قضى امس الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك يومه الاول في الحبس في غرفة بالطابق الثالث بمستشفى شرم الشيخ الدولي، تحت حراسة مشددة، بينما تظاهر المئات من العاملين في المدينة امام المستشفى للمطالبة باخراجه من المدينة، بينما طالب خبراء قانونيون بترحيله الى مستشفى سجن طرة، معتبرين ان بقاءه في مستشفى شرم الشيخ 'مخالفة دستورية'. وقال مصدر طبي ان صحة مبارك تحسنت بعد ان تعرض لازمة قلبية اثناء التحقيق معه. وقال ان مبارك احتد على احد المحققين معه اثناء التحقيق وقال له 'انت نسيت نفسك انت بتتكلم مع رئيس الجمهورية' ورد عليه المحقق 'لا ترفع صوتك انت هنا متهم كأي مواطن عادي'. وترددت تكهنات بنقل مبارك الى مستشفى عسكري في القاهرة لاسباب امنية، او مستشفى كوبري القبة القريب من ضريح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، او المركز الطبي العالمي على طريق القاهرةالاسماعيلية الصحراوي. وحاولت الشرطة العسكرية وقوات الأمن إبعاد المتظاهرين عن نطاق المستشفى، لكنهم لم يفلحوا في ذلك، في ظل تزايد إقبال المواطنين، الذين رددوا هتافات تندد بنظام الرئيس السابق وتطالب بمحاكمته وأسرته، وكان من بينها: 'يا مبارك يا طيار.. جبت منين 70 مليار، وعاوزين فلوسنا، والحرامي يطلع برَّة'. وفي غضون ذلك وصل جمال وعلاء مبارك الى سجن طرة الذي اصبح يضم اغلب اركان النظام السابق، بعد صدور قرار بحبسهما 15 يوما على ذمة التحقيقات التي انتهت في الخامسة من صباح امس، بتهمة التحريض والمساعدة في قتل المتظاهرين. وحسب مصدر امني فقد وصل جمال وعلاء الى السجن في سيارة الترحيلات العادية، وفور نزولهما تم ادراج اسميهما بكشوف استقبال السجن وقام المأمور بمراجعة أمر النيابة بحبسهما، وقام نجلا الرئيس مبارك بتسليم ادارة السجن ملابسهما المدنية وهواتفهما النقالة وحافظات نقودهما وكافة متعلقاتهما الشخصية لوضعها في الامانات بينما قامت ادارة السجن بتسليمهما مهمات السجن الاحتياطي التي شملت 4 بطانيات ومرتبتين و 4 بدل بيضاء اللون. وبدت على نجلي الرئيس السابق علامات الذهول الشديد والضيق فور نزولهما من سيارة الترحيلات خاصة بعد ان ردد بعض الحضور عبارات مثل 'يمهل ولا يهمل - دولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى يوم الساعة - يعز من يشاء ويذل من يشاء' كما رفض علاء وجمال استلام وجبة الافطار الخاصة بسجناء الحبس الاحتياطي، وطلبا زجاجات مياه معدنية من الكافتيريا الخاصة بالسجن. وكانت القوات المسلحة والاجهزة الامنية قامت بتشديد الحراسة على علاء وجمال مبارك بمدينة شرم الشيخ خوفا من أي محاولات للهروب وتجري حاليا الاستعدادات لنقلهما إلى سجن مزرعة طرة خلال ساعات لتنفيذ قرار الحبس. ويواجه مبارك خمسة اتهامات هي قتل المتظاهرين والفساد واهدار المال العام وتضخم الثروة ومحاباة حسين سالم. ويواجه جمال تهمتي قتل المتظاهرين والتعدي على المال العام. وانضم الى سجن طرة امس كل من رئيس مجلس الشعب السابق احمد فتحي سرور بتهمة تضخم الثروة والتربح، والمحامي مرتضى منصور على ذمة قضية 'موقعة الجمل' او تعدي انصار مبارك على الثوار في ميدان التحرير بالثاني من شباط/فبراير الماضي. وقالت السيدة ام خالد سعيد الذي قتل في الاسكندرية على ايدي مخبري شرطة العام الماضي انها ستتقبل الان العزاء في نجلها، وهو ما اعلنه اهالي عدد اخر من شهداء الثورة.