لم يكذب موسى هلال زعيم مليشيا الجنجويد المتهمة بارتكاب فظاعات ضد الانسانية في دارفور، التوقعات التي كانت تمضي كلها في إتجاه ان الرجل لن يكون على قدر تصريحاته التي ينتقد فيها حزب البشير. ولم يخيِّب هلال الاراء التي كانت تشير الى انه يتاجر بمواقفه وتصريحاته التي يطلقها ضد النظام، وآخرها قوله إنه سيقوم باستهداف الانتخابات في ولاية شمال دارفور، وأنه لن يؤيد البشير في الانتخابات المقبلة. وسرعان ما نكص موسى هلال زعيم مليشيا الجنجويد عن مواقفه التي يقول إنها ضد حكومة حزب البشير، بل ان عاد واعلن تأييد لترشيح البشير، وذلك بعد اقل من أسبوع من توجيهاته الى مناصريه واتباعه مخاطبة الجماهيرية باحد المناطق التي يسيطر عليها، بعدم التوصيت للبشير أو لأي مرشح من حزبه. وفي خطوة متوقعة بلع موسى هلال زعيم مليشيا الجنجويد مواقفه السابقة وأبدلها بمواقف جديدة، بعدما انتهى عهد المناورة بالمواقف. وأسفر موسى هلال عن وجهه الحقيقي بعد أن أعلن في مؤتمر قبلية المحاميد الذي اقيم بمنطقة "وادي بير تمور" والتي تقع ما بين سرف عمره والجنينة, عن تأييده الكامل لترشيح للبشير في الانتخابات التي ستجرى الشهر القادم, بل ومضى ليقول ان البشير هو الشخص المناسب. في وقت قال أحد قادة الحركات المسلحة ل (الراكوبة), إن موسى هلال يبحث عن مصالحه بعيدا عن مصلحة الوطن، وهو ما يعري حقيقة الاحاديث الجوفاء التي كانت يطلقها مابين الحين والاخر, عن تمرده على السلطه في الخرطوم. وأضاف ان موسى هلال أصبح معروضا في سوق النخاسة، ويطلق تصريحاته بغرض ابتزاز حزب البشير, كلما شعر بالحوجة الى المال, وعلى الفور يستجيب له المؤتمر الوطني باعتبار ان قواته المنتشرة في مناطق غرب السودان يمكن استخدامها ضد أي من مكونات الجبهة الثورية في أي وقت بعد أن يدفع له المعلوم من مال الشعب السوداني المسحوق. وقال : ان موسى هلال اصبح مثل بعض لعيبة كرة القدم المعروضين للعب في المريخ والهلال, لا كلمة لهم ويتحركون حيثما زاد حجم المال، مشيرا الى ان موسى هلال اوشك على ان يوقع في كشوفات التكوينات العسكرية والسياسية التي تعارض حزب البشير، لكنه عاد وارتمى في احضان النظام من جديد. وكان موسي هلال زعيم الجنجويد قد قال ان مجلس الصحوة قرر تأييد قيام الانتخابات، ووجه كافة عشائر المحاميد للمشاركة فيها والتصويت لخياراتهم. وأكد ان الخيار ان عمر البشير الافضل لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة، وقال ان برنامج المشير البشير المطروح حاليا يلبي كافة تطلعات المواطن السوداني. ودعا إلى نبذ القبلية والتعصب والانتماءات الضيقة والعمل على تحقيق مصلحة الوطن. واكد هلال خلال مخاطبته انطلاقة فعاليات مؤتمر شوري المحاميد بمحلية جبل مون بولاية غرب دارفور حرص قبيلة المحاميد على العيش في سلام وأمان مع كافة القبائل التي تقطن المنطقة موضحا ان المؤتمر يدعم الجهود المبذولة لتحقيق المصالحات في دارفور. كما قدمت عشائر المحاميد في فاتحة انطلاقة فعاليات مؤتمر شوراها وثيقة عهد وميثاق للمشير عمر حسن البشير مرشح المؤتمر الوطني لرئاسة الجمهورية أكدت فيها دعمها ومساندتها له في الحملة الانتخابية تسلمها السلطان سعد عبد الرحمن بحر الدين سلطان عموم دار مساليت رئيس الهيئة الشعبية لدعم ترشيح البشير بالولاية راعي المؤتمر وأكد بدوره ان الثقة التي منحها له البشير لقيادة حملته الانتخابية يجب ان تجد الدعم والمؤازرة من المواطنين في الولاية موضحا انه الخيار الأفضل لأهل البلاد وأبان ان المؤتمر الذي سيجمع عشائر المحاميد على مخرجاته سيسهم في توطيد العلاقات التي تربط المجموعات السكانية ويعزز من قيم التعايش السلمي وإرساء دعائم الطمأنينة بين المواطنين من اجل إحداث نقلة نوعية في المنطقة.