ماذا قالت قيادة "الفرقة ال3 مشاة" – شندي بعد حادثة المسيرات؟    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    المريخ يتدرب بجدية وعبد اللطيف يركز على الجوانب البدنية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالفيديو.. حسناوات سودانيات بقيادة الفنانة "مونيكا" يقدمن فواصل من الرقص المثير خلال حفل بالقاهرة والجمهور يتغزل: (العسل اتكشح في الصالة)    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    إيران : ليس هناك أي خطط للرد على هجوم أصفهان    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    خلد للراحة الجمعة..منتخبنا يعود للتحضيرات بملعب مقر الشباب..استدعاء نجوم الهلال وبوغبا يعود بعد غياب    المدهش هبة السماء لرياضة الوطن    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء فضل برمة ناصر : حزب الأمة لم يجمد نشاطه بل التجميد أحد خياراتنا للمرحلة المقبلة
نشر في الراكوبة يوم 21 - 01 - 2015

* التعديلات الدستورية الأخيرة هي الانقلاب العسكري الثاني والسكوت عنها حرام
*حزب الأمة ليس مهدداً للأمن بل الشكوى ضده هي التهديد الحقيقي للأمن الداخلي ووحدة السودان
* على النظام أن يرد على سؤال: لماذا لم يعد السيد الصادق إلى البلاد
* كيف تجرؤ الحكومة على حل حزب الأمة وهو من الثوابت الوطنية بتاريخه ونضاله وقواعده
* الحروب لا تحل القضايا .. بل تظهرها وهي تريق الدماء وتدمر الاقتصاد وتزيد الكراهية
* (حقو ما نأخد ناس المؤتمر الوطني ديل كلهم مع بعض) فيهم الوطنيون
حوار: فاطمة غزالي
وصلت الأزمة بين حزب الأمة القومي والحزب الحاكم المؤتمر الوطني عقب توقيع الأول لإعلان باريس ونداء السودان مع الجبهة الثورية مداها إلى درجة طالب فيها جهاز الأمن مجلس الأحزاب بحل الحزب، هذا التصعيد دفع حزب الأمة للبحث عن خيارات لمواجهة المرحلة المقبلة ومنها تجميد نشاطه، وطرحت تساؤلات كثيرة في الساحة السياسية منها كيف للحزب قتل نشاطه؟ وللإجابة عن هذا السؤال وأسئلة أخرى منها ما رشح عن قيادة عبد الرحمن الصادق مبادرة للتوسط بين والده الحكومة حتى يعود الى الخرطوم.. (الجريدة) جلست إلى اللواء فضل برمة نائب رئيس الحزب والذي بدوره نفى تجميد الحزب لنشاطه السياسي وقال إن التجميد أحد خياراته المطروحة في المرحلة المقبلة، وقطع بأن مجلس الأحزاب ليس من حقه تجميد نشاط الحزب واعتبره من اختصاصات المحكمة الدستورية، وقال برمة إن حزب الأمة لا يهدد الأمن الداخلي، كما ذكرت الشكوى، بل أن شكوى الأمن المطالبة بحله هي المهدد الحقيقي للأمن الداخلي ولوحدة السودان ولإرادته، واعتبر التعديلات الدستورية الأخيرة انقلاب عسكري ثاني، وقال السكوت عنها حرام.. ونفى برمة ناصر ما يقال عن مبادرة يقودها عبدالرحمن الصادق لإنهاء الأزمة بين الأمة والوطني أو عودته للمعارضة وقال انها واحدة من تلفيقات المؤتمر الوطني وجهاز الأمن وزاد قائلاً: (دا كلو كلام كضب ساكت).. وسخر من اتهام حزب الأمة بأنه مهدد للأمن وقال: بل الشكوى ضده هي المهدد الحقيقي للأمن وتساءل برمة ناصر: كيف تجرؤ الحكومة على حل حزب الأمة وهو من الثوابت الوطنية بتاريخه ونضاله وقواعده؟ وقال: على النظام الرد على سؤال: لماذا لم يعد السيد الصادق إلى البلاد، وقطع بأن الحروب لا تحل القضايا، بل تظهرها وهي تريق الدماء وتدمير الاقتصاد وتزيد الكراهية، ووصف البشير بأنه كضابط قوات مسلحة فيه الروح الوطنية وحب السودان وقال: نرجو أن يسمع للآخرين بدلاً من الاستماع للدائرة الضيقة وأضاف قائلاً: (حقو ما نأخذ ناس المؤتمر الوطني ديل كلهم مع بعض) فيهم الوطنيون.
