بها جوالات الجمهورية . نكات سعت للهدف النفسي ، فأصابته بجدارة .كان الهدف الجهنمي هو أن يضحك الجميع (من) الاخر ويرفضونه ويشككون في سودانيته فقط لأنه من قبيلة مغايرة ! فتوهم الاقزام العلو ، وإعتقد الفاشلون أنهم قدوة النجاح لا عن تحصيل ودرجات علمية مستحقة وإنا بقدرة الاسبيرم ! بل سري إعتقاد كذوب بأنك أن كنت من الحوش أو من ورثة إحدي ترُب مثلث حمدي ، فقد استحققت الترفيع والتمكين وبضعة سنتمترات إضافية ترفع من شأنك ، فأنت الأحسن والأنبل والاعلي والأكرم نسبا ! نكات تداولناها بلا عميق تفكير في مرامي التنميط العنصري ، فإمتلات الشبكة وبأجر ندفعه من حر مالنا بترهات شاكلة ، ماذا قال الجعلي للشايقي ، وكيف ضحك المحسي علي الدنقلاوي ولماذا إغتاظ الحلفاوي من الغرباوي !
من ركام هذا التضاد (المُفتعل)، خرجتم علينا أيها الابطال ، فزرعتم غرس الفداء في نيالا ومدني وبورتسودان وشمبات وأمدرمان ...وكل ركن بقي في الخارطة المعدّلة . كانت وجبة دمكم المسفوح ظلما ، توحدنا وتقربنا كل يوم من السودان الجميل الذي كان . ولأن موت العزة هو الخلود فإن حياة الخنوع والذلة والكرامة المهانة هي ، بلاشك ، موت زؤام . في يوم 23 سبتمبر عندما سقط شهيد نيالا الباسلة اولأ تلقفت مدني الصمود النبأ فسارت في زفة عرس شهيدها . في تلك اللحظة من ذلك اليوم التاريخي تبخرت ، والي الأبد ، خزعبلات فزّاعة الخوف مما ظل يتقول به المرجفون : (لو تم إسقاط نظام الإنقاذ ، لصرنا الصومال ) !! كنا ذلك اليوم ، وللايام التالية، كتلة واحدة هم أبناء السودان ضد طغيان عصابة رجال الانقاذ الظالمة والفاسدة ، ويشهد الله أنهم ليسوا بنظام دولة ولا كيان حكم وإنما شرذمة من عصابة فاجرة . حينما جاء النداء ، وقفتم شهودا ، أيها الشهداء ، وبيانا بالعمل ، تجسيدا لترابط إنسان هذا الوطن المُبرأ من العنصرية البغيضة ، رغم سنوات الانقاذ العجاف ومخطط الفتنة . توحدنا في الوجدان قبل الجغرافيا ، فعانق شهيد الجنينة من سقط في أروما ، وأهدت حلايب شهيدها لربك بل مشي زحفا باتجاه الاسلاك الشائكة لأقصي نقطة في جنوبنا (الإفتراضي ) الجديد !
نَمّطُونا ..فرفضنا .....أوقفونا ..فمشينا ....قسّمونا ...فإتحدنا ! بل هتفنا سويا بسقوطهم وسقوط نظامهم الفاسد المتكلس .
ماأروعك أيها الشهيد ، وماأعظمك يها الشعب الواعي !!
لكل هذا ، ولأكثر من هذا ، أنتم اليوم في قلوب الامهات والآباء والاطفال والشباب ذكورا وإناثا في كل السودان ...الكل يترحم عليكم اليوم ويقول لكم لن ننساكم ، ونحن علي الدرب سائرون .
