بقرار جديد جبّ ما قبله؛ أصدرت وزارة الخارجية أمس الأول قائمة معدلة لكشف التنقلات التي تجريها بين الفنية والأخرى حيث ضم الكشف الجديد العديد من الأسماء والشخصيات ذات الشهرة والصيت الإعلامي ومن أبرز الوجوه التي سيفتقدها الإعلام في الفترة القادمة هو السفير يوسف الكردفاني الذي كان يشغل موقع الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية بعدما تم نقله للإدارة الأوروبية. الطريق إلى (لندن) من بين أبرز الشخصيات التي شملتها قرارت التنقلات بالخارجية هي نائبة وكيل الوزارة السفيرة سناء حمد العوض التي نقلت للسفارة السودانية بلندن في موقع نائبة سفير وهي خطوة لم تكن مفاجئة باعتبارها جاءت بعد أشهر من التوقعات بنقلها لمحطة خارجية. وظلت سناء – التي ينظر لها باعتبارها تمثل الأجيال الشابة بالحزب الحاكم - تقوم بأدوار بعيدة عن أضواء الإعلام من خلال عملها بالمركز القومي للإنتاج الإعلامي وشغلها لأمانة الطلاب بحزب المؤتمر الوطني إلا أن شغله لموقع وزيرة الدولة بوزارة الإعلام سلط عليها قدر كبير من الإعلام ولكنها غادرت موقعها بشكل دراماتيكي على خلفية نزاع عنيف بينها ووزير الإعلام وقتها عبد الله مسار لتعود للظهور مجدداً في أعقاب شغلها رئاسة اللجنة الإعلامية الخاصة للمؤتمر العام للحركة الإسلامية الذي عقد أواخر العام 2012م. الإمساك بملف الجنوب أجرى كشف تناقلات الخارجية تعديلات في ما يتصل بملف جنوب السودان بتسميته للفريق عبد الله حسن عيسي مديراً لإدارة جنوب السودان، فيما نقل السفير السوداني بجوبا مطرف صديق إلى بروكسل سفيراً للسودان بالاتحاد الأوروبي. وتطغى الشهرة الرياضية لعيسى أكثر من شهرته الدبلوماسية والأمنية لشغله لسنوات عديدة لمنصب نائب رئيس نادي المريخ، بجانب معرفته من قبل الأوساط الاقتصادية لشغله لسنوات عديدة موقع المدير العام لديوان الضرائب قبل تبادله الأماكن مع مدير إدارة المواصفات والمقاييس د.محمد عثمان إبراهيم بنقله للمواصفات فيما أصبح الثاني مديراً للضرائب ليعين قبل عدة أشهر سفيراً بالخارجية من الدرجة الثانية في ذات الكشف الذي عين فيه كل من مدير التلفزيون السابق محمد حاتم سليمان وأمين جهاز المغتربين كرار التهامي في أعقاب إعفاء ثلاثتهم من مواقعهم. وسبق العمل له كدبلوماسي في السفارات السودانية بالخارج، ويقال بأنه أحد المشاركين في العملية الخاصة لإكمال صفقة شراء أول مصفاة بترول في تسعينات القرن الماضي وتنفيذ إيصالها وإدخالها للسودان وإفلاتها من كماشة الحصار المفروضة على السودان والتي تم تركيبها وتشغيلها بحقل أبوجابرة الذي يعتبر أول حقل نفطي دشن منه الإنتاج المحلي للنفط السوداني. من جوبا ل(بروكسل) من جهته ينحدر السفير الدكتور مطرف صديق – خريج كلية الطب من جامعة الخرطوم- من ذات الخلفية الأمنية والمخابراتية للفريق عبد الله حسن عيسى إذ خدم خلال تسعينات القرن الماضي في جهازي الأمن الداخلي والخارجي، ووصل حتى موقع نائب مدير الأمن الخارجي ثم انتقل وزيراً بمستشارية السلام برئاسة الجمهورية ثم وكيلاً لوزارتي الشؤون الإنسانية والخارجية قبل تعيينه سفيراً بالخارجية وشغله لموقع أول سفير سوداني بدولة جنوب السودان عقب الانفصال، وشهدت الفترة الأخيرة ترديد الأجهزة الإعلامية والصحفية أنباء أشارت إلى قرب تعيينه بموقع مندوب السودان للأمم المتحدة بنيويورك . شارك مطرف في معظم المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان منذ مفاوضات أبوجا 1992 