* لماذا سارع حزب الأمة القومي في تجميد نشاطه قبل أن يصدر مجلس الأحزاب قراراً بحله؟
مجلس الأحزاب ليس من حقه تجميد نشاط الحزب، هذا التجميد من اختصاصات المحكمة الدستورية.. ثانياً: نحن لم نجمد نشاطنا، بل هناك دعوة مرفوعة ضدنا من جهات تشير إلى أن حزب الأمة يهدد الأمن الداخلي ونحن نرى أن هذه الشكوى هي التهديد الحقيقي للأمن الداخلي.. وهي التهديد الحقيقي لوحدة السودان والتهديد الحقيقي لإرادة السودان.. وأبعاد هذه القضية هي أنهم ساعون لحل حزب الأمة ونحن لم نقل أننا نريد حل حزبنا، بل تجميد نشاط الحزب أحد خياراتنا حال سار المؤتمر الوطني بذات النهج والتكبر والمضي في الاستهداف.
* وما هي خيار تكم الأخرى؟
خياراتنا كثيرة.. الآن نحن نعمل في العلن أي العمل المفتوح وفي الضوء، وقلنا إن حل قضايا السودان إما بالجلوس في طاولة واحدة للمفاوضات أسوة بما حدث في جنوب أفريقيا أو الانتفاضة الشعبية لإسقاط المؤتمر الوطني.. وإذا مضت سياسة الاستهداف واتخذوا قراراً بحل الحزب من قبل هذه الجهات ومعهم المؤتمر الوطني فبلا شك نحن لدينا خيارات كثيرة لن نفصح عنها الآن.. والتجميد من الخيارات التي يمكن اتخاذها في الوقت المناسب.
* هل تعني أن حزب الأمة القومي ما زال يمارس نشاطه السياسي علناً؟
نعم.. ولابد أن نتخذ كل التحوطات وأبوابنا مشرعة للعمل المفتوح والجماهيري والسري إذا دعت الضرورة.
* هل العمل السري وراد؟
لا.. الآن نعمل نفس عملنا ونحن لدينا تجربة 1989م عندما حل النظام كل الأحزاب هل الأحزاب أوقفت نشاطها طبعاً لا.. وفي النهاية وصل أهل الإنقاذ إلى قناعة بأنه كل ما فعلوه إزالة اللافتات فقط، فالأحزاب كانت تمارس عملها سراً في وقت كانت فيه الحزبية رجس من عمل الشيطان وممنوع نشاط الأحزاب، إلا أن الإنقاذ عادت وقالت إن الديمقراطية هي الحل الأمثل، وغيرت مواقفها وبالتالي ما دام أن العمل السياسي ما زال في إطار القانون في ظل هامش الحريات سنواصل العمل المفتوح، أما إذا مضى النظام في مصادرة حريات الناس وإغلاق كل الأبواب فنحن مستعدون لذلك.
* يدور في الإعلام حديث يحمل الكثير من التناقضات، فهناك كلام عن أن عبدالرحمن الصادق ذهب للقاء الصادق المهدي لمعالجة الأزمة بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني، وهناك كلام عن أنه في طريقه للانضمام إلى ركب المعارضة بسبب الاستفزازات الكثيرة التي تعرض لها والده وحزبه أين تكمن الحقيقة.. ؟
كل ما يقال عن الأخ الأمير عبدالرحمن الصادق من تلفيقات المؤتمر الوطني وأجهزته الأمنية.. عبدالرحمن ذهب للقاء أبيه، أما حكاية عرضه علينا مصالحة (دا كلو كلام كضب ساكت)..
