كشفت مصادر دبلوماسية من داخل الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا "إيقاد" عن مقترح لنشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة من أجل إنشاء قوات عازلة بين أطراف الصراع بجمهورية جنوب السودان خلال الفترة الانتقالية حال التوصل لاتفاق سلام، في وقت رفضت فيه حكومة جوبا نشر القوات دولية وإقليمية، واعتبرته انتقاصاً لسيادة الدولة وتجاوزاً للتفويض الممنوح لها، وقالت المعارضة السلمية إن من حق الإيقاد والمجتمع الدولي التدخل إذا كان هناك تهديد للسلم والأمن. وقال مصدر من الوساطة الأفريقية بين أطراف الصراع فضل حجب اسمه: نحن نبحث نشر قوات حفظ سلام في دولة الجنوب منعاً لأي احتكاكات قد تحدث في المستقبل، وقال المصدر ل(الجريدة) إن الحرب خلفت مرارات كبيرة من الصعب تجاوزها، لذلك ندرس مقترح إنشاء منطقة عازلة بين الأطراف وأضاف المصدر إن عملية نشر قوات لعزل قوات سلفاكير عن رياك مشار أمر مهم وضروري. ومن جهة أخرى قال وزير رئاسة مجلس الوزراء السابق ونائب رئيس المعارضة السلمية دينق ألور ل(الجريدة) من حق المجتمع الدولي والهيئة الحكومية للتنمية "إيقاد" نشر قوات والتدخل حال وجود مهدد للأمن والأسلم الأفريقي والدولي، واعتبر وجود قوات عازلة ضروري من أجل حماية المواطنين والاتفاق. ومن جهة أخرى اعتبرت حكومة جوبا نشر قوات لمنع تجدد الاشتباكات بين أطراف الصراع يقع ضمن اختصاصاتها وليس اختصاص الاتحاد الأفريقي أو مجلس الأمن الدولي، ورفض وزير الخارجية بدولة الجنوب وعضو وفدها المفاوض بشير بندي نشر قوات دولية داخل أراضي الجنوب واعتبر الأمر انتقاصاً لسيادة الدولة وأضاف أن حفظ الأمن داخل الدولة يقع على عاتق الحكومة والحكومة مفوضة من أجل حماية جميع المواطنين، وقال بندي ل(الجريدة) إن عملية نشر قوات داخل الجنوب يأتي ضمن رؤية مجلس الأمن الدولي الذي سبق أن منح تفويضاً للقوات الدولية بمراقبة اتفاقية السلام الشامل منذ عام 2005، وزاد: إذا رأى مجلس الأمن أن هناك احتكاكات أو احتمال نشوب حرب لا يمكن السيطرة عليها محلياً وتهدد السلام العالمي، فإنه سيتدخل تحت البند السابع مشيراً إلى أن حكومة جوبا قادرة على إحكام سيطرتها، وتوقع بندي أن يتم إحلال سلام دائم يرضي جميع الأطراف. الجريدة