ولحين التوصل لاتفاق السلام الشامل (نيفاشا) 2005م واستمر وجوده بالملف في مباحثات ومفاوضات دولتي السودان بعد استفتاء وانفصال جنوب السودان ويعتبر صاحب أول اتفاق تم التوصل إليه بين الحكومة والحركة الشعبية في العاصمة السويسرية جنيف في يناير 2002م التي عرفت باسم (اتفاقية جبال النوبة) والتي حققت وقفاً لإطلاق النار وكونت آلية لمراقبتها قبل أشهر من توقيع الحكومة والحركة الشعبية على اتفاق لوقف العدائيات في أكتوبر 2002م. خليط الإعلام والدبلوماسية أعادت التنقلات التي أعلنتها الخارجية السفير العبيد أحمد المروح للعمل في واجهتها مجدداً بتعيينه مديراً للمكتب التنفيذي بالوزارة، فالمروح خريج كلية التربية بجامعة الخرطوم خلال ثمانيات القرن الماضي وعمل صحفياً بصحيفة (الراية) الناطق باسم الجبهة الإسلامية القومية خلال الديمقراطية الثالثة وبعد الإنقاذ عمل بعدد من الصحف قبل أن يشغل موقع الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات ليعين بعدها في وظيفة الملحق الإعلامي بسفارة السودان بالأمارات ليشغل بعد عودته منصب الأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات. عينت (الخارجية) المروح كناطق رسمي باسمها ورغم استفادته من خلفيته الصحفية والإعلامية في مهمته تلك إلا أن تضارب تلك الوظيفة مع الأمانة العامة لمجلس الصحافة رجحت تكهنات بإعفائه من الأولى لكن العكس هو الذي حدث بمغادرته لمنصب الناطق الرسمي باسم الخارجية واستمراره بالأمانة العامة لمجلس الصحافة قبل أن تعيده التعيينات الأخيرة كمدير للمكتب التنفيذي لمكتب الوزارة. لكن إذا كان الإعلام هو مدخل العبيد للدبلوماسية فإن الناطق الرسمي الجديد باسم الخارجية السفير على الصادق كانت الدبلوماسية هي مدخله للإعلام في أعقاب تعيينه للمرة الثانية ناطقاً رسمياً باسم الوزارة بجانب شغله لموقع مدير الإدارة العربية فيها وسبق للصادق تولي مهمة الناطق الرسمي ومدير إدارة الإعلام بالوزارة. أما مدير إدارة الإعلام الدكتور وليد السيد – خريج جامعة الخرطوم والذي حضر الدراسات العليا بمصر- الذي بات مهامه مقتصرة على إدارة الإعلام فهو ضمن الدفعة التي تم قبول تعينها قبل ستة أشهر واستيعابها بالخارجية وهو رئيس سابق لمكتب حزب المؤتمر الوطني بمصر بعد تعيين رئيسه السابق كمال حسن علي وزيراً للدولة بوزارة الخارجية، وظل بموقعه لحين وقف نشاطه بعد الإطاحة بالرئيس السابق الدكتور محمد مرسي . وجوه معروفة بخلاف تلك الشخصيات التي ورت أسماؤها بقائمة التعينات الجديدة بإدارات الخارجية نجد أن بعضها معروفة للعاملين بالأوساط الإعلامية نظراً لارتباطهم بملفات كبيرة خلال عملهم الدبلوماسي فمدير عام التعاون الدولي ومدير إدارة المنظمات الدولية السفير سراج الدين حامد عمل دبلوماسياً بعدد من المحطات الخارجية أبرزها يوغندا في حقبة تدهور العلاقات بين الخرطوم وكمبالا وهو أحد أعضاء لجنة التحقيق الدولية حول سقوط وتحطم المروحية التي كانت تقل النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب د.جون قرنق، أما الشخصية الثانية المألوفة للإعلاميين فهو مدير عام العلاقات الثنائية ومدير الإدارة الأميركية بالوزارة السفير دفع الله الحاج علي الذي كان يشغل موقع مندوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة خلفاً للسفير عبد المحمود عبد الحليم وظل في منصبه بالأممالمتحدة خلال الفترة من أغسطس 2010م حتى إعفائه من موقعه في ديمسبر 2013م. الصيحة