* ألم تكن بينكم وبينه اتصالات؟
نعم هناك اتصالات في الإطار الاجتماعي.
* هل تناولتم قضية الحزب في هذه الاتصالات الاجتماعية؟
لا.. ونحن رأينا أن يستقيل من منصبه.. ولكن لم يفتح معنا الموضوع.
* هل أجرى اتصالات مع الإمام؟
خليك من الاتصالات ما قالوا مشى وعندو مبادرة وهو لم يذهب للقاهرة بماذا تفسري ذلك، نرجو من الجهات التي تطلق شائعة ذهاب عبدالرحمن للقاهرة بأن تأتي بالدليل، ونريد من هذه الجهات أن لا تضلل الشعب السوداني.
* لماذا توتر العلاقة بين الحكومة وحزب الأمة القومي بعد توقيعه إعلان باريس وبلغت مداها؟
هذا التصعيد يرجعنا إلى الأحداث السابقة لأن الموضوع كله مرتبط بعلاقتنا مع الحركات المسلحة وهذه تهمة المؤتمر لحزب الأمة، ولكن السؤال الذي يتبادر للذهن هل توقيع حزب الأمة مع الحركات متعلق بحمله للسلاح مع الحركات المسلحة ومحاربة النظام أم وقعنا اتفاقات من أجل تحقيق السلام.. علاقتنا قديمة مع الحركات قبل التوقيع على باريس بدءاً من ميثاق الفجر، ونحن كشفنا عن أسباب رفضنا للفجر الجديد لأننا ضد تقرير المصير وهم تحدثوا عن الوحدة الطوعية وتعني تقرير المصير، ولم نوافق على تفكيك القوات المسلحة، وقضية الدين والدولة قلنا ترجأ والشيء الثاني هو أن أدبيات حزب الأمة تتحدث عن أبنائنا في الحركات المسلحة الذين حملوا السلاح من أجل قضايا مشروعة. ولكن نحن مختلفون معهم في وسائل الاستيلاء على السلطة بالقوة لذا قلنا لهم تعالوا نتفق على الحلول السياسية لأن الاستيلاء على السلطة بالقوة سيدمر البلد، وعلينا أن نراهن جميعاً على الحل السياسي.. وطيلة هذا الوقت ظل المؤتمر الوطني يحاور الحركات جولة وثانية وثالثة وسابعة وثامنة ولم يحدث شيء.. وفي باريس التقى السيد الصادق مع أبنائه في الحركات المسلحة ووافقوا على حل المشكلة الأساسية التي أرهقت السودان "قضية الحرب" ومعلوم أن الحركات في إعلان باريس وافقت على وقف الحرب وأبدوا حسن النية بإيقاف العدائيات لمدة شهرين ووافقوا على وحدة الوطن، ودولة المواطنة التي يعيش فيها الجميع على قدم المساواة وبدون تمييز للون والعرق والثقافة.. قطعاً ليس هناك أجمل مما ورد في إعلان باريس الذي أبدت فيه الحركات موافقتها على هذه المبادئ مع حزب الأمة في الوقت الذي فشل فيه الآخرون.. ولو كانت هناك جدية واهتمام بالشأن العام لرحب المؤتمر الوطني بالاتفاقيات وقال تعالوا ونمشي في خطوات لوقف الحرب ولكن عملوا العكس ووجهوا اتهامات بأن الاتفاق فيه أيادٍ صهيونية وأن الصادق اتفق مع حملة السلاح وقالوا من التهم ما لم يقله مالك في الخمر.. وفي تقديري الموضوع ظاهر لأي شخص أمين ووطني بأن المؤتمر الوطني يفكر في مصالحه الذاتية وليس الوطن لأنه تجاهل مشكلة أساسية وهي مشكلة الحرب ومن ثم المشكلة الاقتصادية. وما زال حزب الأمة ينتظر رداً شافياً من المؤتمر الوطني يوضح فيه أسباب رفضه لإعلان باريس ما دام يتحدث عن وقف الحرب وعدم الاستيلاء على الحكم بالقوة.. وموقف المؤتمر الوطني حقيقة أحدث توتراً وصل درجة مقاضاة حزب الأمة مع أنهم هم المفروض من نقاضيهم.
