نقل جهاز أمن البشير، فاروق ابوعيسى رئيس قوى الاجماع الوطني، وأمين مكي مدني رئيس كنفدرالية المجتمع المدني، الى سجن كوبر الاتحادي، دون مراعاة لتقدمهما في السن، وعلى الرغم من تدهور صحة كليهما في الايام الفائنة جراء الاعتقال. وتأتي خطوة ايداع ابو عيسى ومكي مدني في سجن كوبر بعد ان امضيا في معتقلات الجهاز سيئة السمعة، نحو خمسة عشر يوما متصلة دون تقديمهم لمحاكمة او توجيه اي تهمة لهم. وحرما خلال من ملاقاة ذوييهم. وابلغ متحدث باسم اسرة فاروق أبوعيسى (الراكوبة) انهم علموا بنقل كل من الدكتور أمين مكي مدني والاستاذ ابوعيسى الى سجن كوبر العمومي, مشيرا الى ان الاسرتين حاولتا الاتصال بهما الا ان جهاز امن البشير رفض أي محاولة للاتصال بهما أو زيارتهما الا بعد مرور أسبوعين من اعتقالهما. لافتا الى ان محاولات الاسرتين في ادخال اي شيء باءت بالفشل، ولم يُسمح سوى بادخال بعض الادوية وبعض الملابس لهما، رغم السجل الناصع للرجلين وتاريخهما الحافل. وكانت قوة من جهاز امن البشير قوامها " 6 " عربات دفع رباعي، قد اعتقلت رئيس هيئة قوى الاجماع الوطني فاروق ابوعيسى من منزله بضاحية الرياض شرقي الخرطوم. وذلك بعد يوم واحد فقط من وصوله الى الخرطوم قادما من اديس ابابا. واعقب ذلك بساعات فقط، اعتقال الدكتور امين مكي مدني، على خلفية مهره رفقة فاروق ابوعيسى لوثيقة (نداء السودان) مع الجبهة الثورية ورئيس حزب الامة القومي الصادق المهدي. وهي الوثيقة التي اثارت حفيظة المؤتمر الوطني وجعلته يقرر فتح معسكرات الدفاع الشعبي لمناهضتها. في وقت قالت مصادر مضطلعة ل (الراكوبة) إن جهاز امن البشير يخطط الى تقديم فاروق ابو عيسى وامين مكي مدني الى محاكمة جنائية, على الرغم من انهما لم يحملا سلاحا ولم يحرضا أحدا على القتال، وان كل جرمهما انهما وقعا على (نداء السودان). الاول باعتباره رئيس قوى الاجماع الوطني، والثاني باعتباره رئيس كونفدرالية منظمات المجتمع المدني وكلاهما يناديان باسقاط النظام سلميا. وسبق ان اعتقل جهاز امن البشير الاستاذ فاروق ابوعيسى لمرات كثيرة، قبل ان ياتي ويطلق سراحه في كل مرة دون ان يقدمه لمحاكمة. واشارت المصادر الى ان فاروق ابوعيسى هو نجم ليلة المتاريس التي أطاحت بنظام الفريق ابراهيم عبود في 21 أكتوبر 1964 وحينها كان يتولى منصب السكرتير العام لنقابة المحامين التي تولى رئاستها الراحل عابدين اسماعيل . أما الدكتور أمين مكي مدني فهو أحد قادة التجمع الذي بنظام الديكتاتور جعفر نميري حيث مثل وقتها نقابة المحامين السودانيين ولعب دورا كبيرا ومؤثرا في تجميع الاحزاب والنقابات, وبعد ذلك تولى حقيبة وزارة الاشغال, وعقب انقلاب 30 يونيو المشئوم ساهم بدور كبير في كل اعمال التجمع الوطني الديمقراطي وهوأحد المؤسسين للمنظمة السودانيه لحقوق الانسان.