في البداية، قبل الدخول للكتابة عن حادثة الاغتصابات الجماعية التي وقعت في بلدة (تابت) وتبعد 65 كيلو متر جنوب غرب الفاشر شمال دارفور-، في يوم الجمعة الاول من نوفمبر الحالي، وشملت نحو 200 امرأة وفتاة. وقام النقيب اسماعيل حامد قائد حامية (تابت) الاعتراف صراحة بوقوعها، وان قواته قد قاموا بحملة اغتصاب جماعى ضد سكان قرية (تابت) -65 كيلو متر جنوب غرب الفاشر-، الى جانب ضرب واهانة واذلال سكان القرية.... 1- ***- اود هنا، ان ارجع بكم (لاجل المقارنة بين حالات الاغتصابات التي تقع في السودان من وجهة نظر النظام)، الي حادثة الاغتصاب الشهيرة ،التي وقعت في مدينة امدرمان في أحد أيام عيد الفطر المبارك (أغسطس من العام 2013)، حيث تم استدراج فتاة إثيوبية الجنسية إلى منزل خالي من السكان في أحد أحياء مدينة أمدرمان ، وتم إغتصابها بوحشية من قبل 6 إلى7 من الشباب السودانيين. وقام أحد المغتصبين بتصوير فيديو لجريمة الاغتصاب بواسطة تلفون محمول وقام بنشره من خلال برنامج (الواتس أب)، ومن ثم تداولته مواقع التواصل الإجتماعي!!!. نتيجة لذلك الفيديو ألقت الشرطة القبض على 6 من المتهمين في 15 يناير، ايضآ على الفتاة في 17 يناير الماضي. وفقاً لتصريحات أحد محامي الدفاع بعد زيارتهم للفتاة ضحية الإغتصاب في حراسة الشرطة للتأكد من الحقائق، ذكر أن الفتاة الضحية تبلغ من العمر 18 عاما وهي متزوجة، وقد كانت حُبلى في شهرها الثالت عند وقوع جريمة الإغتصاب. 2- ***- عندما وقعت حادثة الاغتصاب، -قبل الكشف عن مرتكبيها في مدينة امدرمان-، انشغلت بها الحكومة اهتمامآ كبيرآ!! ***- ونشطت وزارة الداخلية في مطاردة الجناة ، ولم يهدأ بال المسؤولين فيها الا بعد اعتقالهم!!.. ***- ما كانت هناك صحيفة محلية وقتها الا وكتبت عن الحادثة باستفاضة واسعة!!...ولم تتم مصادرة اي اعداد نشرت بالتفاصيل الكاملة موضوع الاغتصاب!! ***- اهتمت وزارة الصحة ايضآ بالحادثة، وربطته بتفشي مرض الايدز الذي انتشر وسط الشباب، وتخوفت الوزارة ان تكون الفتاة الاثيوبية مصابة بهذا لمرض اللعين!! ***- ولما كانت سفارة اثيوبيا في الخرطوم قد ازعجها حادثة اغتصاب احد رعاياها، كان لزامآ علي وزارة الخارجية ان تبادر بدورها وتبدي الاهتمام الشديد (اكثر من اهتمامها بضحايا مجزرة ميدان مصطفي محمود في القاهرة)!! 3- ***- جاءت الاخبار قبل يومين تفيد، افراد حامية تابت العسكرية قاموا مساء الجمعة الماضي بحملة اغتصاب جماعى بقرية ( تابت ) طالت اكثر من (200) امرأة ، من بينهن ( 8 ) تلميذت بمرحلة الاساس، و( 72) قاصرة ، و( 105 ) فتاة غير متزوجة. وان النقيب اسماعيل حامد جاء صباح أول امس الاثنين مع قوة تستقل عربتين عليها دوشكا برفقته ملازم اول ، واقر امام جمع من سكان القرية بارتكاب قواته خطأ ضد سكان القرية ، وانه يقدم اعتذارا عما حدث ، واضاف، وانه قد طلب من الاهالى تسجيل اسماء المغتصبات والجرحى والمصابين وذلك من اجل ارسالهم للعلاج فى مستشفى الفاشر العسكرى ، وكشف احد مشائخ القرية رفض الاهالى اعتذار قائد الحامية، وطالبوا باصرار شديد اجراء تحقيق مستقل وتقديم المتورطين فى الاحداث للعدالة. 4- ***- رفضت الحكومة الادلاء باي تصريح سواء كان بالنفي او بوقوع الاغتصابات في (تابت)!!...وسكت الناطق الرسمي للدولة عن التعليق!! 5- ***- مازالت وزارة الدفاع في حالة صمت مريب!!..وسكت ناطقها الرسمي، الذي تعودنا علي طلته كلما وقع حادث عسكري!! 6- ***- ماذا دهاها وزارة الاعلام؟!! ولماذا صمت وزيرها عن التعليق حول حادثة اغتصاب نحو 200 امرأة وفتاة؟!! 7- ***- نعرف سلفآ ان الصحف المحلية ممنوعة من نشر وبث اي اخبار تتعلق بالعمليات العسكرية..الاغتصابات..الحرائق..القصف العشوائي والمركز.. التصفيات الجسدية والقتل، وان الصحفي الذي يتجرأ ويكتب في (الممنوعات) يكون مصيره الاعتقال...قطع العيش..وحلق الرأس!! 8- ***- نواب المجلس الوطني، لا وقت عندهم الأن لمناقشة موضوع الاغتصابات، انهم منهمكون في تعديل و(ترقيع) الدستور لصالح ولي نعمتهم!! 9- ***- لا احد ينتظر ان يقوم الامانة العامة لمجلس الوزراء بتقديم بيان او تصريح ول ماوقع في (تابت)!!..ولا ان يسعي وفد منها السفر الي المنطقة لمعاينة الاحوال هناك بعيدآ عن التقارير الرسمية!! 10- ***- وزارة الشؤون الدينية والاوقاف، هي وزارة تطبق القول المعروف: (لا اري..لا اسمع..لا اتكلم) خصوصآ عندما يتعلق الامر موضوع اغتصابات العسكر لحرائر البلد!! 11- ***- لا نعرف حتي الان رأي هيئة (علماء السودان)؟!!..ولكن نستغرب ان قاموا باصدار (فتوي!!!)، وان اغتصاب نساء (تابت) حلال شرعآ!! 12- ***- ايضآ، لن نستغرب ان قام الحزب الحاكم ونفي وقوع اغتصابات من قبل جنود القوات المسلحة، واكد في بيان له، ان الذين قاموا بهذه بالاغتصابات، هم قوات (الجبهة الثورية)!! 13 ***- تعرضت وزارة الخارجية لموقف محرج بعد خروج موضوع الاغتصابات للعلن، واعتراف ضابط عسكري كبير بوقوعها...رغم ذلك لزمت الوزارة الصمت!!..ولا يعرف مندوب النظام الدائم في الاممالمتحدة ماذا يفعل تجاه الفضيحة التي وصلت للمنظمة الدولية؟!! 14- ***- اما عن السيدة فاتو بنسودة رئيسة محكمة الجنايات الدولية، فلا اعتقد ان حادثة الاغتصابات ستتركها تمر مرو الكرام دون التنديد بها، واضافتها في ملفات عمر البشير، عبدالرحيم حسين، علي هارون!!.. ولا نعرف، ان كان........النقيب اسماعيل حامد قائد حامية (تابت) قد ادرج ضمن المطلوبين القبض عليهم بتهمة الاغتصابات، والسماح لقواته بارتكابها!! بكري الصائغ [email protected]