* ماذا تقول عن التهم الموجهة لإعلان باريس هل أنه صهيوني الطبخ ويريد أن يسقط به النظام من الفاشر؟
هذه مجرد تهم ليس فيها حقائق ليس صحيحاً أن السيد الصادق يريد أن يسقط النظام من الفاشر وليس صحيحاً أن الحركات المسلحة جاءت به لسمعته توطئة لإسقاط النظام وليس صحيحاً بأنه مطبوخ في مطابخ السياسة الصهيونية، بل حزب الأمة وقع إعلان باريس ونداء السودان لأنه صادق في حل قضايا البلد الأساسية ومواقفنا مع إعلان باريس هو موقف إيقاف الحرب وكذلك موقفنا من الحوار وكنا أول ناس وقفوا مع الحوار بعد زيارة رئيس الجمهورية للسيد الصادق في منزله في أغسطس 2013 واتفقوا على الدستور القومي الحكم القومي والسلام وبدأنا في الحوار وكل الشعب السوداني يعرف أن الصادق كان مع الحوار، فجأة رفعوا عليه قضية وحبسوه، يعني أن هؤلاء لا يردون الحسنة بعشرة أمثالها، بل يردون الكلمة الطيبة بالكلمة السيئة.
* هل سجن الصادق المهدي دفعه للتفكير في مخاطبة الحركات المسلحة باعتباره فقد الأمل في المؤتمر الوطني ولمس عدم جديته في الحوار؟
لا.. لا الظروف التي أدت لإعلان باريس تختلف تماماً لأنها جاءت في إطار دعوة قدمها الاتحاد الأروبي لكل القوى السياسية السودانية، والقوى السياسية المعارضة لم تلبِّ الدعوة بينما لبى حزب الأمة الدعوة، وكذلك الجبهة الثورية.. وكان الاتحاد الأوروبي قصد بهذه الدعوة مخاطبة المعارضة وقال لهم وحدوا أنفسكم ما قادرين نساعدكم وأنتم مشتتين، لذا توحدوا معارضة مدنية ومعارضة مسلحة وتوصلوا إلى كلمة سواء للحصول إلى حلول. وما كان مخططاً أن يذهب السيد الصادق، وبعد أن ذهبت الدكتورة مريم الصادق وجرى نقاش مع قيادات الجبهة وجدوا الكلام المطروح دا كلام منطقي وهو توحيد الناس من أجل إيجاد حل لقضية الوطن، والموضوع أصبح جد وعليه اتصلت مريم بالسيد الصادق، وقالت إن الجبهة الثورية مستعدة لوقف الحرب والاتحاد الأوروبي طرح السلام الشامل والحل الشامل ولذا لحق السيد الإمام هذه الحكاية لأنها فرصة لإيجاد مخرج لوقف الحرب ومخرج لقضايا الوطن وبالفعل وافقوا وقالوا في الوقت الحاضر هذا دعونا نحقق السلام وبعد نقاش استمر ليومين وافقت قيادات الجبهة الثورية والطبيعي كان موافقة الحكومة والسيد الصادق أخطرهم جميعاً وأجرى اتصالات بمصطفى عثمان إسماعيل ودكتور إبراهيم غندور ومولانا محمد عثمان ودكتور الترابي واتصلت بالحزب الشيوعي.. والمدهش كيف يكون الإمام متآمراً وهو من أخطر الجميع بهذا الإعلان.