ماتشاهدونه من صور مرافقة لهذا التقرير ، هي المراحل الأولي لمجمع سكني " كومباوند " تحت التشييد يمتلكه وزير خارجيتنا المقاول السيد علي كرتي . منذ أيام والدنيا مشغولة بوزير الثُلاث الآخر الذي عز عليه ، بل إستكثر ، أن يؤدي لسمسار أتعابه المستحقة البالغة قانونا 100ألف دولار عن مسكن قيمته 2 مليون دولار . إنصرف الناس ، وهم محقون، في تفعيل سؤال بديهي ( من أين له هذا المال حتي يتوفر علي مسكن ثالث ، هو قصر يضاف الي قصريه الآخرين ) ؟ نعرف أن وزير المالية السابق ، علي محمود ، لا يحسن الصمت كما إنه أيضا لا يحسن الاتعاظ . فقد إستفزنا ، رجالا ونساءا ، تصريحه بضرورة إنتقال حرائرتا للعواسة توفيرا للعملة الصعبة والاخبار تنقل لنا مرافقة إبنه عمر له في إحدي زياراته للاجتماعات الدورية للبنك الدولي وصندوق النقد بواشنطن ، وليت الامر وقف عند ثمن التذاكر بل تعداه لاجراء عملية بالاذن لإبنه دفعها من أموالنا وكانت تفوق الثلاثين ألف دولار !! بيد أن صور مجمع كرتي السكني التي ننشرها اليوم ستجعل المقارنة مضحكة بل ومستهجنة تماما كمقارنة ثراء جمال الوالي ببيل غيتس مع فارق مصدر الاموال وشفافية نموه وأوجه صرفه ! مجمع الشيخ كرتي ( طال عمره ) يقف كحي متكامل ويتكون من 120 فيلا فاخرة البناء وإيطالية التشطيب. الكومباوند مكتمل الخدمات ، من المضمارات الرياضية وملاعب التنس وحمامات السباحة ومقاهي ومطعم فاخر ودار سينما بل وسوقا مركزيا وحلاقا وكوافيرا ! أمران يستوجبان الاشارة هنا ، أولهما حرص المالك علي الاسراع في البناء ، ورغبته في التكتم والتعمية علي حركة البناء المتسارعة بداخل المنتجع السكني الفاخر. فقبل أن يبدأ ، نصب سوره الخراصاني المكلف قبل حفر أي حفرة أخري بالداخل ، وهذا أمر غير مسبوق وغير مألوف في البناء .فالمهندسون يبنون أولا ثم يأتون للشكل الخارجي ! السور الذي نصبه طويل العمر " وعميق الجيب أيضا" هو في متانة جُدر الفصل الاسرائيلي ذات الكاميرات والسلك الشائك الصاعق كهربائيا ، فهو يرتفع بعد الحائط قرابة المترين للأعلي ! الامر الآخر هو رغبة المالك في ترسيخ (اللا علاقة ) مابين المجمع وبيئته المحيطة به والجزم بضرورة غياب أي علاقة أو تداخل مابين نمطي الحياة داخل الكمباوند وجيرانه من سكان عذبة السكن العشوائي ...يريدهم كرتي حيث هم فقط ، لايراهم ، بما يمثلونه من حزام بؤس وفقر ومرض ..فشطب علي حالة الجوار وألغاها ....نهائيا !!
ونتساءل : لماذا الحرص علي الاسراع في البناء وإكمال المشروع ؟
الاجابة ترقد في ثنايا التصريح التلفزيوني الذي أدلي به كرتي لتلفزيون "سكاي نيوز " . ففي عز قعقعة السلاح والدخان المتصاعد ، طلب من شعب السودان مهلة للبرنامج الثلاثي حتي يثمر ، وقصد بمهلة ، وقتا له ولغيره من لصوص الانقاذ لنهب المزيد !
تصريحه جاء في ذات اليوم الذي كان فيه رصاص الجنجويد ينتاش أطفالنا في الشوارع ( الأحد 29 سبتمبر) وجثامين الابرياء تزف جماعيا للمقابر، ثلاجات الموتي في المشافي بالعاصمة تعجز عن مواكبة الطلب . في ذلك اليوم الشاخص ، كان الوزير/ المقاول كرتي يدافع عبر قناة سكاي نيوز التلفزيونية عن قرار الحكومة رفع الدعم عن المحروقات والسلع الأساسية .
