رشح السيد إبراهيم الميرغني الناطق بإسم الحزب الإتحادي الاصل السيد الحسن الميرغني لخلافة والده على رئاسة الحزب .. مقترح مبني على إفتراض أن الإتحادي الديمقراطى حزب ملكى تتوارث اسرة واحدة رئاسته .. جاء التصريح ضمن حلقات في جريدة (التيار) بذل فيها جهد مقدر حول مستقبل المراغنة . لكن ألاحظ ورود معلومات منقوصة تقود بطبيعتها لنتائج غير صحيحة . الحزب الإتحادي حزب مستنير , القيادة فيه متاحة لكل عضو بغض النظر عن إنتمائه الاسري أو القبلي أو الجهوى أو الديني . و قد إكتسب الحزب بهذه الخاصية ميزة جعلته أكثر تقدماً على صنوه التاريخي , و برزت منه قيادات فذة مثل الأزهرى و زروق و الشريف و حسن عوض الله و المرضي و أبو حسبو الذين لا تربطهم قرابة أو طائفة .. و تعد إنتكاسة خطيرة إذا توارى المستنيرون في الحزب لتحتكر اسرة قيادته . فإذا تمكن السيد محمد عثمان من الوصول لقيادة الحزب من بوابة حقه في القيادة شأنه شأن أى عضو آخر , فهذا لا يتعارض مع مبادئ الحزب .. لكن يجب وجوباً ألا يفهم أن وصول (السيد) هو بداية تطييف الحزب , و إلا يكون كل نضال الرواد قد ضاع سدى , و هم الذين أفشلوا محاولة السيد على الميرغني نفسه لإضعاف تيار الإستنارة حين إنفصل بحزبه الشعب الديمقراطي ظناً منه أن الحزب الوطني الإتحادي يستمد قوته من جماهير طائفته , فجاءت الإنتخابات لتثبت خطأ حساباته . المعلومة التي تحتاج لتدقيق أكثر هى أن السيد على الميرغني دون بقية المراغنة هو المهتم بالسياسة و هو من برز في ميدانها .. و لم يهتم بقية المراغنة بالسياسة , لذا فإن أى حديث أو بحث عن دور المراغنة بالسياسة تعني بيت السيد على .. الحقائق التاريخية تؤكد ذلك , و يكفينى من التاريخ القريب الإشارة إلى البيان الذي أصدرته أسرة الأستاذ إبراهيم الميرغنى و نفت فيه بشدة إنتماءها للحزب الإتحادى فكرياً او تنظيمياً , و أن إنتماء إبراهيم شأن يخصه شجصياً و هو حر في إختيار إنتمائه . . جاء ذلك رداً على الأستاذ على السيد حين زعم في معرض خلافه مع الناطق بإسم الحزب أن مراغنة شمبات أهل إبراهيم الميرغني يريدون السيطرة على الحزب .. و عليه فإن الدور السياسي للمراغنة محصور تاريخياً في بيت السيد على . و يعرف أنه قد خلّف إبنين هما السيد محمد عثمان و السيد أحمد عليه رحمة الله و بذا يكون أى دور مستقبلي محتمل محصور في أبناء السيد محمد عثمان , فهل أظهر أى منهم براعة و كفاءة و تفاعلاً جماهيرياً يؤهله ل (ينافس) على قيادة حزب قد يحكم السودان بكل مشاكله المستعصية ؟ اقول (ينافس) كحق ديمقراطى . أما (يرث) فهذه لا تتماشى مع مبادئ هذا الحزب . آخر لحظة [email protected]