* ما هو موقف قيادات المؤتمر الوطني حينما أجرى معهم المهدي اتصالاته بشأن إعلان باريس ؟
قالوا هذا كلام طيب، ولكن لابد أن نرجعه للمؤسسات.. وكان أكثر شخص أمين بشأن إعلان باريس هو الطيب مصطفى وقال قرأته كله ولم أجد فيه عيباً، وهذه نقطة البداية لتصاعد الأزمة مع أن إعلان باريس وهو الخطوة الأساسية لجمع الناس وقدمت عربوناً لإيقاف الحرب وعربوناً لدولة المواطنة واتصل السيد الصادق على كل الناس باعتبار أن إعلان باريس لم يكن ملكاً لحزب الأمة والجبهة الثورية، بل ملك لكل لملك الشعب السوداني، وبالتالي جاء نداء السودان لتجميع الناس وعليه اجتمعت كل القوى السياسية وجاء أمبيكي ولجنة 7+7 فعليه يبقى إعلان باريس هو الأرضية التي مهدت لاتفاق 7+7 ومهدت لنداء السودان ومهدت لاتفاق أمبيكي _ عقار _ الصادق والهدف وكان إعلان باريس الأرضية الصالحة التي مهدت الطريق لتجميع الناس لحل لقضية السودان، وصنع نداء السودان الذي رحب به الجميع لإيقاف الحرب وحل الأزمة الإنسانية، وهذا بمثابة ميثاق مكتوب لإسقاط دولة الحزب الواحد، وحقيقة لابد من إسقاط دولة الحزب الواحد إذا أردنا حل مشكلة السودان، ويجب فك الاحتكار الموجود في السلطة، والتفكيك واجب لأن السودان ليس ملكاً للمؤتمر الوطني وأي حل لقضية السودان يجعل المؤتمر الوطني موجوداً في موقعه هذا كلام غير مسؤول ولذلك يجب أن يفتح الباب لكل القوى السياسية لتشارك في حكومة انتقالية لا تعزل ولا يهيمن عليها أحد لتحقيق قومية الحكم وقومية الدستور التي توافقنا عليها مع رئيس الجمهورية في أغسطس 2013م، وهل هذا الكلام يؤدي بالناس إلى الإعدام.. وهذه الجرائم التي بسببها رفعت دعوى ضد حزب الأمة وبسبب التوقيع على نداء السودان مطالبين مجلس الأحزاب بحله مع أن الحزب لا يحله مجلس الأحزاب وليس من اختصاصاته حل الحزب، بل من اختصاصات المحكمة الدستورية، ولكن كل هذا التصعيد سببه التعديلات الدستورية الأخيرة التي حولت جهاز الأمن من جهاز للمعلومات قوى نظامية أخذت صلاحيات واسعة.. صلاحيات الأمن الداخلي وصلاحيات الأمن الاقتصادي وصلاحيات الأمن المدني.. وعليه أقول إن المشكلة الأساسية هي التعديلات الدستورية ولولا هذه التعديلات لن ينال جهاز الأمن الممارسة الدستورية وفي تقديري هم قننوا له هذه الصلاحيات بالدستور وفي الماضي نعلم أن جهاز الأمن يمارس كل هذه الأشياء، ولكن بالتعديلات سمحوا له أن يرفع الدعوى تحت مسمى الأمن الداخلي.. نحن أي حزب الأمة لا نهدد الأمن الداخلي، بل نحمي الأمن الداخلي وهم الذين يهددون الأمن الداخلي.. والشاهد أننا نحاول جمع الناس لحل القضايا وهم يتبعون مسلك تمزيق الناس الذي يهدد الأمن الداخلي..
