بخطى ثابتة طرق المرة تلو الأخرى بوابات النجاح والتألق.. حمل ريشته وجاب أنحاء العالم، فنشرت أعماله كبريات الصحف الأوروبية وأفردت له مساحات واسعة في صفحاتها وما زالت تحتفي بأعماله.. برع في تصوير الأحداث بحسب نظرته كفنان، وترك بصمته الواضحة في الحقل.. تجمع أعماله بين الطرافة والألمعية في التقاط زوايا المعالجة والرسم والنقد، يعالج عبر ريشته الكثير من القضايا الإنسانية ومشاكل المجتمع المستعصية في قالب فني يغلب عليه الإبداع. (1) إنه الفنان التشكيلي والكاركاريست الراحل العالمي عبد العظيم بيرم الذي ولد في العام 1958، وعمل في الصحافة مبكراً وهو في سن (13) عاماً.. وتتلمذ على يد فنانين معروفين من بينهم شرحبيل أحمد، عمل في عدة صحف عربية منها الخليج، البيان، الاتحاد، عكاظ والشرق الأوسط وأخيراً (الديلي ميرور) البريطانية.. عندما دشن مشواره في الرسم كانت ببعض المحاولات على صفحات مجلة الإذاعة والتلفزيون بفكرة تقوم على خط واحد وبعض خطوط كانت تخاطب الطفل؛ ووقتها تأثر وتتلمذ على يد من قادوا الركب آنذاك علي عبد الله والنجاشي وأسماء أخرى.. كانت الأعمال تنشر في مجلة (الصبيان)، توفي بيرم صباح 14 سبتمبر 2014 في لندن التي كان يقيم فيها بصفة دائمة بعد معاناة وصراع طويل مع مرض الفشل الكلوي. (2) كان يرسم لوحات زيتية وعمره ثلاث عشرة سنة، فرسم الرؤساء والملوك الذين كانوا يزورون السودان في عهد الأزهري، وظلت اللوحات تقدم للملوك والرؤساء في مناسبات وداعهم؛ وصفته الأجهزة الإعلامية بالطفل المعجزة. (3) عبد العظيم بيرم ظاهرة فنية فريدة لخصتها رحلته الفنية الإبداعية الطويلة التي شهدت العديد من التجارب والنجاحات المبهرة والمريرة.. لكن بصموده وعزيمته شق طريقه وسط الأهوال لم يستسلم، بيرم فنان مطبوع وصاحب مدرسة لها مريدوها، ويعد واحدا من مؤسسي فن الكاركاتير الحديث في السودان.. وقد تعدى اسمه حدود وطنه ليغطي مساحة كبيرة من الوطن العربي لاسيما في الخليج. حيث طاف بريشته المبدعة ومدرسته الإخراجية المتميزة كافة الإصدارات السودانية من صحف ومجلات، فضلا عن إسهاماته في العديد من صحف الدول العربية. اليوم التالي