أبلغت السلطات السودانية وفد وزارة الخارجية الألمانية الزائر للبلاد، رفضها الحوار في الخارج. وصرح السيد وزير العدل (بأن إعلان برلين الموقع من زعماء المعارضة كان يمكن أن يوقع داخل السودان في ظل المناخ السائد)!!(راجع صحيفة الأيام 4 مارس 2015م). تصريح لا يجمعه جامع مع ما يجري في الواقع . لأن نفس القضايا التي إتفقت عليها قوى المعارضة في برلين هي ذات القضايا التي رفعتها الى رئاسة الجمهورية ونشرتها في الصحف والندوات التى أقامتها في دورها طالبة الموافقة عليها كضرورة لا يمكن أن يتم الحوار دون تنفيذها ، اذا كان الهدف هو الحوار البناء الذي يثمر إخراج البلاد من ازمتها الشاملة التي تكاد تعصف بوحدة الوطن. المعارضة لم ترفض الحوار بالداخل ، عكس ذلك هي التي قدمت كل الحلول التي تجعل من الحوار أمراً سودانياً خالصاً ولذلك طلبت من المحكومة إبداء حسن النوايا وإصدار عفو عام للمحكومين بالإعدام من الحركات المسلحة لضمان مشاركتها في حوار الداخل . إلا أن الحكومة رفضت ذلك ، بل واصلت إعتداءها على الحريات بادخال تعديلات فظة على الدستور تقنن لسلطة الفرد وتضييق على الديمقراطية وحقوق المواطنة. وأصرت على إجراء الانتخابات رغم رفض الأغلبية الساحقة من شعب السودان لها. وصعدت من الحرب في كردفان وجنوب النيل الأزرق ودارفور بكل القسوة والوحشية. وواصلت قمع المظاهرات السلمية المطلبية بالرصاص الحي الذي أدي لقتل العديد من المناضلات والمناضلين البواسل، وتتواصل حملات الإعتقال لزعماء المعارضة ومحاكمة الصحف والصحفيين الذين يصدحون بكلمة الحق ويكشفون عورات النظام وجرائمه . فأي (مناخ سائد)هذا الذي يتحدث عنه وزير العدل. النظام لا يريد الحوار . بل يريد البقاء في السلطة حفاظاً على مغانمه وملذاته. وأصبح إسقاطه هو المطلب العام ... لكل الشعب.