قبل استعادة الطلاب من داعش:- مكبر صوتمكبر صوتمكبر صوتمكبر صوت ( الجفلن خلهن أقرع الجامعات) حينما كانت جيوش النازيه تدق ابواب الحرب في العالم كان يقودها شاب يافع يدعي ادولف هتلر لم يتجاوز عمره السابعه والعشرين وهو بحساب العمر في جامعات السودان خريج جديد من احدي جامعاتها مما يمكن معه القول ان شاب في العشرينات يمكنه التأثير في مجريات و احداث العالم فكيف نري واقع شبابنا في الجامعات اليوم ماذا تجني البلاد من شقاءها في تربية ابناءها وبناتها اذا كانت تغرسها بذورا وغيرها يحصد الثمار . مافائدة الطب وعلومه والهندسه والاقتصاد ان لم تسري في عروق الوطن عافيه تمسح الوهن وجسرا يختصر الزمن ودقة تخفض الثمن ولماذا الجامعة اذن ? اليست هي من اجلنا نحن العشيرة والاهل اصحاب الحلم والعطاء او كما كنا نغني في الجامعات: وان بقت آخر المواني ماها ليكي يمه خربانه القرايه لقد اصبح حال جامعاتنا مؤرقا ينتج الخراب والارهاب فمن المسئول?! نظرة فاحصه لهذه المنارات التي بدأت انوارها في الانزواء تجعلنا ندق ناقوس الخطر فهل كنا نسعي لانتاج الدواعش من نوابغ البلاد لنحقن ادمغتهم وشرايينهم بترياق يجافي قيم الانسانية والتحضر حين نزف طبيبا يسعي لمحو وتدمير انسانية مهنه الطب فمن يفارق جوهر مهنة (التطبيب) الانسانيه متجاوزا لها لمهمة (التدمير) اللانسانيه يفضح جهلنا ولامبالاتنا ليسمي بين العالمين منتجا سودانيا صنعناه بايدينا في غفلة من زمان وسنوات تعامينا فيها عن ما يجري في جامعاتنا وتركناها خلف ظهورنا لا يعنينا منها الا حفل التخرج الذي نرفع فيه سباباتنا مكبرين ومبشرين وما درينا اننا لم نكن سوي جسرا يمهد لتدمير الارض والانسان بدروع بشريه تنثر الكراهيه وتدعو لنهاية العالم علي ايدينا ظنا اننا مصدرا لعمار الدنيا وما اقسي اوهامنا حين تطل فجأة حقيقة الواقع من بين الخيال والاحلام لم يعد كافيا ان نحقن الجامعات بالعلوم التطبيقيه فماذا نجني من طبيب لا يدري عن واقعنا شيئا ولا يقترن عنده الطب بقيمة خدمة الاوطان والانسان والسلام ومافائدة حشو عقول النابغه من الصبيه والصبايا بالكم دون الكيف في زمن اصبح فيه فلاح عاقل خير من طبيب جاهل وفراش عامل خير من مهندس يتحرق شوقا لمغادرتنا لانه لم يتعلم ان يحبنا او يرد لنا جميلا ويسقي زهراتنا العطشي للتفتح في مستقبل الكون المجهول المسير والمصير نحتاج الي جامعات لا يكون عدد اسياخها ومطاويها اكثر من عدد مراجعها العلميه والثقافيه والادبيه طالب جامعي واسع المدارك والاطلاع مسلح بالقيم الاجتماعيه والانسانيه ليصبح كل خريج وخريجه من جامعاتنا جسرا للمستقبل وليس انزلاقا الي الوراء اليس كل خريج وخريج هم نواة لاسرة جديده من المستقبل وماذا نعلمهم ان لم يكن السلام اليس الطب هو السلام في تجلياته العليا والهندسه اليست هي التنميه او ليس القانون هو العدل فماذا ننتظر من قانوني محقون بمعرفة الظلم واقتصادي تدفعه غريزة الجشع كمن يضع السيف عند جبانه والمال عند بخيله وينتظر الرخاء والانتصار المستحيل لو كان الامر بيدي لدعوت كل صاحب راي وخبره لاعاده صياغة اهداف البلاد من مؤسساتها الجامعيه ولما اهملت طالب الجامعه ليتعلم الحقد والجهل من صراعات الكبار ولوفرت لكل طالبه وطالب مناخا متوازنا تشع فيه قيم التعاون والرحمه والتكاتف مناخا كامل الحريه لممارسة الحوار والانشطه الايجابيه خاليا من القمع ولاعدت المكتبه والمسرح وجمعيات الموسيقي والفكر ولاضفت السينما ولجعلت العمل الطوعي وتجارب الشعوب الخيره جزء من المناهج ولشيدت بيئه جامعيه توفر الاكتفاء والكرامه منعا للاستغلال ولبحثت عن الرضا والجاذبيه منعا لليأس والحزن والخواء الروحي والفكري والانساني الذي يمثل الحاضنه الشرعيه لكل امراض السلوك البشري ولسعيت لانتاج الطالب / والطالبه المثقف المشبع بحب البلاد والانسانيه والقائد الذي يفتح كوة المستقبل المستنير في جنح الظلام صاحب الثقه بالنفس وذو الخيارات المتاحه والسماوات المفتوحه والحريه السياسيه والسماحه السودانيه ولما تركته نهبا للاستغلال والاستثمار من تجار العلم وتجار السياسه حتي يمشي آمنا مفكرا وسيم المبادئ خير الانفاس منفتح العقل عظيم الطموح لا خائفا من حرس الجامعه ولا جائعا يستجدي الموائد ولا محبطا يتلمس دروب الرزائل والمخدرات يحب البلاد وكل سكانها مدرك لتنوعها محترما لقدسية اديانها موقرا لمفكريها وشخوصها الافذاذ متطلعا للتميز الايجابي في العلم والانسانيه متقد الذهن متوازنا متسع الخيال بالفنون والبستنه ومحبة الارض والانسان والحيوان وحب العطاء كمدخل للقوة والتسامي متسامحا بقيم الرياضه ليغير واقع الفنون والرياضه والتجاره متصلا بعالم اليوم مبادرا ومبتكرا اكثر علما وتحضرا وانسانيه من اسرته وكل اجيال الماضي ملما بمشكلات البلاد بوصفها العلمي والمنطقي والموضوعي وليس مندفعا بتحريض الساسه قصيري الخطط ومتعجلي النتائج لايسعد برؤية الدماء تسيل من زملاءه الطلاب والطالبات دارسا للارهاب كملمح ظلامي في تاريخ البشريه مرفوع القامة يمشي مقبلا علي الحياة ومشبعا بقيم حقوق الانسان لا يغني فلترق كل الدماء ولوفرت كل ذلك من ميزانية الامن والدفاع وماذا يكون الامن والدفاع ان لم يكن هو سلام المستقبل القريب واعادة توجيه العقول والمشاعر لصالح التقدم العلمي والاجتماعي والانساني لو كان الامر بيدي لجعلت كل ذلك متاحا وملزما وضروريا وهام بدلا عن صرف الوقت والمال لارجاع الهاربين من واقع صورت لهم فيه الجامعات انه الجحيم وقلبي علي وطني [email protected]