وبكذب صراح هدفه التسويق لتهدئة الشارع ، قال نصا (هذا الإجراء مؤقت...أدعو السودانيين لتفهم هذا القرار ..فقد جاء منعا من انهيار اقتصاد بلادهم) ولم ينس الإنتقاص من مشروعية التدافع للشارع جوعا ، فقال ان الهبة هي أعمال تخريب من مجموعات تسللت إلى هذه المظاهرات ، معيدا للذاكرة كذبه للاعلام وهو يتحدث كمنسق في تسعينيات القرن للدفاع الشعبي عندما أمر بإطلاق الرصاص علي صبية أيفاع قست عليهم حياة معسكر العيلفون والاخبار الواردة عن مخارق الادميين في الجنوب فقرروا الرجوع لبيوتهم فتعقبوهم وأصطادوهم كأسماك "الويلز" في عرض النهر ! بيد أن الامانة تقتضي الإقرار بأنه في الكذب لم يتفرد عن غيره في العصابة فلم يكن إستثناءا . فقد سبقه نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الدموي لنفض اليد عما يجري من قتل وإرهاب ، فقال نافع (هناك "مندسين هم من يقتلون المحتجين) فتسبب هذا التصريح في طرده من بيت عزاء الطبيب الشهيد صلاح السنهوري في بري .
لحسرتنا ، كل الذي خرجتم لرفضه لايزال ماثلا ..متلازمة دولة الفشل ربع القرنية لا تزال تمط لسانها في وجه كرامتنا ، غير آبهة أو هيّابة وتستفزنا بتحدٍ فاحش : جوع ، فساد ، قمع ، ظلم ، محسوبية ، إذلال وغلاء لولبي الصعود.
لا يزال لص كافوري علي لصوصيته بل وزادت سطوة آله وإخوته وبطانته ... لا يزال يحكمنا بل وحتي قبل 5 أسابيع ، كان يحكمنا بنصف مشية إذ أستبدل طاقية ركبته وأهدي نفسه سيارة (مايباخ) التي تعتبر من أغلي السيارات في العالم ، وبالامس بشرونا بقصر جمهوري (لا نعرف عنه ولو مكانه وموقعه ناهيك عن ميزانية البناء وعلي من أُرسي العطاء ) .
نعلم أن ماسوف نعرضه عليك من تردي خالنا ، سيصيبك بالحزن . نحن لا نريد حزنا بل تريد غضبا عارما!
، ليت الغضب الذي أخرجك للشارع مزمجرا ورافضا يكون من نصيب غالبية هذا الشعب ممن يمشون بيينا لكنهم ، واقعا ، يرقدون معكم كأموات . منذ رحيلكم العجول ظل السؤال الجماهيري هو ، ما قيمة الحياة إن غدا مرتبك لا يغطي يومك الثاني من الشهر أو أن إبنك الصغير حفظ أهل الديون وبدأ يتسلي بترجيج مايقولون ويسألك عن سر تهربك منهم ( بابا إنت خايف منهم ؟)
نشرة إقتصادية :جحيم الواقع وخيبة إنتظار الاصلاح ..... !
هل تذكر يوم أن رفع عنا الاسد النتر الدعم وضاعف الاسعار ؟
صدقت ،أعني سبب خروجك وأغتيالك بدم بارد في الشارع ....
طلب منا الصبر ...حسنا ، أجبرنا الخوف علي الصبر بعد أن قُتِلت أنت ! تفضل الارقام أيها الشهيد لتعرف كذبة الانتظار بعد عام كامل : ليتنا متنا معك !
التضخم : في أغسطس 2014 أصدر الجهاز المركزي للإحصاء بياناته وقال ان معدلات التضخم ( وتعني الزيادة المئوية في أسعار السلع والخدمات ) بلغت 46.4%، أعلي مما كانت عليه عند إستشهادك !
