الخرطوم 14 سبتمبر 2014 صادر جهاز الأمن والمخابرات السوداني فجر الأحد، صحيفتي "اليوم التالي" و"الأخبار"، وعلمت "سودان تربيون" أن مسؤولا في الجهاز أبلغ رئيس تحرير "اليوم التالي" بالهاتف أن العقوبة اتخذت بحق الصحيفة لإجرائها حوارين مع قائدين في الجبهة الثورية المتمردة. صحفيون يرفعون شعارات تضامنية مع (الصيحة) امام مجلس الصحافة - فيس بوك وتشكوالصحافة في السودان من هجمة شرسة تنفذها السلطات الأمنية على فترات متقاربة حيث تتعرض للمصادرة تارة والإيقاف تارة أخرى، علاوة على فرض الرقابة القبلية أحيانا. ويتهم جهاز الأمن بعض الصحف بتجاوز "الخطوط الحمراء" بنشر أخبار تؤثر على الأمن القومي للبلاد. وقال صحفي في صحيفة "اليوم التالي" إن جهاز الأمن والمخابرات أبلغ رئيس تحرير الصحيفة وناشرها مزمل أبو القاسم بأن مصادرة الصحيفة تمت لأنها أجرت حوارين مع القياديين في الجبهة الثورية ياسر عرمان وجبريل إبراهيم. ويلجأ جهاز الأمن الذي يمتلك نفوذا واسعا في البلاد، إلى معاقبة الصحف التي تنشر موادا يعتبرها محظورة، عبر مصادرتها ما يلحق خسائر مادية ومعنوية بالصحف التي تعاني أصلا من ارتفاع تكلفة الطباعة، وأحيانا تمتد العقوبة إلى تعليق صدور الصحيفة. وعلق جهاز الأمن، في يوليو الماضي، صدور صحيفة "الصيحة" المملوكة لخال رئيس الجمهورية، الطيب مصطفى، بعد يوم واحد فقط من معاودتها الصدور، لتخصصها في تناول ملفات فساد تورط فيها نافذون في السلطة. وأكد الصحفي، الذي تتحفظ "سودان تربيون" عن ذكر اسمه، أن مسؤولي الجهاز اعتبروا إجراء حوارين مع قادة التمرد المسلح ونشر صورهم أمرا غير مقبول، بالرغم من أن إفادات عرمان وجبريل في الحوارين كانت ايجابية في خط الحوار السوداني المطروح حسب الصحفي . وتلقت الصحف السودانية خلال شهر مايو الماضي لوحده، أربعة أوامر بحظر النشر في قضايا رأي عام تمثل محيطا حيويا لعمل الصحفيين في الأخبار والتقارير، ما حدا بمجلس الصحافة والمطبوعات الصحفية لانتقاد توسع النيابات في استخدام سلطة حظر النشر ضد الصحف. وانخفض، توزيع الصحف السياسية، البالغة 20 صحيفة، باكثر من 50% في العام 2013 مقارنة بتوزيعها العام 2012، بينما توقفت 12 صحيفة عن الصدور خلال العام الماضي.