فضح وزير استثمار البشير، مصطفى عثمان إسماعيل، الفجوة التي حدثت في لقاء رئيسه البشير مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مفجرا مفاجأة بأن البشير لن يبيع قوات فجر ليبيا، مما يعني تمسك البشير بالتحالف مع القوات المناهضة للحكومات العربية، ومحاولا خداع الحكومات باستثمار هذا التقارب في المصالحات. وفي ذلة لسان قال إسماعيل في اتصال هاتفي مع الإعلامية منى سلمان، المذاع على شاشة "دريم 2"، متطرقا للمرة الأولى لما يسمى (مصالحة في ليبيا)، وتوافق بين البلدين على إجراء المصالحة، مما يدلل على أن البشير يحتفظ بعلاقاته مع قوات فجر ليبيا ويسخرها للتقارب مع الحكومة، وليس منع السلاح أو التباعد عنها. وكان الرئيس السيسي أعلن في مؤتمره الصحفي مع البشير في ختام المباحثات أنهما اتفقا على ضرورة دعم المؤسسات الشرعية في ليبيا، مما يعني الوقوف مع الحكومة الليبية ضد قوات فجر ليبيا، وهو ما يخالف اعترافات الوزير السوداني. وعلى الرغم من إدراك وزير الاستثمار السوداني، مصطفى إسماعيل، أن الإعلام المصري موجه في الفترة الأخيرة، إلا أنه تبنى لهجة مشددة لانتقاد الإعلام المصري الذي هاجم البشير قبل زيارته الأخيرة لمصر ولقاء السيسي، مطالبا بتكميم الأفواه، وبسط السيطرة عليه، من خلال ما اقترحه بوضع ما أسماه قواعد مهنية وأخلاقية تخدم مصلحة البلدين، وذلك من خلال عقد اجتماع بين الإعلاميين في مصر والسودان. وفيما يبدو أنها رسالة رسمية من نظام البشير موجهة إلى مصر، مع ختام الزيارة، وصف إسماعيل الانتقادات التي طالت البشير، من وسائل الإعلام المصرية، على أن بعضها تجاوز حدود اللياقة في التعامل مع الرئيس السوداني، وأشار أن احترام شخوص رؤساء الدول جزء من الأمانة الإعلامية. ولم يكشف إسماعيل عن أي اتفاقيات فاصلة تمت في لقاء الرئيسين، مكتفيا بالإشارة إلى أن الزيارة في إطار ترميم العلاقات بين البلدين، ووضعها في الطريق الصحيح، وأن هناك توافق كامل على كل القضايا المطروحة فيما يتعلق بتعزيز العلاقات الاقتصادية، لكن إسماعيل لم يشر من قريب أو من بعيد عن وضع أي من ذلك التوافق قيد التنفيذ خاصة أن اللقاء تم على المستوى الرئاسي وليس الوزاري، مما كان يجد ربه أن يخرج الاجتماع بدلائل على نجاح الزيارة، ما دامت المشروعات معروفة سلفا.