الأرقام لاتكذب إلا عندما تخرج من فم كاذب يدلسها ويقسمها ويجمعها للتشويش ! فيوم الأحد(21 سبتمبر) نطق لص الذهب والبترول ، وزير المالية بدر الدين محمود،فماذا قال ؟ لم يشئ أن يذكر شهر مايو ويونيو الماضيين عندما كانت معدلات التضخم أقل ( 42% في مايو ثم إرتفعت الي 45.3%في يونيو ) بل ببهلوانيات الفاشل قفز في الهواء قائلا (لولا تطبيق البرنامج الثلاثي لارتفع معدل التضخم إلى 156%) !!! وسمي النجاح فشل قائلا (البرنامج الخماسي يأتي تعزيزاً لنجاح البرنامج الثلاثي الذي تنتهي فترته العام الجاري)!
الوضع الصحي والهجرة :
بحسب نشرة للمجلس القومي للسكان فان 80% من الكوادر في القطاع الصحي غادروا البلاد وضمن هؤلاء حملة شهادات التعليم فوق الجامعي ويقول راديو دبانقا (10 ديسمبر2013)بناء علي معطيات مسح أجراه ، ان فردا من كل 3 من خملة الدكتوراة يتمني العمل . ونقلت صحيفة سودانتربيون في تقرير لها (يونيو2013) أن 54% من العمال المهرة والعمالة المدربة يرغبون في الهجرة أما وكالة رويترز فذكرت في تقرير لها يوم 15 مايو 2013 ( غادر اكثر من 6 ألف طبيب للسعودية في الفترة مابين 2009-2012
أما وكالة الانباء الفرنسية فقد نسبت للدكتور الشيخ بدر ، نائب المدير العام للموارد البشرية قوله في 7مارس 2013 في معرض حديثه عن هجرة الممرضات والكوادر الصحية ( وجود تدفقات ضخمة من المهاجرين في الحقل الطبي أصبح يشكل هاجسا حقيقيا لوزارة الصحة) .تدني الأجور ليس وحدها المسببة لهذه الهجرة ، (فاذا انعدم الدواء واذا ماكانت مهنتك وتدبك كطبيب ولا تجد معينات وأدوات العمل فان البقاء يصيح غير محفزا ) كما قال .
أن سألت عن أهم الأخبار التي جرت للنخبة منذ أن غبت ، فأسمح أن أجملها في نقاط سريعة:
عبدالرحمن الصادق لايزال يهنأ ب(الدور وضده) فلاتغرنك تلك الصورة (الملكية ) له ولوالده وأخواته علي صهوة جواد بالجزيرة أبا . كلن كأبي زيد الهلالي أو (المعتصم ) ينتظر نداء أستغاثة فينطلق ! هذه المرة أقعده العقوق السياسي عن التحرك ، رموا بالاب خريج أكسفورد ورئيس وزراء البلاد لثلاثة مرات في السجن ،(بدون مجمجة)إرضاءا لراعي الابل حميدتي خوفا منه ، وأطلقوا سراحه بإذلال بعد أن أعتذر وتعهد بألا يتهم حميدتي بما فيه من ترويع للآمنين وحرق للديار ! أما الدكتورة مريم شقيقة الفارس عبدالرحمن فقد تركها تفترش حصيرة السجن أرضا مع ستات العرقي من سجينات سجن امدرمان !