* هل تقصد أن حزب الأمة القومي دفع فاتورة التعديلات الدستورية؟
نعم دفع فاتورة التعديلات لذا نعتبر التعديلات الدستورية الأخيرة هي الانقلاب العسكري الثاني وهو الانقلاب على حرية الناس وانقلاب على الديمقراطية والانقلاب على إرادة الإنسان السوداني.. وفي الوقت الذي تدعو فيه الحكومة للانتخابات وتدعو فيه للتعددية والوصول إلى الديمقراطية تتجرأ وتسعى لحل حزب تاريخي.. وحزب الأمة الذي تريد حله هو من الثوابت الوطنية بتاريخه ونضاله وقواعده العريضة التي أعطته في آخر حكومة ديمقراطية أكبر الأصوات.. هل يعقل أن تحله بجرة قلم وهذه القوانين إذا أصبحت سارية المفعول ستؤدي إلى نكسة حقيقية في مسيرة الشعب السوداني، ونحن نعيش الآن في عالم الحريات وحقوق الإنسان والممارسة الديمقراطية.
حقيقة ما يحدث نكسة في إطار الحقوق حتى الانتخابات تعني الحرية، وكيف يوقف نشاط أحزاب تاريخية والحكومة تتحدث عن التعددية والديمقراطية.. أحزاب رصيدها في استقلال الوطن ورصيد جماهيري عريض ورصيد نضالي مستمر فأي ديمقراطية وأي تعديل يتحدث عنه النظام والشعب السوداني يعلم أن التعديلات الدستورية الأخيرة أرجعت كل شيء 180 درجة والسكوت عنها حرام لأن محاولة إيقاف مسيرة الحياة الديمقراطية وسلب حرية الناس وإرادتهم أصبح مقنناً.
* لماذا لم يعد الصادق المهدي ؟
على النظام أن يرد على هذا السؤال.. فالمهدي أتى بالسلام ورفضوه، وإذا أراد النظام عودة السيد الصادق فعليه القبول بالسلام.
* هل هناك قيادات في الحزب ستذهب للمهدي للعمل معه في الخارج؟
نحن في القرن ال(21) والموجود منا في الصين والموجود في السودان والموجود في أروبا ولا القاعد في لاهاي أو شنقلي طوباي وسائل الإعلام جعلتنا كأننا موجودين في غرفة واحدة.
* هل ستشهد المرحلة المقبلة إنزال نداء السودان على أرض الواقع ؟
نعم سنعمل مع القوى السياسية لإنزاله على أرض الواقع.
* المعارضة متهمة بالضعف وأنها لا تلبي طموحات الشارع السوداني وتوقع على الوثائق فقط؟
معاك هناك تأخير سببه التلكؤ من المؤتمر الوطني فالذين وقعوا على اتفاق نداء السودان أربعة (2) في الخارج و(2) في الداخل ومجرد وصول (2) الى الداخل تم اعتقالهما وكنا نفتكر أن النظام سيراجع نفسه ويفتح المجال للم شمل وحدة البلد مشى في محاكمة فاروق أبو عيسى وفرح عقار وتوجيه تهم تصل حد الإعدام وكذلك توجيه تهم للسيد الصادق تصل حد الإعدام وحل الحزب، أي النظام سار في الاتجاه المعاكس والمتوقع كان أن يعود النظام للصواب ويرحب بما تم في إعلان باريس ونداء السودان الذي سنعمل على إنزاله على أرض الواقع ونطالب بإنهاء الحرب ووقف تمزيق الوطن ووقف التدمير الاقتصادي من أجل تحقيق تطلعات الشعب في تحقيق السلام ووقف الحرب وتحسين الاقتصاد وإلغاء التعديلات الدستورية الجائرة والتصدي لكل التعنت الذي يمارسه النظام ونطالب بإطلاق سراح المعتقلين والشعب السوداني عليه أن يختار.
