الخرطوم – أعرب الاتحاد العام للصحفيين السودانيين، عن قلقه البالغ إزاء المصادرة المتكررة لعدد من الصحف بواسطة جهاز الأمن والمخابرات، بعد تزايد عملية المصادرة بشكل لافت الفترة الأخيرة، ويسيطر صحفيو المؤتمر الوطني الحاكم منذ سنوات على الاتحاد العام للصحفيين السودانيين. وقال اتحاد الصحفيين في بيان إن "مصادرة أي صحيفة بعد الطباعة وإعادة الرقابة القبلية إجراءات غير قانونية من شأنها التأثير على حرية الصحافة". وأشار إلى أن آخر عمليات المصادرة التي تعرضت لها الصحف كان ما تعرضت له صحيفة (آخر لحظة). وأرجع صحفيون في (آخر لحظة) أسباب المصادرة إلى عنوان الصحيفة الرئيس في عدد الأحد، الذي يقول "الوطني: باقون بالانتخابات أو بغيرها". ونبه اتحاد الصحفيين كذلك إلى رفضه للرقابة القبلية المتقطعة التي ظلت تتعرض لها صحيفة (الصيحة) المملوكة للطيب مصطفى خال الرئيس عمر البشير خلال الفترة الفائتة. وكان الصحفي في صحيفة "الصيحة" لؤي عبدالرحمن، أعلن عبر حسابه في "فيسبوك" أنه خاطب إدارة التحرير في صحيفته بالتوقف عن العمل نسبة للرقابة القبلية المفروضة على كل ما يكتب ضد المؤتمر الوطني الحاكم أو ضد أداء الحكومة. وبعد أن رفع جهاز الأمن الرقابة القبلية على الصحف، عمد إلى معاقبتها بأثر رجعي عبر مصادرة المطبوع من أي صحيفة تتخطى المحظورات، وهو الأمر الذي تترتب عليه خسائر مادية ومعنوية على الصحف. وأبدى اتحاد الصحفيين في بيانه أمله بأن يوقف جهاز الأمن اللجوء إلى التدابير الاستثنائية في التعامل مع الصحف وأن يحيل أية تجاوزات إلى سلطة القانون بدلا من استخدام الإجراءات التي من شأنها الانتكاس بمناخ الحريات في البلاد. ودعا إلى حوار فاعل بين واجهات العمل الصحفي ورؤساء التحرير وجهاز الأمن يفضي إلى صيغة مثلى لإدارة ما يختلف عليه الطرفان، تحتكم إلى القانون بعيدا عن الإجراءات الاستثنائية. وتشكو الصحافة في السودان من هجمة شرسة تنفذها السلطات الأمنية على فترات متقاربة حيث تتعرض للمصادرة تارة والإيقاف تارة أخرى، علاوة على فرض الرقابة القبلية أحيانا، ويتهم جهاز الأمن بعض الصحف بتجاوز "الخطوط الحمراء" ونشر أخبار تؤثر على الأمن القومي للبلاد.