لاتزال العصابة علي نهبها للبلد وتشليحها من كل شئ . تسلينا بقصص في (الآكشن) العقاري في مايو الماضي. شكرا لنزوة طارئة أحسها خال رئاسة جمهوية السودان الغاضب الطيب مصطفي فترجمها الي فورة من حرب الملفات مختارا تسجيلات الاراضي بولاية الخرطوم .رفع (دلوع ) أل كافوري الستر عن رجال يحبهم إبن أخته فسيّدهم . أولهم مولانا عصام عبدالقادر الزين مدير الأراضي الأسبق ووكيل وزارة العدل الحالي وقدموا له كشفا بالاراضي المتميزة التي يملكها في الخرطوم !!وتناسلت الملفات فظهر أبطال من اللصوص .من ملوك الشاشة الجدد البطل سليط اللسان أمين حسن عمر ، الذي ولاول مرة خذله حلقومه الاعلامي فتبخرت مقدارته في إزدراء الناس ، إدعاءا لمعرفة موسوعية أو تجهيلا للاخرين . فإكتشفنا دوره الإنتهازي في السطو علي أملاك الدولة وتحويلها لمنفعته الشخصية والتغطية علي إسمه بغباء ورقي يعدمه الخيال ! إنها إذن قصة مدارس "كمبيردج" البريطانية التي حوّل مبناها الراهن في الملازمين من ملكية حكومية إستأجره أيام تَنَفُذِّه في التلفزيون ، فأضاف المبني الي التلفزيون (بحجة) الاحتياج لعروض تتوافق مع "الخرطوم عاصمة الثقافة العربية" ..أنتهت الاحتفالية وسطا أمين علي المبني ، فإبتلعه! وبعد شهور أصبح ضيعة تدر ذهبيا عليه وعلي خاله والي هذا اليوم . أيضا ظهر علينا الشاب غسان (24 عاما)وهو ضابط شرطة بنجمة يتيمة علي كتفه ، مشاركا والي العاصمة المثلثة الدكتور عبدالرحمن الخضر في إبتلاع الاراضي من مكتب الوالي نفسه ! آخر ماسمعنا من رقم تم إختلاسه هو 48 ملياار ..ثم فجأة أمرُ بايقاف النشر ! مولانا عصام عبد القادر الزين مدير الأراضي الأسبق ووكيل وزارة العدل حالياً ، فجأة يردإسمه مقرونا بكمية من القطع فيأمر بغصح48 ملياار ..ثم فجأة أمرُ بايقاف النشر ! مولانا عصام عبد القادر الزين مدير الأراضي الأسبق ووكيل وزارة العدل حالياً ، فجأة يردإسمه مقرونا بكمية من القطع فيأمر بمنع النشر ويرمي كائنا من كان في الحراسة !
لايزال شبابنا مهوس بهلال مريخ ، لا يزال غلاة االمشجعين يطوفون شوارع العاصمة، (لاحظ غلاء البنزين) يعلنون فرحة نصر حتي ساعات الصباح الاولي ، يحدث هذا وفي ركن من ذات المدينة صغارا أيفاع خلدوا للنوم دون عشاء ، وأسر بلا ماء ، وشباب شارع الحوداث علي إستجدائهم حق الحقنة لمن يحتضر !
أهؤلاء مخدرون ؟ إذ غادرهم الاحساس ، ألا يرون !..
قبل 3 أشهر ، خرج علينا من يجاهر بالعصيان ..ويبصق علي الظلم ويصرخ في وجه صبية محمد عطا ، كما صدح العطبراوي " أنا لست رعديداً يُكَبِلُ خَطَوُه ثِقل الحديد". أسمعهم إبراهيم الشيخ بشموخ وعلو وعزة لاءات الاحرار :
لا ...للخنوع والإنكسار
لا...لا للخوف والتراجع
لا...لخيانة الوطن !
رجلا كان موجودا رئيسا لحزب شاب اسمه "مؤتمر المستقلين" بيد أننا أختبرنا معدنه حديثا..
لحسن حظه ، أنه نجح حيث رسب الصادق المهدي ، قال لهم لا ولن ولو أبقي في السجن 100 عام !
ولدته مدينة " النهود" ، لكنه رضع أثداء السودان قاطبة فإنتسب لها وشرّفها كإبن بار
فإنعتق من جغرافيا الميلاد وقفز حوائط الحزبية ، فغدا اليوم ملهما للامة ومعبرا عن إرادتها
(*)(*)(*)(*)(*)(*)(*)(*)(*)(*)(*)(*)
كلمة مستحقة :
لكم جميعا شكري أصدقه ، وعرفاني أجزله علي ماغمرتموني به من مشاعر نبيلة خلال فترة إستتطبابي ...متعكم الله بالعافية وحفظكم من كل شر وبلاء .
الاسبوع القادم : كيف حوّل كرتي الخارجية الي وزارة خاصة به وبأهل بيته ؟ (وثيقة) أمريكا حذرت السودان من علاقاته التسليحية مع إيران قبل ضرب مصنع اليرموك !!
مقالات الكاتب السابقة توجد بإرشيف مكتبته بالراكوبة
http://www.alrakoba.net/articles-act...cles-id-88.htm


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.