تجمد التفاوض بين الحكومة السودانية ووفدي حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان في انتظار مبادرة من الوساطة الأفريقية لعقد اجتماع لتقريب وجهات النظر المتباعدة بين أطراف التفاوض التي لم تتوصل حتى الآن لاتفاق بشأن أجندة التفاوض. وأفاد موفد "الشروق" لمقر المفاوضات بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أن الوساطة من المرجح أن تعقد اجتماعاً خلال الساعات القادمة لردم هوة الاختلاف العميقة بين الجانبين، حيث يصر الوفد الحكومي على مناقشة وقف إطلاق النار، وتمترست الحركات خلف مطالبتها بإعادة فتح اتفاقية الدوحة. وجدَّد رئيس الوفد الحكومي د. أمين حسن عمر التأكيد بأن تمسك السودان باتفاقية الدوحة ينبع من عدد من الأسباب، أقلها أن عدم الالتزام باتفاقيات وقعها السودان في الماضي مع شركائه في العملية السلمية يعني أنه لن يلتزم باتفاقات مستقبلية يوقعها مع شركاء قادمين. تفويض محدد وأشار أمين إلى أن الأولوية لوقف إطلاق النار، ولكن المنطق يقول إن أي وقف لإطلاق النار لابد أن يكون في إطار سياسي، ولكن الوفد الذي يجري هذه الجولة أتى بتفويض محدد، وهو الوصول لوقف لإطلاق النار. وأضاف: "إذا كانت الموضوعات والدعوة قد شملت أموراً أخرى لكان تشكيل الوفد يضم أطرافاً حتى من تلك الحركات التي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة، إذ أنهم أصحاب شأن". وأضاف "حاولنا أن نتغلب على هذه المشكلة الإجرائية، ولكن لم ننجح في التغلب عليها، ولكن أعتقد أن الروح التي خرجنا بها ستسمح لنا بالعمل سوياً لمحاولة خلق السلام". من جانبه، قال رئيس حركة التحرير السودان مني أركو مناوي، إنهم يصرون على فتح مسار جديد، وإن حركته تعتقد أن اتفاقية الدوحة لم تحل كل المشاكل، إلا أنه نفى أن يكون عدم الاتفاق على جدول الأعمال يعني نهاية المطاف للمحادثات مع الحكومة. طريق مسدود وأضاف مناوي "أنا لم أقل إننا وصلنا إلى طريق مسدود ولكن الخلاف في الأجندة كان خلافاً كبيراً جداً، هم يعتقدون أن اتفاقية الدوحة حلت كل المشاكل، ونحن نرى أن الدوحة لم تحل كل المشاكل، ولابد أن نبدأ باتفاق مبادئ". بدوره، قال رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم إنهم أتوا للمفاوضات لطرح مبادئ عامة تنتقل إلى خارطة طريق أو اتفاق طارئ بترتيب زمني محدد، ولكن ظهر أن هنالك مساحة في الفهم بينهم وبين وفد الحكومة حول دعوة الوساطة الإفريقية، حسب قوله. وأضاف "ننتظر مقدرة الوساطة في تقريب الشقة مع وفد الحكومة، ونحن لم ننسحب وإن قرار رفع الجلسة ملك للوساطة الأفريقية". وأعرب عن تفاؤله بإمكانية تجاوز الصعوبات والعقبات والوصول لاتفاق سلام.