فضح الإعلام السعودي، زيف الحكومة السودانية ومحاولته الإدعاء بلقاء تم بين البشير ووزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف خلال أداء مناسك الحج، وهو لقاء لم تتطرق له الوكالة الرسمية أو حتى الإعلام الرسمي، على الرغم من أن نفس الإعلام السعودي أبرز بشكل واضح لقاء سابق للبشير مع ولي العهد السعودي في بداية زيارته. وخرج عبيدالله محمد عبيدالله وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية، ليدعي سريعا أن لقاء تم بين البشير ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ضمن لقاءات عقدها البشير مع قيادات سعودية أخرى، وهو لقاء "مخفي" وإن صدق يرجح ما سبق تأكيده من أن البشير الذي ركض قبل وصوله على أخذ الموافقة على لقاء ولي العهد، بحث معه الملف الأمني فقط والمتعلق بالجماعات الإرهابية التي يمولها السودان ويعرفها حق معرفة ويتواصل معها في أفريقيا وآسيا بحكم ارتباطه بالتنظيم الإرهابي المسمى الأخوان المسلمين. وبعد عملية التهميش التالية للقاء حاول إعلام البشير الترويج بأن البشير بحث الملفات الاقتصادية والتعاون، لكن المؤكد أن لقاء البشير مع ولي العهد السعودي كان بارزا سواء في الوكالة الرسمية أو الإعلام الرسمي السعودي، مما لا يجعل هناك أي مبرر للتعتيم على لقاء بينه ووزير الداخلية السعودي إن كان هناك أي لقاء في الأصل، أو لقاءات أخرى تصب في الجانب الرسمي. وكان واضحا بحث الملفات الأمنية بين الجانبين، لكن محاولة استغلال المناسبة لإعلان التقارب بين السعودية ونظام البشير ودعم القيادة السعودية لنظامه بات أمرا مفضوحا ويجانب الصواب، خاصة أن اللقاء الثنائي للبشير مع ولي العهد السعودي كان واضح المغزى والمعالم، بحضور رئيس الاستخبارات السعودية، بعدما حاول البشير الترويج على أنه حمامة سلام للتقارب مع الجماعات الإرهابية التي يدعمها أصوليا ولوجستيا، وآخرها الدعم للجماعات الإسلامية في ليبيا بالسلاح والرجال. فيما كان وجود البشير في لقاء منى السنوي اعتياديا وبروتوكوليا، وهو اللقاء الذي فجر المفاجأة ببروز "بنظرات الاستنكار" من البشير على كلمة خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها نيابة عنه ولي العهد، وأكدت المملكة فيها سعيها لمكافحة الإرهاب والظلم في العالم، وهو ما يعني ضمنيا أنها لا ترضى عن نظام يصفي خصومه ومعارضيه ويقتل شعبه ويعيث في الأرض فسادا. والمضحك أن المسئول السوداني بعد تهميش البشير لدى وصوله إلى المدينةالمنورة، حيث لم يلق أي ترحيب رسمي لدى وصوله من أمير المنطقة أو وكيلها بالرغم من أنهما في المنطقة خلال وصول البشير، حاول المسئول الترويج أن البشير استقبل استقبالا حارا، وهو محاولة لنفي حقيقة الأمر، لكن المسئول صدق في أن اللقاء اتسم بالشفافية الشديدة والوضوح، حيث أنه كان واضحا حجم الأزمة، والموقف السعودي الواضح من تحركات البشير والتقارب الإيراني من ناحية ودعم الجماعات الإرهابية من ناحية أخرى.