هواجس العنوسة ظلت هاجساً يؤرق الشباب من الجنسين، وظل الجميع في حالة بحث لهذه المسألة المعقدة، بسبب الأوضاع الاقتصادية الراهنة، التي يعاني منها المواطن، بالإضافة لمظاهر الفخر التي تصاحب الزواج، وترمي بأعباء مالية كبيرة جدا على الشباب، مما يجعلهم يلهثون خلف مصادر الرزق لمجابهة هذه التكاليف الباهظة، مما ساهم بصورة كبيرة في ازدياد عدد العازفين عن الزواج من الجنسين، بالرغم من المبادرات التي تطلقها عدد من منظمات المجتمع المدني من أجل دعم المقبلين على الزواج، إلا أن مبادراتهم لم تضع حلا للمشكلة، وإن ساهمت في تقليلها. "التغيير" استطلعت عددا من الشباب والشابات لمعرفة آرائهم حيال هذه المشكلة. الأحمدي صالح شاب في العشرين من عمره عبر عن حالته قائلاً: "لديّ رغبة ملحة في الزواج"، ومن أبرز ما قاله لي هو أن جميع الشباب في سنه تواجههم مشكلات مادية، وعدم الحصول على العمل او الوظيفة، التي من خلالها يستطيع تكوين حياته الأسرية، إضافة لعدم تفهم بعض الأسر لظروف الشباب المادية، وأن كل امرأة تريد أن تتزوج ابنتها من شاب ثري وذي مال وله مصدر دخل كبير. أما إشراقة سعيد شابة في العشرينيات، فقالت إنها لم تتزوج بسبب العادات السيئة، والمتعارف عليها لدى بعض الأسر السودانية، وذكرت ان والدتها لم تزوجها الا لشاب غني ومن بيت ومن اسرة مشهورة "بتي ما بديها إلا لزول غني"، على حد قولها، واضافت أن نظرة المجتمع للزواج نظرة تفاخرية قبل أن تكون دينية، لا نتفاخر فيها بغلاء المهور ولا البذخ والإسراف. وترى الشابة احلام حسن أن البنت في المجتمع السوداني لها عمر معين للزواج، فاذا تجاوزته تعتبر عانسا، وينظر لها المجتمع نظرة سالبة، ويحملها مسؤولية عدم الزواج، رغم ان الظروف التي يعاني منها الشباب هي السبب في ذلك، مثل هجرتهم للخارج بالإضافة للظروف الاقتصادية، فحين ينتهي الشاب من تكوين نفسه يكون قد بلغ ال35 أو أكثر، وعندما يفكر بالزواج يختار فتاة صغيرة غالبا، ولا يختار تلك التي تقاربه في العمر، وبذلك تتضاعف عدد الشابات العانسات. وتقول السيدة هاجر ان تأخر زواج الفتيات يشكل هماً وعبءاً كبيراً على الاسرة، فالخوف يكون على البنت التي يحاكمها المجتمع، اذا ذهبت للعمل او رغبت بفعل اي شيء بدون اي زوج يسندها ويدعمها، كما ان كثيرا من البنات لا يعملن في وظائف ويحتجن لرجل يصرف عليهن، لذلك عندما تبلغ الفتاة عمر ال25 تبدأ الاسرة في ترقب الزوج القادم أو البحث عنه. وحسب الباحثة إشراقة الصديق فإن الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها أغلب أفراد المجتمع، خاصة خلال السنوات الأخيرة، تعتبر أحد أهم الأسباب والعقبات التي تقف في وجه الشباب، عندما يريد أن يقبل على الزواج وتكوين الأسرة، وأكدت أن الظروف لاقتصادية الصعبة للشباب أدت إلى تأخر سن الزواج لبعضهم وهجرة البعض الآخر، مما انعكس سلبا على تأخر سن زواج الفتيات. السوداني