* ممارسة التمارين بعد الأكل * خطاء الشائعة التي توارثتها الشعوب عن أسلافها المقولة المشهورة «تعشّى وتمشّى»، والمقصود أن تمارس نوعا من الرياضة البدنية وهي المشي بعد تناول وجبة العشاء ومثلها مثل وجبة الفطور، اعتقادا منهم بإيجابية ذلك ونزولا عند نصائح بعض المتخصصين في مجال اللياقة الصحية بأن تمارس الرياضة بعد أن يتم تعزيز الجسم بالغذاء الكافي لإعطاء الطاقة اللازمة. والغرض من ممارسة الرياضة هو فقدان الوزن الزائد من أجل الحصول على الوزن المثالي. إنه بلا شك اعتقاد خاطئ حتى وإن كان شائعا وذلك لأن ممارسة الرياضة بعد تناول الطعام مباشرة من أجل اتباع حمية غذائية لخسارة الوزن سوف تؤدي إلى نقص في حجم الكتلة العضلية، ولن تؤثر على كتلة الدهون، مما يزيد الوزن بعض الشيء الذي بدوره سيظهر كرقم أعلى على الميزان. وهناك فريق آخر من الأطباء يرى أفراده خلاف ما كان شائعا في السابق، أي أن ممارسة الرياضة يجب أن تتم قبل تناول الطعام أي على معدة فارغة، حتى تتم عملية حرق الدهون بطريقة جيدة وكاملة. وها هي دراسة بلجيكية حديثة تم الإعلان عن نتائجها الأسبوع الماضي، أتت مؤكدة على صحة النظرية الأخيرة من أن ممارسة الرياضة ربما تكون سببا في زيادة الوزن لا فقدانه إذا ما تمت ممارستها بعد تناول الطعام، في حين أن ممارسة الرياضة مع جسم جائع أو على معدة فارغة تؤثر على الجسم بشكل فعال جدا. ولهذا يُنصح بممارسة الرياضة خلال كل مراحل خسارة الوزن لأنها تسهم في المحافظة على الكتلة العضلية، وتؤدي إلى صرف السعرات الحرارية وخسارة الوزن من مخزون الدهون. والعكس صحيح، فإذا لم تتم ممارسة التمارين الرياضية خلال اتباع الحمية الغذائية، فستكون هناك خسارة لحجم العضل، أي أن الكيلوغرامات التي ستذهب ستكون من المكان غير المستهدف أو المرغوب به. بالإضافة إلى ذلك، سيقلّ معدّل حرق الطاقة في الجسم مما يجعل عملية خسارة الوزن أصعب. وفي الدراسة البلجيكية، تتبع الباحثون طرق فقدان الوزن في مجموعتين من الشباب الأصحاء، المجموعة الأولى مارس أفرادها تمارين شاقة وروتينية لكن بعد وجبة الإفطار، والمجموعة الثانية مارس أفرادها التمارين نفسها لكن قبل وجبة الإفطار. واتبع المشاركون في البحث نظاما غذائيا تزيد فيه نسبة السعرات الحرارية بنحو 30 في المائة كما تزيد فيه الدهون بنسبة 50 في المائة لمدة ستة أسابيع. خلصت الدراسة إلى أن أفراد المجموعة الأولى الذين مارسوا الرياضة بعد الإفطار قد اكتسبوا وزنا إضافيا، يقدر بنحو كيلو غرام ونصف الكيلوغرام لكل منهم، وتطورت لديهم مشاكل الإنسولين، فيما لم يكتسب أفراد المجموعة الثانية الذين مارسوا التمارين الرياضية قبل وجبة الإفطار أي وزن إضافي، وكانت لديهم مستويات الإنسولين صحية، كما أحرق جسمهم المزيد من الدهون طوال اليوم مقارنة بالرجال الآخرين. يذكر أن ممارسة التمارين الرياضية أو المشي السريع ل20 دقيقة تحد من مخاطر الموت المبكر بنسبة 16 إلى 30 في المائة. * علامات ألم الركبتين * من الأخطاء الشائعة عند الكثيرين، وحتى المتعلمين منهم، عدم التقدم للتشخيص وطلب العلاج إلا بعد تطور حالتهم المرضية وتحولها لأوضاع سيئة، وفي بعض الحالات قد يكون العضو فقد وظيفته، فالكشف المبكر عن التهاب المفاصل (Osteoarthritis) مثلا يمكن أن يزيد من فرص التدخل الفعال وإنهاء المشكلة قبل تدهورها وفقد الوظائف التي يقوم بها المفصل. إن أول إشارة تدل على الإصابة بالتهاب مفاصل الركبتين هي الشعور بألم في الركبتين عند استخدام السلالم. وهذا ما أثبتته نتائج دراسة بريطانية نشرت في مجلة «أبحاث التهاب المفاصل والعناية بها» (Arthritis Care & Research) بتاريخ 22 يناير (كانون الثاني) 2015. وتوعية الناس بهذه المعلومة سوف تسهم كثيرا في إجراء التشخيص والبدء في خطوات العلاج في وقت مبكر، وتقي من مضاعفات وتقدم الحالة وسوء وضعها. قام الباحثون في هذه الدراسة من جامعة ليدز بتحليل بيانات نحو 4673 شخصا من الذين يعانون من التهاب المفاصل أو الذين صنفوا ضمن مجموعة الناس الأكثر عرضة للإصابة بالمرض. وعلى مدى فترة سبع سنوات، كان قد طلب من المشاركين ملء استبيانات سنوية عن الألم الذي يحدث خلال الأنشطة المتنوعة التي يقومون بها خلال حياتهم اليومية التي تتطلب تحمل الوزن على الركبتين والانحناء.. إلخ. وأظهرت الدراسة أن استخدام السلالم كان أول نشاط يقومون به في يومهم ويشعرون خلاله بالألم، ثم أعقب ذلك الألم أثناء المشي، ثم الوقوف، ثم الاستلقاء أو الجلوس، وأخيرا عندما يستريحون على أسرّتهم. وصرح رئيس فريق الدراسة د.فيليب كوناغان (Philip Conaghan) أن الأطباء حاليا يفتقدون للتشخيص المبكر لحالات التهاب المفاصل وما زالوا يشاهدون الحالات بعد تطورها وشعور المرضى بألم شديد ومبرح بعد أن يكونوا قد عانوا منه فترة طويلة، وبعض الحالات تكون قد تعرضت للمضاعفات وتكون المفاصل قد فقدت وظيفتها. كما أن تحديد علامات مبكرة والإلمام بها سوف يساعد الأطباء في التدخل المبكر للعلاج بأفضل الوسائل وأبسطها وأكثرها فعالية، ليس لتخفيف الألم فحسب وإنما للوقاية من تقدم الحالة المرضية نحو الأسوأ. لقد أثبتت هذه الدراسة أن الشعور بالألم في مفصل الركبتين يعتبر العلامة الأولى التي تظهر لأول مرة خلال القيام بالأنشطة التي تتضمن تحميل وزن الجسم على مفصلي الركبتين وثنيهما مثلما يحدث عند استخدام السلالم أو الدرج. فظهور هذه العلامة سوف يتيح للطبيب التشخيص المبكر واختيار العلاج المناسب من قائمة استراتيجيات التدخل المبكر. استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي مستشفى الملك فهد بجدة [email protected] الشرق الاوسط