* تصعيد العمل العسكري هل ينهي التراجيديا في جنوب كردفان؟
سبق وأن قلت إن النظام لا يستفيد من تجاربه والسودان أكثر دولة عانت من الحروب الأهلية 50 سنة وفي النهاية وصلنا إلى أن الحرب لن تحل القضايا.. لأن القضايا السياسية لا تحل بالحرب ومهما قيل صيف ساخن وشتاء بارد لن يحل القضية وهل استفدنا من تجربة ال50 سنة؟ لم نستفد وتجاربنا تقول اتفاقية 1972 أوقفت الحرب وكانت درساً للاستفادة منه وأخيراً اتفاقية نيفاشا أوقفت الحرب بالرغم من أنه في هذه الفترة لم نهزمهم أو يهزموننا.. وهذه التجارب تفرض علينا الاستفادة من دروس الماضي.. والكلام عن الحسم العسكري كلام زول ما عنده تجربة لأن الحرب تخلق عدم الاستقرار وتمضي في طريق التدمير، وكلما كانت هناك حرب يعني المزيد من إراقة الدماء والمزيد من التدمير الاقتصادي والمزيد من الكراهية والحروب لا تحل القضايا، بل تظهر القضايا والحلول تأتي بالجلوس للتفاوض وعندنا تجربتين أديس أبابا ونيفاشا وأي كلام غير دا حقو الناس يحاكموا على جرائم الحرب وتصعيدها.
السودان على حافة الانهيار أين جهود المجتمع الدولي ومبادراته كما فعل في نيفاشا؟
المجتمع الدولي تحركه مصالحه وهو مساند لقضية الجنوب ليس لوقف الحرب، بل من أحل مصالحه وهو سعى للانفصال ويتحكم على الآخرين وفقاً لمصالحه.. وعلى الآخرين أن يعرفوا أين مصالحهم بدلاً من أن يكونوا لعبة في يد المجتمع الدولي.. وحتى لو كانت مصالحه في الحرب علينا أن نعرف أين مصلحة الوطن وعلى الجهات المسؤولة أن تعرف أن مصلحتنا وقف الحرب ولماذا نمشي محادثات أديس أبابا الجولة الأولى والثانية والثالثة وعندما يسأل الناس عن تأخير عملية السلام يقولوا والله قطاع الشمال يطالب بالحل الشامل ونحن هنا لحل قضية المنطقتين، ثانياً يقولوا إن المسار الوحيد اتفاقية الدوحة وآل محمود قال ما عندنا اعتراض على أي مسار يحقق السلام.. طيب إذا كان الناس من خارج السودان قالوا ما عندنا مانع، إذاً لا ينبغي أن تكون اتفاقية الدوحة عقبة مادامت السياسة متغيرات، وأنت صاحب المصلحة الحقيقة فالأفضل لك أن تقول أريد الحل الشامل من أجل بلدي لحل قضايا الحروب والمناصير.. والتعنت يثبت كلما مرت الأيام أن طرح الطرف الثاني حق.. والسؤال الحقيقي: هل هم حريصون على مصالحهم الخاصة أم على مصالح الوطن؟.
* هل هناك اتصالات من بعض قيادات المؤتمر الوطني التي تقف بجانب الانفتاح؟
(حقو ما نأخد ناس المؤتمر الوطني ديل كلهم مع بعض) في ناس منهم وطنيين ويتحدثوا حقيقة عن أن الحل يكمن في جمع الصف الوطني وتوحيد الكلمة وهؤلاء كثر ومنهم سائحون ولكن المشكلة أصحاب الدائرة الضيقة هم المسيطرون.
* هناك من يعتقد أن رئيس الجمهورية شخصية انفتاحية إلا أنه يخضع لتأثيرات الدائرة الضيقة؟
أنا أعرف البشير وهو من ضباط القوات المسلحة وهم ناس وطنيين ويضعون المصلحة الوطنية العليا فوق مصالحهم ولكن من هم الذين حوله.. أنا متأكد أن الروح الوطنية والدفاع عن الوطن حد الموت موجودة عند البشير وعنده روح حب السودان ونرجو منه أن يسمع للآخرين بدلاً من من أن يسمع من الدائرة الضيقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.