تعداد السكان الشمالي بعد انفصال الجنوب في 2011،بلغ 33.4 مليون نسمة ،ونسبة السكان من عمر 15 سنة فما فوق تساوي 56.8%،بحسب الأرقام الرسمية . ومن 2011 إلي هذه اللحظة،فإن الذين كانت أعمارهم 15 سنة أصبحوا اليوم 19 سنة،يحق لهم الإنتخاب . معدل نمو السكان المعترف به 2.8% سنوياً،ومعدل الوفيات 16 من كل ألف شخص في السنة. بالعملية الحسابية البسيطة فإن عدد الناخبين في السودان يبلغ 20.9 مليون نسمة،وهم الذين تتراوح أعمارهم من 18 سنة فما فوق. أما كيف صار هذا الرقم 13 مليون بحساب مفوضية إنتخابات المؤتمر الوطني،فإن الأمور واضحة مية في المية . كل الذين استطاع المؤتمر الوطني تسجيلهم لهذه الإنتخابات المضروبة ،بلغوا فقط مليون ودقداق،أي ما يعادل 5.7% فقط من المواطنين الذين يحق لهم التصويت وهم 20.9 مليون نسمة . ولكن المفوضية ودرءاً للحرج والفضيحة اعتبرت الذين سجلوا أسماءهم لانتخابات 2010،هم تلقائياً داخل هذا السجل المضروب. ولكن في انتخابات 2010،كان هنالك (جنوبيين)يقطنون في السودان الشمالي،وتسجلت أسماؤهم ضمن كشف الناخبين في شمال السودان. ولم تقل لنا المفوضية كيف جري تنقيح السجل،بما يضمن حذف هؤلاء،وكيف شطبت المفوضية من ماتوا خلال الفترة من 2010 وحتي 2015،بل كيف أضافت من كان عمرهم أقل من 18 سنة آنذاك للسجل الحالي . المهم وفي نهاية الأمر قالت المفوضية أن ناخبيها في حدود 13 مليون شخص،وتجاهلت 7.9 مليون من الناس عمداً . فإذا حصل مرشح المؤتمر الوطني للرئاسة علي 10 مليون صوت من هؤلاء،فإنه لم يحصل إلا علي 47.8 من مجموع من يحق لهم التصويت،وبالتالي فإن أكثر من نصف الناخبين لم يصوت له . ولكن المفوضية وبسجلها المضروب فستقسم ال10 علي ال 13 مليون لتقول أن مرشح الكيزان للرئاسة فاز بنسبة 76.9% من الأصوات . من المؤكد أن السودان يأتي في مقدمة الدول ذات التاريخ(الأسود) في التزوير،إبتداء من تزوير فواتير المشتروات الحكومية،إلي التزوير في شهادات تقدير العمر،إلي تزوير سجلات الأراضي،ثم تزوير السجل الإنتخابي. وحالما تطبخ الأرقام في مطبخ السدنة،سيخرج التنابلة من كل فج عميق وهم يقولون كما قال سدنة مايو(بفكرك ووعيك يا ريس يا داب سودانا بقي كويس)،ومن ضمن هؤلاء المؤلفة قلوبهم من أحزاب(الفكة)،وكلية السلامة للتكنولوجيا (الماشة بالبركة)وشركة فايف إم (والخرطوم ليست مكة)،وهيئة طلابية (عاوزة جكة)،ومشير وهيئة مجتمعية لا يعرفون الدبكة. ومن بعد الإنتخابات،سينال كل من هؤلاء نصيبه من السلطة والثروة،وهم في الحقيقة لا يدركون الصابونة من (البروة)ولم يسمعوا بالمعسكرات والدروة،ولم يسمعوا بالأهزوجة الكردفانية التي تقول(أوو بقر تروي،تلات كلمات السيف يروي). [email protected]