شعيب: الحقيقة لن يرضى بصدقات الوطني في الداوئر مصطفى: الدستور صنم عجوة يأكل منه الوطني حين يجوع يبدو أن الساحة السياسية موعودة بحراك سياسي كبير في الأيام القادمة على خلفية إعلان الحكومة قيام الانتخابات في مواعيدها، الأمر الذي جعل القوى السياسية تتباين في مواقفها، ما بين مؤيد ورافض لقيام الانتخابات، ففي الوقت الذي رفضت فيه الأحزاب الموافقة على الدخول في الحوار الوطني مع الحكومة قيام الانتخابات، وطالبت بتنفيذ خارطة الطريق المتفق عليها في آلية ال7+7، التي تنص على إطلاق الحريات أولاً، وقيام انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها آلية محايدة، وافق حزبان من الآلية على الدخول في الانتخابات. الحقيقة يبرر وبرر رئيس حزب الحقيقة الفيدرالي فضل السيد شعيب الحزب الموافق على الانتخابات موقف حزبه الداعم لقيام الانتخابات في مواعيدها، وطرح عدة أسباب، قال: إنها دفعتهم إلى الموافقة رغم إقراراه بأفضلية قيامها وفقاً للخطة التي رسمتها خارطة الطريق من بينها أن البلاد تمر بظروف عصيبة، وحروب في جنوب كردفان، والنيل الأزرق، ودارفور، علاوة على خيارهم السلمي لتغيير النظام الحاكم، يحتم عليهم قبول انتخابات منقوصة لترسيخ العملية الديمقراطية في البلاد، ونفى شعيب أن يكون للمؤتمر الوطني دوراً في اتخاذ قراراهم بالموافقة، وقال: إنهم حزب مستقل بذاته، وأن القرار تم اتخاذه من داخل المكتب القيادي بالإجماع، وراهن على جماهير الحزب في اكتساب الداوائر، والدفع بنوابهم في البرلمان، دون الالتفات لصدقات المؤتمر الوطني، التي دفع بها إلى بعض الأحزاب المشاركة في الانتخابات، في وقت حذر فيه شعيب من صدامات محتملة قد تحدث بين القوى السياسية الرافضة والمؤيدة أثناء الحملة الانتخابية. دموع الطيب مصطفى ويبدو أن الطيب مصطفى- الذي يذرف كل صباح زفرات حرى عبر مداد قلمه- لم يقوَ على تحمل ما آل إليه أمر البلاد فغالبته (الغُصة)، وذرف دموعاً بعد أن أطلق عبارة دارجية وجهها لقيادات المؤتمر الوطني (اتقوا الله في البلد دي)، فقبل تلك الحادثة كان مصطفى يتحدث- بحسرة- عن التعديلات الدستورية، ويصفها بأنها أخطر انقلاب دستوري في تأريخ السودان، وحمَّل المؤتمر الوطني- خلال حديثه في منبر اتحاد طلاب ولاية الخرطوم تحت عنوان (الانتخابات.. حتمية الاستحقاق ودعوات المقاطعة)- حمّل الوطني مسؤولية ما يحدث في البلاد، وسخر من عنوان المنبر، معلقاً على الحتمية، متسائلاً عمّن قال لكم: إن الانتخابات حتمية، واستحقاق دستوري، وقال: يبدو أن الدستور عند البعض أصبح كصنم العجوة، الذي يأكل منه المؤتمر الوطني حين يجوع، مبرراً قوله بأن الوطني أقدم عبر برلمانه على خطوة التعديلات الدستورية فيما يريد أن يعدل من تعيين الولاة، وتحويل جهاز الأمن الوطني إلى قوة نظامية، وغض الطرف عن تعديل النص الخاص بقيام الانتخابات؛ حيث كان يمكن للوطني أن يجري تعديلاً على هذا النص أيضاً ضمن النصوص الأخرى، لكن الوطني أغفل ذلك لأنه لا يريد إجراء التعديلات بل يريد أن يحدث انقلاباً دستورياً. هجمة مرتدة لكن فضل السيد شعيب بدا متفائلاً بقيام انتخابات حقيقية في البلاد، وقال- في معرض حديثه في المنبر: إن المفوض بالمفوضية كشف له عن عدم وجود أي قوة نظامية في الانتخابات القادمة داخل مراكز الاقتراع؛ ما يؤكد أن المؤتمر الوطني لا ينوي تزوير الانتخابات؛ لأن الوطني- دائماً- ما يُتهم بتزويرها عبر القوات النظامية، وشدد شعيب على أن مناديبه سيحرسون صناديق الاقتراع، ولن يسمحوا بتكرار سنياريوهات 2010، بيد أن الطيب مصطفى رد قول شعيباً عليه، ودافع عن موقف المقاطعين، وقال: إن المفوضية- نفسها- معينة من الحزب الحاكم، فكيف تضمن القوى السياسية المشاركة نزاهة انتخابات لم تكن جزءاً من تكوين مفوضيتها، ولا تعديل قانونها ولم يدفع الوطني استحقاقها من إتاحة الحريات، ووقف الاعتقالات- التي ما زالت مستمرة؟، مبدياً تمسكهم بالمضي قدماً في الحوار الوطني، مطالباً الوطني بالانحياز إلى متطلبات خيار الحوار، ودفع استحقاقاته، حتى يغري من يحملون السلاح بالانضمام، والرافضين بالانحياز للحوار الوطني. التيار