شجع السفير السوداني بالقاهرة عبد المحمود عبدالحليم، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على فرض المزيد من القيود على المعارضة السودانية، في خطوة يعتبرها المراقبون، تأكيد على أن المعارضة نجحت في الكثير من الاختراقات في صفوف النظام السوداني الذي تسلم السلطة بانقلاب في عام 1989، وأنها باتت تعري النظام أمام الشعب السوداني وشعوب وأنظمة العالم، وإلا ما تململ النظام منها، وتخوف من تحركاتها، خاصة أنها معارضة سلمية لا تملك إلا كشف الحقائق والوقائع بقوة الصوت والحقيقة، لا بالسلاح. لكن يبدو أن نظام البشير الذي عجز عن توفير أي مقومات الحياة للشعب السوداني، بات يبحث عن الطريقة الأسهل في نظره والمتمثلة في إسكات صوت المعارضة، متناسيا حالة التذمر التي تجتاح الشعب، والتي انتهت بخروجه في سبتمبر الماضي، حيث تعامل معها نظام البشير بالقتل بالرصاص الحي. وراح السفير يروج لمزيد من القيود على المعارضة السودانية في مصر، وهي خطوة اعتبرها مراقبون لن تؤتي أكلها، لأن الزيارة المرتقبة للبشير إلى مصر السبت، والتي سيلتقي خلالها الرئيس السيسي، ستتعلق بالجانب الأمني والاتهامات بتمويل الجماعات الإرهابية، وهو أمر يحاول البشير نفيه أو بالأحرى التخلص منه، للبقاء في سدة الحكم لسنوات جديدة، بعد 25 عاما من الحكم. وأشارت المصادر أن البشير حتى لو طلب تبادل المنافع في كبح جماح المعارضة، فإن الطلب حتما سيتم رفضه، أو على الأقل تجميده، لأن البشير لن يتمكن من الإيفاء بوعوده في ظل احتفاظه بالكثير من المعارضين المصريين وقادة الأخوان الهاربين، والذين أقروا بلجوئهم إلى السودان هربا من مصر خوفا من المحاكمات. وظلت المعارضة السودانية شوكة في حلق نظام البشير منذ انقلابه قبل 25 عاما، وطيلة حكم نظام مبارك، ولم يتم التضييق عليها وعلى نشاطها، خصوصا أن مصر تعد ساحة ديمقراطية يأوي إليها الكثيرون من كافة الدول دون أن يعرف عنها أنها تقيد تحركات كل من يلجأ إليها. وفيما أعلن السفير أن نظامه رحب بمنع مصر عقد اجتماع للمعارضة السودانية مؤخرا، ونقل ذلك التقدير للسلطات المصرية، لم يخف السفير رغبة حكومته في منع أي معارضة للبشير على الأراضي المصرية، زاعما أن السودان لن يكون ساحة لأي معارضة مصرية، أو ملجأ لبعض القيادات الهاربة من مصر، على حد تعبيره. والمعروف أن البشير آوى الكثير من قادة الأخوان المسلمين في أعقاب سقوط نظام محمد مرسي الأخواني في مصر، وكان بوابة للكثير منهم للوصول إلى قطر أو تركيا، فيما أبقى على البعض منهم لأخذهم شوكة في ظهر الرئيس السيسي. وسعت وسائل إعلام مصرية إلى التأكيد على أن البشير يعد داعما قويا للأخوان الهاربين، ويدعمهم بالسلاح، وهي تهمة ليست جديدة، حيث أن ليبيا أيضا أكدت أن البشير يدعم الجماعات المتطرفة ويمولها بالسلاح. وأوضح السفير عبدالمحمود أنه: "توقعات المرجفين شيء، وما يحدث على الأرض شيء آخر". وأضاف أنه لا يمكن أن تنعم بالسلام وجوارك مشتعل، لذا هناك إدراك متزايد بأن استقرار مصر من استقرار السودان، وأن استقرار السودان فيه فائدة كبيرة لمصر.