الليبيون يدعمون قوات حفتر لتخليصهم من دائرة العنف والفوضى طرابلس - وافق مجلس النواب في جلسته، أمس الإثنين، على تعيين اللواء خليفة حفتر قائدا عاما للجيش الليبي، وترقيته إلى رتبة فريق. وأعلن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح عيسى بصفته المفوض بمهام القائد الأعلى للقوات المسلحة اختياره حفتر قائدا للجيش بعد ترقيته إلى رتبة فريق. وأكَّد العقيد أحمد المسماري الناطق الرسمي لرئاسة الأركان العامة، أنَّ قرار تعيين قائد عملية الكرامة خليفة حفتر قائدا عامًا للجيش الليبي، وترقيته إلى رتبة فريق سيقضي على حالة الجدل حول الجيش الليبي وعملية الكرامة. وقال المسماري، في تصريحات صحفية، إن"الفريق حفتر شخصية عسكرية وقيادية، وأصبح لديه الآن منصب شرعي لتوحيد الجيش الليبي تحت قيادة رسمية واحدة، وبهذا القرار سينتهي الجدل حول عملية الكرامة وشرعيتها". وتوقَّع المسماري أنْ يتوجَّه العالم لدعم الجيش بعد تعيين الفريق حفتر قائدًا له. ويقود حفتر عملية الكرامة العسكرية لتطهير بلاده من الإرهاب منذ 16 مايو الماضي، ومؤخرا لقيت هذه الحملة دعم السلطات التشريعية والتنفيذية المعترف بها من الأسرة الدولية. واعتبرت الحملة في حينها انقلابا قبل أن تتبناها السلطات المعترف بها. ويحظى قائد عملية الكرامة بدعم شعبي من قبل العديد من المدن في ليبيا، فقد قام عشرات المواطنين في بنغازي وأوجلة والبيضاء بتنظيم احتجاجات كبرى طالبوا خلالها بتكليف اللواء خليفة حفتر بقيادة القوات المسلحة، مع منحه صلاحيات واسعة من أجل مكافحة الإرهاب وتحجيم التنظيمات الجهادية المتطرفة. يشار إلى أنه بعد سقوط نظام العقيد القذافي تحولت ليبيا إلى قبلة لجماعات متشددة، ينتمي أغلبها لتنظيم القاعدة أو للإخوان المسلمين، ووجدت هذه الجماعات دعما من دول مثل قطر وتركيا ما مكنها من تكوين ميليشيات واقتطاع أجزاء من الأراضي الليبية وإقامة كيانات صغيرة خاصة بها مثلما يجري في طرابلس على يد ميليشيا "فجر ليبيا"، أو في بنغازي على يدي ميليشيا "أنصار الشريعة". ومؤخرا تحولت مدن سرت ودرنة رسميا إلى مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش الذي كثّف من هجماته الإرهابية ضدّ وحدات الجيش والشرطة. ومعلوم أن حفتر من مواليد 1943 تخرج من الكلية العسكرية في بنغازي وشارك في الانقلاب الذي قاده معمر القذافي في 1969 قبل أن ينشق عنه في نهاية ثمانينات القرن الماضي ويغادر إلى الولاياتالمتحدة ويقيم هناك وينضم إلى قيادات المعارضة. وعاد حفتر ليرأس القوات البرية للجيش إبان ثورة 17 فبراير 2011 التي سقط بفعلها نظام معمر القذافي، وبعدها أحاله المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته إلى التقاعد مع عدد من الضباط الكبار ما اعتبر في حينه تهميشا للجيش الليبي.