لندن د ب ا من آنا تومفورد عندما تحتفل الملكة إليزابيث الثانية بمرور 60 عاما على اعتلائها العرش العام القادم سوف يقام استعراض بهذه المناسبة يشارك فيه أسطول مهيب من ألف سفينة في رحلة على طول نهر التايمز وهو الاستعراض الاضخم منذ 350 عاما. الملكة التي ستبلغ 85 عاما هذا الاسبوع ستكون فقط ثاني ملكة في التاريخ تحتفل باليوبيل الماسي بعد الملكة فيكتوريا التي احتفلت بنفس اليوبيل في 1897. هذا الاحتفال الباذخ بهذه الذكرى في حزيران /يونيو 2012 سيكون على الارجح آخر احتفال بمثل هذه الضخامة تشهده قلعة وندسور لفترة من الوقت وهو يأتي بعد حفل زفاف الامير ويليام وكيت ميدلتون المحدد له نهاية الشهر الحالي. لكن عندما يهدأ هذا الجو الاحتفالي ستتجه الافكار على الارجح إلى مستقبل النظام الملكي في بريطانيا. المؤيدون والمعارضون للنظام الملكي يجمعون على أن الملكة إليزابيث أضفت إحساسا بالاستمرارية والاستقرار على الملكية الدستورية على نحو سيكون من الصعب مجاراته في المستقبل. وغالبية البريطانيين لا يعرفون بلادهم بدونها. في حين يأمل أنصار الملكية بأن تحظى الملكة بعمر مديد مثل والدتها الملكة الام التي توفيت في عام 2002 عن عمر يناهز 101 عام يعتقد المعارضون للملكية أن نهاية عهدها سيكون بمثابة نقطة تحول. ويتوقع جراهام سميث وهو مدير حملة مناهضة للملكية ومؤيدة للنظام الجمهوري "عندما تموت الملكة سيكون هناك حزن وحداد لكن الرأي المعارض للملكية سوف يترسخ بعد ذلك". هذا بالضبط السبب في اعتبار - بحسب معظم المحللين - الزفاف الملكي بين حفيدها وكيت ميدلتون نقطة فارقة رئيسية في تاريخ النظام الملكي البريطاني الذي يبلغ عمره ألف عام. كما يتوقع هوجو فيكرز وهو مؤرخ النظام الملكي أن حفل الزواج وما يبشر به من تغييرات سوف يستقطب اهتمام الشباب. وتعتقد راتشل جونسون رئيسة تحرير مجلة "ذا ليدي" أن حفل الزفاف المرتقب يتيح فرصة "ظهور الاسرة الملكية في ثوب جديد استعدادا لعهد جديد". وأضافت "أمريكا لديها هوليود ونحن لدينا أفراد العائلة الملكية كمشاهير طبيعيين ". وسوف تساهم كيت ميدلتون بوصفها " فتاة تنتمي للطبقة المتوسطة " في إنقاذ الملكية. يتفق بيتر يورك وهو معلق متخصص في الشئون الاجتماعية مع هذا الرأي حيث يرى أن "قصة ميدلتون" تمثل تطورا مواتيا للعائلة الملكية في بريطانيا. وأوضح يورك أن الاسرة الملكية البريطانية استطاعت على مر السنين ملاحظة الفائدة التي تتحقق من زواج أفراد الطبقة المتوسطة من العائلات الملكية الاوروبية الاخرى من هولندا إلى الدول الاسكندنافية وأسبانيا. وعن زواج ما يسمى بعامة الشعب من الاسر الملكية قال يورك "الفكرة العامة هي السماح بالمزيد منهم فهو أسلوب عملي أثبت نجاحه". لكنه أضاف قائلا إن هذا ليس معناه أن أفراد الاسر الملكية يوافقون من صميم قلوبهم على هذا الاتجاه أو أنهم غيروا من أرائهم الاساسية بشأن النظام الطبقي والمواريث والتقاليد. ويبقى لنرى ما إذا كان ذلك سيفلح أم لا . لكن سوف يمضي بعض الوقت قبل أن يكون في وسع ويليام وكيت الجلوس على كرسي العرش نظرا لان المدة الباقية للملكة وهي على كرسي العرش تعد في حكم الغيب وكذلك المدة التي سيقضيها الا مير تشارلز إذا ما آل إليه الملك في نهاية المطاف . بيد أن استطلاعات الرأي الاخيرة أظهرت نتائج متضاربة بشأن مسألة الخلافة. فقد أظهر مسح أجراه معهد يوجوف الشهير الشهر الماضي أن 45 في المئة من البريطانيين يؤيدون أن يخلف ولي العهد تشارلز /62 عاما/ الملكة مقابل 37 في المئة يودون جلوس ويليام على العرش البريطاني وهو سيناريو ينطوي على تجاهل للتقاليد المعمول بها. لكن أظهر استطلاع نشر قبل أقل من ثلاثة أسابيع من الزفاف الملكي أن 59 في المئة يؤيدون غض الطرف عن التقاليد واعتلاء ويليام للعرش مقابل 41 في المئة يؤيدون أبيه. وعقب العقد العصيب في تسعينيات القرن الماضي - عندما عصفت سلسلة من الفضائح وحالات الطلاق بالاسرة الملكية البريطانية والذي بلغ ذروته بمقتل الاميرة ديانا في 1997 صار الجيل الاصغر الذي يمثله ويليام هو الاقدر على قيادة الملكية إلى "عهد جديد". غير أن تزايد قبول الشعب لكاميلا دوقة كورنوول التي تزوجها تشارلز في 2005 بدا أن بندول الخلافة عاد يميل لصالح تشارلز. ويقول محللو استطلاعات الرأي في ضوء حفل الزفاف المرتقب إن الكثير من البريطانيين ربما يعتقدون أيضا أنه يجب إتاحة الفرصة لويليام لكي يتمتع ببعض السنوات من الحياة الطبيعية قدر الامكان مع كيت قبل اعتلائه العرش.