بينما تُعلن حالة الطوارئ داخل الأسر السودانية، ويعكف الآباء والأمهات، على تلقين أبنائهم الإجابات الصحيحة، استعداداً للامتحانات النهائية، وبينما يصبح التلميذ الممتحن محط اهتمام العائلة، وأهم شخص حتى آخر ورقة امتحان، في هذا التوقيت تحديداً تكون إداراة الامتحانات بوزاراة التربية والتعليم، تعكف هي الأخرى على إعداد ورقة أسئلة الامتحان التجريبي، لطلاب الشهادة السودانية، بشقيها الحكومي والخاص، في نسختها ( المشوهة ) .؟؟ وحين تودع الأسر أبناءها على أبواب قاعات الامتحانات، ويعودون لانتظارهم مجدداً على أمل إحراز درجات مرتفعة في الامتحان التجريبي، لا يخطر على بال أحد من أولياء الأمور أن الامتحان نفسه يحمل عدداً من الأخطاء، أكثر من أخطاء ابنهم الممتحن نفسه.؟؟ نعم هذا ما حدث بالتحديد في ورقة امتحان الشهادة السودانية التجريبي، والخاص بمادة اللغة الإنجليزية، حيث بلغت عدد الأخطاء في الامتحان التجريبي للمدارس الخاصة، (33) خطأً من ناحية إملائية ولغوية وتركيب في بناء الجمل، ومشاكل في الطباعة، و تبدأ المشاكل من العنوان الرئيسي لورقة الامتحان، وتتجاوزه لموضوعcomprehension الرئيسي، ثم تنتقل إلى ال spelling نفسه، وبعدها تجدها تظهر بوضوح في ال .structure إن الذي وضع امتحان اللغة الإنجليزية التجريبي، هو يعلم بالضرورة أن وجود حرف في غير موضعه أو إسقاطه أو إبداله بحرف آخر، يؤدي بالضرورة إلى تغيير في المعنى، يؤدي بدوره إلى إرباك الطالب، خاصةً إذا كان ذلك التغيير ليس من قبيل ال(synonyms)، إنما هو معنى منافي تماماً للمعنى المراد . وهذا بالضبط ما حدث للطلاب والأساتذة والمراقبين والمصححين وأولياء الأمور، في امتحان اللغة الإنجليزية التجريبي، للمدارس الخاصة، وهذا أيضاً ما حدث نفسه في الامتحان التجريبي للمدارس الحكومية أيضاً . وليس هذا فحسب بل إن الأخطاء تجاوزت ورقة الامتحان، لتصل إلى ورقة الإجابات النموذجية، والتي ولسخرية القدر كُتبت يدوياً، وتم تصويرها لعدة نسخ. هل يعقل أن يبلغ الاستهتار والهوان، بأبنائنا والتعليم إلى الحد الذي يبلغ أن يقع 33 خطأً إملائياً ونحوياً وطباعياً بامتحان واحد، علماً بأن هذا هو الامتحان الذي وقع في أيدينا، ولا نعلم ماذا بخصوص بقية المواد الأخرى، إن المشكلة الآن ستتمثل في كيفية تصحيح تلك الأوراق لإجابات التلاميذ، هل سيستحضر المصححون أخطاء من وضعوا الامتحان، في التصحيح، أم سيتحمل الطلاب وزر أخطاء واضعي الامتحان ..؟؟ سؤال لا بد له من إجابة السيد وزير التربية والتعليم، (افتونا يرحمكم الله) وأخبرونا حتى متى سيستمر مسلسل اغتيال التعليم واللغة، ومن الذي سيخسر درجات الامتحان، من المسؤول ومن الذي سيعاقب؟؟هل سيكون العقاب من نصيب ورقة الإجابات، أم ورقة الأسئلة..؟؟؟ *نقلا عن السوداني